قصة اقتحام "مقر للرئاسي" بطرابلس.. من الفكرة حتى التنفيذ
لم يكن قرار مليشيات غرب ليبيا حصار أحد مقار المجلس الرئاسي وليد اللحظة، بل إن تطورات الأحداث أزعجتها، فأرادت إعادة الأمور للمربع الأول.
وحاصرت مليشيات بركان الغضب، مقر فندق "كورثينا" في العاصمة الليبية طرابلس، مساء الجمعة، لإجبار رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي -والذي تمكن من الخروج من الفندق- على إقالة نجلاء المنقوش وزيرة الخارجية ومحمد العائب رئيس جهاز المخابرات الجديد، لكن لماذا؟
السراج يعين قياديا مليشياويا نائبا لرئيس الاستخبارات الليبية
وللإجابة عن هذا التساؤل، علينا العودة قليلا إلى الخلف، حيث تصريحات وزيرة الخارجية نجلاء المنقوش المتعاقبة والتي تطالب فيها بضرورة إخراج المرتزقة الأتراك من ليبيا، ما أثار حولها عاصفة من الغضب، كان مركزها المليشيات المسلحة وفرع تنظيم الإخوان في ليبيا والتي تأتمر بأوامر أنقرة.
التمرد المسلح
وانصياعًا لفتاوى الصادق الغرياني، المفتي المعزول بقرار من مجلس النواب الليبي في نوفمبر/تشرين الثاني 2014، والتي هاجم فيها الوزيرة المنقوش، عقدت مليشيات بركان الغضب اجتماعًا الجمعة في المقر الإداري وسط مصنع التبغ بالعاصمة طرابلس الذي يسيطر عليه عماد الطرابلس رئيس المخابرات السابق، لبحث خطة "التمرد المسلح".
واستنكر المجتمعون في بيان اطلعت "العين الإخبارية" على نسخة منه، تصريحات وزيرة الخارجية حول القوات التركية التي زعموا أنها "داعمة ومتواجدة لأغراض مشروعة"، من خلال اتفاقية رسمية مع الدولة الليبية، مطالبين بإقالة الوزيرة نجلاء المنقوش لـ"عدم أهليتها وعدم مراعاة المصالح العليا للدولة الليبية في أمر يمس الأمن القومي".
رفض العائب
وأعلنت مليشيات بركان الغضب رفضها تعيين حسين العائب رئيسا لجهاز المخابرات العامة، خلفًا لعماد الطرابلسي الذي أصدر قرارا بتعيينه فائز السراج رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق السابقة.
وكان رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي، أصدر الخميس، قرارًا رقم 17 لعام 2021، بشأن تكليف حسين محمد خليفة العائب بمهام رئيس جهاز المخابرات الليبية، خلفًا لعماد الطرابلسي الذي صدر قرار بتعيينه من قبل فائز السراج رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق السابقة.
مصادر ليبية: اختطاف مدير مكتب المنفي والمليشيات تحشد لاقتحام الخارجية
وزعم آمر مليشيا 166 محمد الحصان، أن حكومة الوحدة الوطنية رضخت للقائد العام للجيش الليبي المشير خليفة حفتر، داعيًا لتمرد مسلح ضد المجلس الرئاسي.
وقال الحصان، في تصريحات نشرتها الصفحة الرسمية لمليشيا بركان الغضب على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" إن الحكومة استبعدت بركان الغضب وفرضت شخصيات ليست فقط جدلية بل متورطة في دعم العدوان على طرابلس، على حد قوله.
وحذر القائد المليشياوي حكومة الوحدة الوطنية، قائلا: الحكومة ستسمع صوتنا الذي لم تلتفت له وسترى على الأرض القوة التي حمت طرابلس ودافعت علنها، على حد تعبيره.
سيناريو 2013
بدوره أكد عماد الطرابلسي لقادة المليشيات، رفضه تسليم مقر المخابرات للواء العائب، زاعمًا أنه من "أزلام النظام السابق ومن الموالين للمشير خليفة حفتر"، بحسب وسائل إعلام ليبية.
بنبرات غاضبة اختتمت المليشيات "اجتماع الأزمة" في طرابلس، لتعد عدتها وتمضي حيث أحد مقار المجلس الرئاسي لمحاصرته، إلا أن رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي، تمكن من الخروج من المقر وإفشال سيناريو 2013 باختطاف رئيس الحكومة.
وكانت مليشيا مسلحة تعرف باسم "غرفة عمليات ثوار ليبيا"، اختطفت رئيس الحكومة الليبية الأسبق علي زيدان عندما كان يشغل منصب رئيس الوزراء، في 10 أكتوبر/تشرين الأول 2013، من الفندق الذي يقيم به في طرابلس، ليتم تحريره بعد ساعات.
حقيقة اختطاف المبروك
مصادر ليبية كشفت عن اختطاف محمد المبروك مدير مكتب المجلس الرئاسي من الفندق -حيث كان مع المنفي الذي تمكن من المغادرة- من قبل مليشيا بركان الغضب ، إلا أن الأخيرة في محاولة لنفي الواقعة، نشرت صورًا لها مع المبروك من داخل الفندق مدعية أنه لم يتم اختطافه.
رواية رسمية
رواية رسمية نشرتها المتحدثة باسم المجلس الرئاسي نجوى وهيبة تعقيبًا على الحادث، مؤكدة أن "الاقتحام الذي حدث الجمعة في طرابلس هو اقتحام لفندق، وليس لمقر المجلس الرئاسي الذي ليس له مقر دائم للاجتماعات".
وأوضحت أن الموقع هو مقر من مقرات اجتماعات المجلس، وحيث إن الجمعة هو يوم عطلة أسبوعية وليس يوم عمل فلم يتعرض أحد لأذى.
وقال مدير مكتب رئيس المجلس الرئاسي محمد المبروك في تسجيل مصور على مواقع التواصل الاجتماعي، إن بعض الجماعات دخلت الفندق أثناء وجوده به وكان لديها اعتراض على برنامج أو قرار معين ولم تكن تحمل أي سلاح وكانت تريد لقاء رئيس المجلس، لكنه لم يكن موجودا بالفندق.
وأوضح المبروك: أنفي ما خرجت به بعض وسائل الإعلام.. لم يكن هناك خطف ولم يكن هناك إطلاق نار أو اعتداء على شخصي أو على الفندق.
وأشار إلى أن رئيس المجلس الرئاسي الذي يشغل منصب رئيس الدولة في ليبيا في الوقت الراهن سيجتمع مع عدد من أعضاء الجماعات المعنية.
المليشيا تتراجع
الحادث الذي أزعج الليبيين وأثار مخاوفهم حول مستقبل ليبيا وخارطة الطريق، نفت مليشيات بركان الغضب ما نشر حول اقتحامها لمكان اجتماعات الرئاسي، زاعمة أنها كانت تحاول الاجتماع مع رئيس المجلس الرئاسي للتباحث في عدة أمور.
وادعى أحد قادة مليشيا بركان الغضب مختار الجحاوي، أن المليشيا تدعم المجلس الرئاسي وحكومة الوحدة الوطنية، والدولة المدنية.
aXA6IDE4LjIxOC43NS41OCA= جزيرة ام اند امز