ندوة لـ"تريندز": الاتفاقات الإبراهيمية أحدثت تحولا في مسيرة السلام
تحولٌ في مسيرة السلام بالمنطقة ومفتاح للحفاظ على الأمن والاستقرار فيها.. هذا ما أحدثته الاتفاقات الإبراهيمية بعد عامين على توقيعها.
خلاصةٌ توصل لها ستة من الخبراء والمحللين الدوليين في ندوة عن بُعد نظمها مركز "تريندز" للبحوث والاستشارات، بالتعاون والشراكة مع "منتدى جيجو الكوري للسلام والازدهار" بعنوان "الاتفاقات الإبراهيمية بعد عامين.. تقييم التأثير وما هو قادم".
وناقشت الندوة آفاق اتفاقات السلام الإبراهيمية والتحول الذي أحدثته في مسيرة السلام بالمنطقة، تزامنا مع مرور الذكرى الثانية على توقيعها والتي صادفت أمس الخميس.
دبلوماسية الثقافة والسلام
وقالت اليازية الحوسني، نائب رئيس قطاع الإعلام بمركز "تريندز" رئيسة مجلس شباب البحث العلمي، إن الدبلوماسية الثقافية رسخت هذه الاتفاقات بين بلدان كلها تنتمي إلى الشرق الأوسط.
وأضافت "السؤال الرئيسي يبقى قائماً، وهو: كيف يمكن لنا الاستفادة من وجه الشبه هذا في بناء فكرة السلام على نحو أفضل لدى من يتغاضون عن التحولات التي تشكّل العالم من حولنا؟".
واعتبرت أن العلاقات الدبلوماسية التي قامت بين 4 دول عربية وإسرائيل خلال عام واحد تبعث برسالة إيجابية، مشيرة إلى أن "الرسالة مفادها أننا كدول وثقافات نقدِّر السلام بدلاً من الصراع، ونرغب معاً في غرس بذور التسامح والثقة المتبادلين".
وهنا، أكدت الحوسني دور وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي وأهميتها في تعزيز الاحترام المتبادل وترسيخ السلام.
تحول عميق وتغير جوهري
من جانبه، قال الدكتور توبياس بورك، الباحث في معهد "رويال يونايتد سيرفيسز" إن النظام الإقليمي في الشرق الأوسط يمر بتحول عميق.
وأكد أن الاتفاقات الإبراهيمية هي نتيجة ومحرك لهذا التحول، كما أنها تمثل استجابة إقليمية، وليست خارجية، للديناميات الأمنية المعقدة في الشرق الأوسط.
وأعرب عن أمله في رؤية المدى الذي يمكن لهذه الاتفاقات من خلاله الوصول إلى نهج شامل للسلام والأمن.
الدكتور براندون فريدمان الباحث بمركز موشيه ديان في جامعة تل أبيب، اعتبر من جهته أن الاتفاقات الإبراهيمية تمثل تغيراً جوهرياً في العلاقات مع الجوار؛ لأنها ترسي إطاراً للتواصل الإيجابي على نطاق طائفة متنوعة من المجالات تشمل العلاقات الاستراتيجية والأمنية.
وشدد على أهمية الشباب في صنع السلام، وكذلك أهمية الجانب الإنساني، مشيراً إلى أن علاقات إسرائيل بجيرانها لم تأتِ من فراغ، بل كانت ضمن سياق محدد أسهم في تحقيق هذا الاختراق التاريخي، وعلينا مراعاة الظروف الحالية وما تعنيه للمنطقة ككل.
أما البروفيسور يوسي ميكلبرغ، أستاذ العلاقات الدولية - تشاتام هاوس بالمملكة المتحدة، فتطرق إلى موقف الاتحاد الأوروبي تجاه الاتفاقات الإبراهيمية، قائلا إنه "لم يكن موقف انتقاد صريح أو دعماً متحمساً".
وأشار إلى أن الاتحاد قرر أن يقف موقف المتفرج إزاء أحد أهم التطورات في المنطقة في السنوات الأخيرة، مستدركا "لكن بعد التوقيع على الاتفاقات، أصبح على أوروبا التحلي بالبراغماتية".
قطار السلام
من جهته، رأى جوناثان بانيكوف، مدير معهد الشرق الأوسط التابع للمجلس الأطلسي، أن التكنولوجيا الإسرائيلية تشكل فرصة لتعميق العلاقات الثنائية من خلال الاتفاقات الإبراهيمية والمساعدة على تخفيف الضغط عن بعض البلدان العربية، لا سيما البلدان غير المصدّرة للنفط.
ولفت إلى إمكانية انضمام المزيد من الدول العربية إلى قطار السلام، وقال إن "الولايات المتحدة ترى في الاتفاقات الإبراهيمية جزءاً لا يتجزأ من سياستها الخارجية في الشرق الأوسط، وهي إحدى السياسات القليلة التي تحظى بدعم كلٍّ من أعضاء الحزبين الجمهوري والديمقراطي".
وأكد ضرورة أن تنعم البلدان نفسها بالاستقرار السياسي داخلياً وخارجياً؛ لكي يُكتب النجاح للاتفاقات الإبراهيمية.
وكان سلطان الربيعي الباحث في "تريندز" قد أشار في كلمة ترحيبية في بداية الندوة إلى أن الغرض الرئيسي من الاتفاقات الإبراهيمية هو تعزيز التسامح والحوار الثقافي؛ سعياً لتحقيق السلام والأمن والرفاه في الشرق الأوسط.
ونوّه بأنه كثيراً ما اعتُبرت هذه المبادرة الدبلوماسية مفتاحاً للحفاظ على الأمن والاستقرار وتعزيزهما في المنطقة، وهي في الوقت نفسه فرصة للتعاون في المجالات ذات الاهتمام المشترك.