علاج سرطان الفم مبكرا يزيد فرص الحياة
أصبح في الإمكان حاليا زيادة فرص بقاء مرضى السرطان على قيد الحياة في ظل نجاح جهود الكشف المبكر عن هذا المرض اللعين.
في ظل التقدم الطبي والتكنولوجي في وسائل التشخيص، أصبح في الإمكان زيادة فرص بقاء مرضى السرطان على قيد الحياة في ظل نجاح جهود الكشف المبكر عن المرض اللعين، خاصة سرطان الفم في مراحله المبكرة.
وشدد الباحثون في مستشفى "سيتى كار" في الهند على أهمية تحديد علامات التحذير المحتملة من السرطان، والتي يمكن أن تساعد في التشخيص المبكر للمرض اللعين.
ويتمثل العنصران الرئيسيان للكشف المبكر عن السرطان في تثقيف وتشجيع التشخيص المبكر للمرض، ونشر الوعي بشأن أساليب الكشف المبكر.
كما يمكن أن يسهم الكشف المبكر عن المرض في خفض معدلات الوفيات وتحسين سبل التشخيص.
يأتي سرطان الفم تحت مظلة واسعة من سرطان الرأس والرقبة، والذي يرجع إلى نمو الأنسجة غير طبيعية في تجويف الفم.
ويعتبر سرطان الفم في مقدمة أنواع السرطان من حيث نسبة الإصابة به في شبه القارة الهندية، ليحتل المرتبة الأولى كأكثر أنواع السرطان انتشاراً بنسبة 30% في الهند من بين جميع أنواع السرطان.
وقال الدكتور فيكرام كيكاتبور، رئيس قسم جراحة الأورام في مستشفى سيتيكار بالهند، تنجم عادة الإصابة بسرطان الفم من عادة التدخين المدمرة، ومضغ التبغ، جنباً إلى جنب الإفراط في تعاطي الكحوليات وسوء نظافة الإسنان تعد أيضاً في مقدمة عوامل الخطر، مضيفاً أنه ينظر إلى سرطان الفم في الهند لكل من الرجال والنساء بكونه مرضاً شائعاً في كلا الجنسين على حد سواء الآن.
وأكد الباحثون إمكانية التعرف على الأعراض الأولية للسرطان عن طريق الفم عند ملاحظة المريض لبقع حمراء أو بيضاء في تجويف الفم أو اللسان واللثة أو على جانبي الفم، مشددين على ضرورة عدم تجاهل هذه الأعراض، فلا ينبغي تجاهل القرحة التي يجب أن تشفى في غضون ثلاثة أسابيع وإلا ستكون إحدى العلامات المبكرة لسرطان الفم.
يأتي ذلك في الوقت الذي حذر فيه الباحثون من أن زيادة الوفيات ناجمة عن التأخر في الكشف المبكر عن المرض، فيما أكدوا أنه في حال الكشف عن المرض.
في مراحله الأولية، ترتفع نسب الشفاء بصورة كبيرة، إلا أن العديد من الهنود يتجاهلون العلامات المبكرة للسرطان ويلجأون إلى الطبيب في مراحل المرض الثالثة والرابعة المتأخرة.
ويشكل علاج سرطان الفم عبئاً اقتصادياً واجتماعياً كبيراً في الهند خاصة بالنسبة للأفراد الذين ينتمون لطبقات اقتصادية دنيا، فيما تمتلك علاجات السرطان المكتشفة مبكراً عبئاً اقتصادياً أقل، وفرص بقاء على قيد الحياة أكبر على المدى الطويل.. ففي المرحلتين الأولى والثانية من المرض يتم علاج معظم مرضى سرطان الفم بنجاح من خلال العملية الجراحية وحدها، ولكن في المرحلتين الثالثة والرابعة، قد تكون هناك حاجة إلى الجمع بين العلاج والجراحة تليها الإشعاع والعلاج الكيميائي.
وقال الأطباء، إن الكشف المبكر عن سرطان الفم يؤدي إلى الشفاء الإيجابي للمرض، فيما أكد باحثون على الحاجة إلى خلق الوعي بشأن الآثار الضارة لاستهلاك التبغ ومساعدة المواطنين، على أن تصبح أكثر وعياً لمزايا الكشف المبكر، لتجنب العواقب الضارة في المستقبل.