علاج «باركنسون» بالنبضات الكهربائية.. جهاز دائم للرعاية
كشفت دراستان رائدتان من جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو، عن نهج ثوري لعلاج مرض باركنسون، يعتمد على جهاز مزروع مبتكر يقدم رعاية شخصية على مدار 24 ساعة.
وتستخدم هذه التقنية المتطورة، والمعروفة باسم التحفيز العميق للدماغ التكيفي (aDBS)، الذكاء الاصطناعي لمراقبة نشاط الدماغ وتقديم نبضات كهربائية دقيقة لإدارة الأعراض ليلا ونهارا.
ويتكيف الجهاز ، وهو أول زرع دماغي "حلقة مغلقة" من نوعه، مع احتياجات كل مريض في الوقت الفعلي، فهو يكتشف التغيرات في إشارات الدماغ المرتبطة بأعراض مرض باركنسون ويضبط مستويات التحفيز وفقًا لذلك.
وخلال الفترات التي يكون فيها الدواء نشطا، يقوم الجهاز بتقليل التحفيز لمنع الحركات الزائدة، وعلى العكس من ذلك، فهو يزيد من التحفيز مع تضاؤل تأثيرات الدواء، مما يساعد على منع التيبس والمشاكل الحركية الأخرى.
ويقول الدكتور فيليب ستار، المدير المشارك لعيادة اضطرابات الحركة والتعديل العصبي بجامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو وكبير مؤلفي الدراسة: "يمثل التحفيز التكيفي العميق للدماغ مستقبل علاج مرض باركنسون، ولأول مرة، يمكننا أن نقدم نظاما لا يتكيف مع احتياجات المرضى طوال اليوم فحسب، بل لديه أيضا القدرة على تحسين نوعية حياتهم أثناء الليل."
وفي تجربة سريرية، تم اختبار التكنولوجيا الجديدة على أربعة مرضى، ونجحت في تقليل الأعراض الأكثر إزعاجا لديهم بنسبة 50%، وتم نشر هذه النتائج في 19 أغسطس في مجلة "نيتشر ميدسين".
وبعيدًا عن إدارة الأعراض أثناء النهار، أثبت باحثو جامعة كاليفورنيا، بقيادة الدكتور سيمون ليتل، أن تقنية التحفيز العميق للدماغ التكيفية يمكن أن تعالج الأرق، وهو تحدٍ شائع لمرضى باركنسون.
وأظهر عملهم، الذي نُشر في وقت سابق من هذا العام في مجلة "نيتشر كومينيكيشنز"، أن الجهاز يمكنه اكتشاف نشاط الدماغ المرتبط بحالات النوم والتدخل لمنع الاستيقاظ أثناء الليل.
ويقول الدكتور ليتل، الأستاذ المشارك في علم الأعصاب في جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو والمؤلف الرئيسي المشارك لكلتا الدراستين: "تمثل هذه التكنولوجيا تحولا كبيرا في كيفية علاج مرض باركنسون، ونحن قادرون على تصميم التحفيز ليناسب الاحتياجات الدقيقة لكل مريض، ليس فقط أثناء النهار ولكن أيضا أثناء النوم، وهو أمر بالغ الأهمية لرفاهيتهم بشكل عام".
ويؤثر مرض باركنسون على ما يقرب من 10 ملايين شخص في جميع أنحاء العالم، مما يؤدي إلى مجموعة من الأعراض الحركية وغير الحركية.
والعلاجات التقليدية مثل" ليفودوبا"، رغم فعاليتها، يمكن أن تؤدي إلى أعراض متقلبة، مع فترات من الحركة المفرطة أو التيبس.
وتوفر أجهزة التحفيز العميق للدماغ (cDBS) القياسية تحفيزًا كهربائيًا مستمرًا ولكنها قد تعوض بشكل زائد أو ناقص عن هذه التقلبات.
ويتغلب الجهاز الجديد على هذه التحديات باستخدام الذكاء الاصطناعي للتعرف على أنماط دماغية محددة مرتبطة بأعراض مرض باركنسون وضبط مستويات التحفيز في الوقت الفعلي.
ولا تعمل هذه التقنية التكيفية على تحسين الحركة أثناء النهار فحسب، بل لديها أيضا القدرة على تخفيف الأرق، وهي مشكلة مهمة للعديد من المرضى.
ويقول الدكتور ستار: "لقد بدأنا للتو في استكشاف إمكانات علاجات التحفيز العصبي التكيفي، وبينما كان تركيزنا ينصب على مرض باركنسون، نعتقد أن هذه التكنولوجيا يمكن أن تفيد أيضا المرضى الذين يعانون من حالات نفسية مثل الاكتئاب واضطراب الوسواس القهري".
aXA6IDMuMjMuOTIuNjQg جزيرة ام اند امز