"الترانسميديا".. آفاق جديدة تغزو عالم السينما
"الترانسميديا" شكل من أشكال السرد متعدد الأوساط، كأن تبدأ قصة في صيغة فيلم، وتستمر في كتاب، ثم تنتهي على هاتف جوال.
"الترانسميديا" مصطلح جديد يفتح آفاقا واسعة من الإمكانيات الإبداعية، وهو عبارة عن لغة تفاعلية جديدة تهدم بفضل تقدم وتوسع التكنولوجيا الرقمية الحديثة، الحواجز بين أوساط السرد وتمدد عالم الخيال.
- "ستار وورز: ذا لاست جيدي" يتصدر إيرادات السينما الأمريكية
- "كوكو" يواصل تصدره لإيرادات السينما في أمريكا
و"الترانسميديا" شكل من أشكال السرد متعدد الأوساط، كأن تبدأ قصة في صيغة فيلم، وتستمر في كتاب، ثم تنتهي على هاتف جوال، أو أن يكون بإمكان المشاهد المشاركة في العملية السردية.
وبدأت فكرة توسيع نطاق عالم الخيال تنتشر خلال ستينيات القرن الماضي، حين رأى القائمون على سلسلة (ديزني) أو (حرب الكواكب) في أفلامهم منجم ثراء يمكن استغلاله. غير أن سلسلة أفلام الخيال العلمي "ماتريكس" كانت البداية الحقيقة لفكرة "الترانسميديا"؛ حيث كانت ألعاب الفيديو تقدم أفكارا أساسية تتيح فهم بعض جوانب الفيلم.
روبين روميرو، الأستاذ بجامعة (كارلوس الثالث) بمدريد، يشبه الـ"ترانسميديا" بالقصص الشعبية، حيث تسير على "الآلية نفسها؛ فشخص ما يكتب قصة وتتنوع بحسب الشخص الذي يرويها".
ويرى رومير أن الترانسميديا موجهة بشكل خاص لمعنى براق، ولا سيما في ألعاب الفيديو، ولكنه يعتقد أن هذا النوع من الأفكار عادة ما يتم ابتكاره لأغراض اقتصادية بحتة، سعيا لإجبار المشاهد على استهلاك أكبر قدر من وسائط البث الممكنة حتى يتمكن من استكمال القصة.
كروسميديا
والمصطلح الدقيق المستخدم لهذا النوع من المشروعات هو "crossmedia" (كروسميديا) الذي من خلاله يتم إعداد القصة من البداية لتنفيذها ونشرها عبر وسائل متعددة، بينما يشير مصطلح "transmedia" (ترانسميديا) لأي مضمون سردي يتم توسيعه عبر أوساط إعلامية أخرى السينما، والتلفزيون، والقصص المصورة (كوميكس) اعتمادا على قصة أصلية واحدة. إلا أن الفارق ضئيل للغاية، والمصطلحان يستخدمان تقريبا كمترادفين وفي كثير من الأماكن يكون معناهما متطابقا.
وتبرز من بين أول مشروعات الترانسميديا "Sofia's Diary" أو "يوميات صوفيا" (2008)، وهو مسلسل بريطاني موجه للشباب، حيث تستقبل بطلته المراهقة على مدونتها الشخصية رسائل المشاهدين، الذين بوسعهم أن يقدموا لها النصائح بشأن كيفية حل مشكلاتها. وبهذه الطريقة أحيانا ما تعتمد الحلقات على مقترحات الجمهور.
إلا أن المشروع الأكثر بروزا في هذا الصدد هو مسلسل "Defiance" أو "التحدي" لقناة الخيال العلمي الأمريكية (ساي فاي)، وهو دراما خيالية موزعة بين التلفزيون وألعاب الفيديو، إذ إن ما يحدث في أي منهما تكون له أصداء على العمل الآخر.
وتقول بطلة المسلسل جولي بنز إن "المشروع قد تطور خلال الأعوام السابقة لتصويره، ولهذا كل شيء تم التفكير فيه جيدا".
أول مشروع ترانسميديا
يعرف القائمون على فيلم "Panzer Chocolate" (بانزر شوكولاتة) الإسباني عملهم باعتباره أول مشروع ترانسميديا في عالم السينما.
ويقول منتج العمل دييجو رودريجيث: "كان لدينا المشروع مطورا كي نقوم بتنفيذه، وفي حالتنا الأمر يحظى بأهمية خاصة باعتبارنا الأوائل. دائما يمكن أن يأتي استوديو أمريكي بكثير من المال ويقوم بتنفيذ المشروع أفضل ألف مرة، ولكنهم لن يكونوا الأوائل".
ويستهدف الفيلم الإسباني جمهور الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و24 عاما، باعتبارهم المشاهدين الأكثر ميلا لهذا النوع من الأفكار، فهم على تواصل مستمر بالتقنيات الحديثة. وأكثر نشاطا وتفاعلا مع المشروعات الجديدة.