خبراء عن هجوم المليشيات على "الرئاسي" الليبي: اختبار للمجتمع الدولي
أكد محللون ليبيون أن اقتحام المليشيات لمقر المجلس الرئاسي، رسالة بأن المطالبة بإخراج المرتزقة الأتراك خط أحمر، تستدعي ردا دوليا.
واعتبر المحللون، في تصريحات منفصلة لـ"العين الإخبارية"، أن عدم التعامل بجدية مع قرارات اتفاق جنيف لوقف إطلاق النار المتعلقة بتفكيك المليشيات، أحد أسباب هجوم الأخيرة على مقر لاجتماعات المجلس الرئاسي، مطالبين بعدم المجاملة ومواجهة تلك العناصر المسلحة.
قصة اقتحام "مقر للرئاسي" بطرابلس.. من الفكرة حتى التنفيذ
وحاصرت مليشيات بركان الغضب، مقر فندق "كورثينا" في العاصمة الليبية طرابلس، مساء الجمعة، لإجبار رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي -والذي تمكن من الخروج من الفندق- على إقالة نجلاء المنقوش وزيرة الخارجية ومحمد العائب رئيس جهاز المخابرات الجديد.
سيطرة المليشيات
المحلل السياسي الليبي كامل المرعاش، قال في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، إن اقتحام مقر إقامة رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي هو تعبير حقيقي عن استمرار سيطرة المليشيات علي العاصمة طرابلس، وتأكيد على عدم وجود أي شيء يسمى جيشًا أو قيادة أركان في المنطقة الغربية.
مصادر ليبية: اختطاف مدير مكتب المنفي والمليشيات تحشد لاقتحام الخارجية
وأوضح المحلل السياسي الليبي، أن الهجوم كشف قدرة قادة هذه المليشيات على تحريك عناصرها بكل حرية عندما تتعرض مصالحهم للخطر، في إشارة إلى قرار رئيس المجلس الرئاسي بتعيين رئيس جديد للمخابرات.
وكان رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي، أصدر الخميس، قرارًا رقم 17 لعام 2021، بشأن تكليف حسين محمد خليفة العائب بمهام رئيس جهاز المخابرات الليبية، خلفًا لعماد الطرابلسي الذي صدر قرار بتعيينه من قبل فايز السراج رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق السابقة.
اختبار حقيقي
وأشار إلى أن اللحظة الحالية هي اختبار حقيقي للمجتمع الدولي الذي يجب أن يتحرك بقوة ضد هولاء المعرقلين لحل الأزمة الليبية، وتنفيذ العقوبات التي نصت عليها قرارات مجلس الأمن الدولي، محذرًا من أن صمت المجتمع الدولي على الحادث ستحطم كل جهود حل الأزمة في ليبيا وإخراجها من نفق الفوضى المظلم.
وأكد المرعاش أن "الهجوم المليشياوي" يدل على تخطيط مسبق للقبض على المنفي وإهانته تماما مثل ما حدث لرئيس الوزراء الأسبق علي زيدان عام 2013. ولم يستبعد ضلوع بعض الأطراف في التخطيط وإعطاء الضوء الأخضر للهجوم، مثل دار الإفتاء، وأيضا مما يسمى رئيس المجلس الأعلى للدولة خالد المشري، الذي دأب منذ فترة على توجيه انتقادات حادة لرئيس المجلس الرئاسي.
بالصور.. مليشيات تحاصر مقر "الرئاسي" الليبي بطرابلس وتطالب بإقالة مسؤولين
وكانت مليشيا مسلحة تعرف باسم "غرفة عمليات ثوار ليبيا"، اختطفت رئيس الحكومة الليبية الأسبق علي زيدان عندما كان يشغل منصب رئيس الوزراء، في 10 أكتوبر/تشرين الأول 2013، من الفندق الذي يقيم به في طرابلس، ليتم تحريره بعد ساعات.
تداعيات سلبية
وأكد أن الحادث ستكون له تداعيات سلبية على العملية السياسية برمتها، لأنه ضرب جهود بناء جسور الثقة في مقتل وخصوصًا أنها مازالت هشة، محذرًا من أن التغاضي عن مواجهة هذا الهجوم بحزم وتوقيع العقوبات المحلية والدولية على كل المتورطين به، سيعيد المشهد الليبي إلى المربع الأول.
وطالب المحلل السياسي رئيس الحكومة بإصدار بيان بهذا الشأن، فيما طالب النائب العام بإصدار أوامر جلب وتوقيف والتحقيق مع كل المتورطين.
إخوان ليبيا يتآمرون لإسكات "المنقوش".. ومطالب بحماية الوزيرة
كما ناشد المجتمع الدولي والبعثة الأممية بأن تسارع إلى إرسال أسماء المتورطين لتوقيع العقوبات المنصوص عليها في قرارات مجلس الأمن، محذرًا من أن التغاضي عن تلك الخطوات سيؤدي إلى إبطاء أي تقدم في المسارات الأخرى، ما يؤجل تنظيم الانتخابات الرئاسية والتشريعية المقررة لها في ديسمبر/كانون الأول 2021.
فوضى مدعومة
من جانبه، قال المحلل السياسي الليبي مختار الجدال، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، إن هذه الفوضى مدعومة من دول بعينها وتنظيمات إرهابية من أجل "تركيع الشعب" والقبول بمن سيأتي في الانتخابات القادمة.
الرئاسي الليبي يكلف "العائب" برئاسة جهاز الاستخبارات
وأوضح المحلل السياسي الليبي أن المجتمع الدولي يعجبه ما حدث ليلة البارحة؛ لأنه لا يريد استقرارًا في ليبيا إلا بالشكل الذي يخدم مصالحه، إلا أن مصالح بعض الدول في ليبيا متضاربة فكان لا بد من استمرار الفوضى، على حد قوله.
رسالة مليشياوية
وأشار إلى أن المليشيات المسلحة أرادت إيصال رسالة لحكومة الوحدة الوطنية وللمجلس الرئاسي وهي إبقاء القوات التركية وعدم المساس بالاتفاقيات معها، كونها ومرتزقتها الحليف الفعلي لتلك المليشيات.
وتوقع الجدال، ألا ينصاع المجلس الرئاسي لترهيب المليشيات واستبعاد اللواء حسين من جهاز المخابرات، إلا أنه أشار إلى إمكانية خضوع عبدالحميد الدبيبة رئيس الحكومة لتلك المناوشات، ويطلب من وزيرة الخارجية نجلاء المنقوش الاستقالة.
وحول إمكانية حدوث تغيير على الأرض في ليبيا بعد الهجوم، قال المحلل السياسي الليبي إنه لا يتوقع ذلك، مشيرًا إلى أن تغول المليشيا كان أحد أسباب مغادرته منزله في العاصمة طرابلس.
مواجهة المليشيا
من جانبه، طالب عز الدين العوامي النائب السابق لرئيس المؤتمر الوطني العام المنتهية ولايته، بعدم المجاملة ومواجهة المليشيات المسلحة.
وقال العوامي، عبر حسابه الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك": أعتقد الظروف المحلية والدولية مناسبة لممارسة الحزم.
يأتي ذلك فيما حمل المحلل السياسي الليبي حسن المسلاتي، بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا والمجتمع الدولي مسؤولية ما حدث أمس الجمعة من حصار المليشيات المسلحة لمقر اجتماع المجلس الرئاسي في طرابلس.
وقال المسلاتي، في تغريدة عبر حسابه بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "تتحمل بعثة الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بل بشكل عام مسؤولية هجوم المليشيات على مقر المجلس الرئاسي بطرابلس".
اتفاق جنيف
واعتبر أن سبب هجوم المليشيات على مقر اجتماع المجلس الرئاسي "هو عدم التعامل بجدية مع الفقرة 4 من اتفاق جنيف لوقف إطلاق النار المتعلقة بتفكيك المليشيات".
واتفقت اللجنة العسكرية الليبية المشتركة في 23 أكتوبر/تشرين الأول 2020 على الوقف الفوري لإطلاق النار في ليبيا، والبدء الفوري لعملية حصر وتصنيف المجموعات والكيانات المسلحة بجميع مسمياتها على كامل التراب الليبي، سواء التي تضمها الدولة أو التي لم يتم ضمها، ومن ثم إعداد موقف عنها من حيث قادتها وعدد أفرادها وتسليحها وأماكن وجودها، وتفكيكها.
aXA6IDE4LjIxOS4yMDcuMTE1IA== جزيرة ام اند امز