العلاج بلسع النحل في غزة.. إقبال المرضى يتحدى الطب
"العين الإخبارية" تزور عيادة المهندس راتب إبراهيم سمور المعالج بلسعات النحل بمدينة غزة، لتفتح الصندوق الأسود لهذا النوع من العلاج
ينتشر في قطاع غزة العلاج بلسعات النحل كعلاج شعبي رغم عدم الاعتراف به طبياً وعدم منح المعالجين به التراخيص اللازمة، وذلك في ظل إقبال شديد على عيادات العلاج بلسعات النحل، خاصة من قبل أصحاب الأمراض المزمنة والمستعصية بعد خضوعهم للعلاج الطبي المعروف وفشل الأدوية الكيميائية في الشفاء.
وزارت "العين الإخبارية" عيادة المعالج بلسعات النحل المهندس راتب إبراهيم سمور في مدينة غزة، لتفتح الصندوق الأسود لهذا النوع من العلاج.
يقول المهندس الزراعي المعالج راتب سمور: "العلاج بلسعات النحل كان موجوداً في الماضي وهو مورث شعبي، ولكن بحدود المعرفة البسيطة مثل لسع المفاصل، وشرب العسل، ولكن اليوم أصبح علماً واسعاً، وله أصوله ومفاهيمه وأساليب متعددة لتناول العلاج به".
وأضاف: "منذ تخرجي في كلية الهندسة الزراعية أبحث عن مراجع تؤصل لهذا النوع من العلاجات، وبدأت فعلياً عام 1982 في استخدام لسعات النحل لعلاج بعض الأمراض".
وتابع: "بتطوير معرفتي بعالم النحل أصبحت أركز أكثر من خلال إدارتي لقسم البيئة والصحة في وزارة الزراعة على تربية النحل ومستخرجاته وكيفية علاج الأمراض، حتى ظهرت حالات صعبة فشلت المستشفيات في علاجها، أو وقف تدهور حالة أصحابها صحياً، وتمت معالجتهم باللسع ومستحضرات مستخرجة من النحل كالسم".
خطورة سم النحل
ويوضح المهندس سمور: "الناس في قطاع غزة لم تكن تؤمن بالعلاج بلسعات النحل، والصورة الرائجة أن سم النحل قاتل ومميت، ومعهم حق لمن يتعامل مع السم دون دراية ومعرفة، ولذا سبق لعلاجي بالنحل بحثي ودراستي لكل ما يخص النحل ومستخرجاته، حتى بدأت ممارسته وتطبيق ما تعلمته على المقربين مني مثل أبي وأولادي، ومن ثم انتشر اسمي بين المرضى وبدأت رحلتي في العلاج بالنحل وبدأ الناس يأتون إلى عيادتي".
وأخذ سمور يوسع مساحات العلاج، بعد ظهور نتائج إيجابية في أغلب الحالات التي تقدمت للعلاج، على حد قوله، ومنها الروماتيزم، وأمراض الرقبة والصدر، وضيق التنفس، وحتى العيون، وصولاً لمرض التوحد، حسب قوله.
ويوضح "سمور" أن علاج التوحد جاء عن طريق التجربة، قائلا: "في البداية رفضت علاج أول حالة ميؤوس منها، لكن تم الضغط من والد المريض وبإقرار شخصي منه، وبعد عدة جلسات ظهرت نتائج مشجعة جداً في العلاج، حتى الشفاء التام، ومن هنا أستطيع القول إنني أول من عالج مرض التوحد بلسعات النحل ومستخرجاته، خاصة سم النحل الذي أستخرجه بنفسي وبوسيلة اخترعتها لهذا الغرض".
ويضيف: "في المغرب خلال مؤتمر متخصص للعلاج بالنحل، فوجئ الحاضرون بعلاجي لمرض التوحد، وأثنوا على النتائج بعد أن شاهدوا مرئية خاصة لي في علاج بعض الأمراض، والعلاج بالنحل اليوم يكتسح العالم، وبدأت عمليات التأصيل له من خلال مصطلح حديث يعرف به وهو (APITHERAPY)".
أزمة التراخيص
من العقبات التي يواجهها العلاج بالنحل في قطاع غزة، عدم منح التراخيص اللازمة لعيادات العلاج، كما يقول المهندس سمور موضحا: "رغم أن وزارة الصحة لم تمانع في فتح العيادة الخاصة بعلاج النحل، لكنها لا تمنح التراخيص اللازمة بحجة أن هذا النوع من العلاج يحتاج إلى إثبات علمي، وربما يكون بسبب تخوف بعض الأطباء من تدخل النحل في علاج الأمراض المستعصية لما يشكل لهم قلقاً من تراجع المرضى وطلب العلاج في المستشفيات وفي عيادات الأطباء لصالح العلاج بالنحل".
شهود عيان
وبتسليط الضوء على بعض الحالات التي تم علاجها على يد المهندس سمور باللسع بالنحل تقول السيدة ريم أحمد: "ترددت قبل الذهاب إلى عيادة سمور، ولكن بعد فشل علاج حبّ الشباب في وجهي، والذي يسبب لي حالة نفسية صعبة، قررت الذهاب إليه، وفعلاً خضعت لعدة جلسات بدأها بالمستحضرات المستخرجة من النحل كالكريمات، ومن ثم عرضني إلى اللسع مرتين، والآن أستطيع أن أقول إنني شفيت تماماً".
أما حاتم الهشلمون الذي يزور عيادة المهندس سمور منذ أسبوعين للعلاج من الغضروف، يقول لـ"العين الإخبارية": "أشعر بتحسن شديد، ورغم ألم اللسع لكنني أتحمله في سبيل الشفاء من الغضروف، وما سمعته عن العلاج بالنحل يشجعني أن أستمر مع سمور، خاصة أنني ترددت كثيرا على المستشفيات وعيادات الأطباء دون فائدة، بل كنت أستعد للسفر لإجراء عملية جراحية في مصر، لكن البعض نصحني بتجربة العلاج باللسع، وها أنا أشعر بتحسن ملحوظ وأرجو من الله أن يتمم علاجي بالنحل".
غرائب العلاج ومعجزة النحل
يقول المهندس راتب: "العلاج بالنحل معجزة وقد ظهر لي هذا جلياً عندما حضرت لي شابة استأصل الأطباء جزءا من لسانها، كعلاج من التهابات حادة، ولم تكن تستطيع الكلام، وأخضعتها للعلاج باللسع ومن ثم بالمستحضرات المستخرجة من النحل، وبعد شهر جاءت تتكلم وكأن شيئاً لم يكن، فوقفت مشدوهاً أمامها لأقول: سبحان الشافي، والحمد لله الذي جعلني سبباً ومداوياً لمرضك".
وتقول هذه السيدة: "نعم، كدت أخسر لساني كله، وفشلت جميع العقاقير والعمليات الجراحية التي خضعت لها، وحده النحل أنقذ حياتي، ثقوا بالله الذي أنزل الشفاء في النحل وجعل شرابه سائغاً".
aXA6IDMuMTcuMTc5LjEzMiA= جزيرة ام اند امز