"سيدي الرئيس.. سنفطر في القدس" عنوان لأنشودة بهدف الترويج التجاري أطلقتها شركة عاملة في الاتصالات، أحدثت جدلاً بين رواد وسائل التواصل
"سيدي الرئيس.. سنفطر في القدس" عنوان لأنشودة بهدف الترويج التجاري أطلقتها شركة عاملة في حقل الاتصالات، أحدثت جدلاً بين رواد وسائل التواصل الاجتماعي، بعدما حمله الإعلان من رسائل سلبية مباشرة لم يكن ليخطئها أحد.
فالإعلان يبدأ بصورة طفل يخاطب ما بدا أنه رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، داعياً إياه إلى الإفطار ثم ينتقل ليظهر تجسيداً للرئيس الروسي الذي يمسك بيده الطفل متوجهاً به إلى النافذة التي تطل على الكنائس، وعلى التوالي يظهر الرئيس الكوري الشمالي متأثراً، ثم المستشارة الألمانية، فرئيس وزراء كندا في انتقال بين الأحداث التي تعصف بالعالم من أزمة اللاجئين إلى الروهينجا وصولاً إلى القدس.
قد حمل الإعلان استجداء ومظلومية أريد لها أن تصل إلى العقل اللاواعي للمشاهد العربي ليحمل غلاً وكراهية تجاه حكوماته التي أظهرها الفيديو بشكل غير مباشر بأنها مقصرة تجاه القضايا الإسلامية، كما أظهر رؤساء دول معينة بمظهر الرحماء بشكل مقصود لا يحمل التأويل رغم أن تاريخهم حافل بالدمار.
في البدء قد يبدو الإعلان عادياً، لكن بعد إعادة مشاهدته تظهر الرسائل واضحة، فالإعلان يقصد استغلال مشاعر الجمهور استغلالاً بشعاً، حيث إنه لشركة استخدمت قضايا عربية إسلامية من أجل الترويج لأهدافها التجارية باستخدام دموع الأطفال والقدس والروهينجا وثقافة رفض السياسات الأمريكية في خلطة سياسية دينية تجارية.
وقد حمل الإعلان استجداء ومظلومية أريد لها أن تصل إلى العقل اللاواعي للمشاهد العربي، ليحمل غلاً وكراهية تجاه حكوماته التي أظهرها الفيديو بشكل غير مباشر بأنها مقصرة تجاه القضايا الإسلامية، كما أظهر رؤساء دول معينة بمظهر الرحماء بشكل مقصود لا يحمل التأويل رغم أن تاريخهم حافل بالدمار، ومن جانب آخر حمل الإعلان كلمات تتشابه مع تلك المستخدمة من قبل الجماعات الإرهابية التي تحاول الترويج لفكرة أن الغرب كل الغرب يشن حرباً على الإسلام "نحن الهاربون المبعدون نحن المذنبون المتهمون بالعبادة.. المحكومون شنقا بالإبادة.. الذين قطعت ألسنتنا.. لأنها نطقت بالشهادة".
لكن الصورة الأخيرة هي التي قصمت ظهر البعير حين ظهر ستة رجال "خليجيين" وهم يتوجهون إلى القدس في محاولة لاختزال لشق الصف العربي وتحميلهم المسؤولية عما يحدث هناك، وقد اختار المنفذون أن يختتموا العمل بهذه الصورة كي تبقى في الذاكرة، حيث إن ختام أي عمل أبقى وأرسخ وأقدر على التأثير من جميع لقطات الفيديو الممتد لثلاث دقائق ونصف.
إن الرسائل التي تحملها الأعمال الفنية التي تخلط السم بالعسل، يجب ألا تمر دون مراجعة لرسائلها الخفية قبل النشر وكشف عن مآربها، ذلك أن الانطباعات التي تخلفها هذه الأعمال التي تلعب على وتر العاطفة يصعب ترميمها لاحقاً بسبب الأثر التي تتركه لاسيما في نفوس الأطفال والنشء.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة