"حصان طروادة" تقنية جديدة لتدمير السرطان من الداخل
علماء جامعة "نورث وسترن" في أمريكا يطورون عقار "حصان طروادة" الذي يخدع ويقتل الخلايا السرطانية من خلال ربط العلاج الكيميائي بالدهون.
طور علماء جامعة "نورث وسترن" في الولايات المتحدة الأمريكية طريقة جديدة لخداع الخلايا السرطانية لامتصاص العلاج بأكملها، ثم مهاجمتها من الداخل على طريقة حصان طروادة الشهيرة.
وتعمل الطريقة الجديدة على ربط العلاج الكيميائي بالدهون، التي تستخدمها الأورام كوقود حيوي للنمو، وحين تلتهم خلايا الورم الدهون فإنها تسحب العلاج معها، وبمجرد دخول الدواء الورم السرطاني، يصبح العقار نشطا ويدمر الخلايا القاتلة، وفقا لما نشرته صحيفة "ديلي ميل" البريطانية.
وحصان طروادة، هو أشهر خدعة في التاريخ، أنهى بها اليونانيون حرباً دامت 10 سنوات مع مدينة طروادة الحصينة، وبعد حصار لأشهر، ترك اليونانيون حصانا ضخما أمام أبواب "طروادة" ورحلوا، فأدخله السكان إلى الداخل ظنا أنهم فازوا، ليتفاجأ الطرواديون أن الحصان مليء بالجنود اليونانيين الذين تمكنوا من اقتحام المدينة في الليل بعد نوم الحراس.
واختبر العلماء النهج الجديد باستخدام العقار الكيميائي paclitaxel، الذي قضى "تماما" على سرطان العظام والبنكرياس والقولون لدى الفئران.
وقال الدكتور ناثان غيانتشي، الأستاذ في قسم الكيمياء بالجامعة ومشرف الدراسة: "يبدو أن طريقة حصان طروادة التي تعمل كحامض دهني صغير، تسحبه الأورام، ثم يبدأ العقار في قتل خلايا الورم فعالة جدا".
وصمم العلماء دهنا يُربط بالعقار في طرفي سلسلة الأحماض الدهنية، لمعرفة ما إذا كان يمكن إعطاء العلاج الكيميائي بنجاح أكبر، وبعد ذلك، يجري إخفاء مزيج العقار-الدهن داخل البروتين المصلي البشري (HSA)، الموجود في الدم ويحمل جزيئات الدهون حول الجسم.
وأوضح البروفيسور غيانتشي أن الفكرة تتمثل في إخفاء العقار كدهون، حتى يدخل الخلايا وينقله الجسم بكل "راحة وسهولة".
وأظهرت النتائج المنشورة في مجلة الجمعية الكيميائية الأمريكية، أن طريقة حصان طروادة هذه سمحت لجرعة أكبر من العلاج بالدخول إلى الخلايا، كما كان أكثر أمانا بنسبة 17%، من العقاقير الأخرى.
وكشفت إحصاءات أبحاث السرطان في المملكة المتحدة أن شخصا واحدا من بين كل شخصين مولودين بعد عام 1960 في المملكة المتحدة سيصاب بالسرطان في مرحلة ما من حياته.
وذكرت "ديلي ميل" أنه في الولايات المتحدة وحدها، تم تشخيص أكثر من 1.7 مليون شخص بالمرض العام الماضي، بينما توفي أكثر من 609 آلاف شخص، وفقا للمعهد الوطني للسرطان في أمريكا.
يذكر أن شركة "شينوغي للأدوية" كانت طورت في عام 2018، مضادا حيويا يخدع البكتيريا ليتسلل إلى داخلها أطلقت عليه أيضا "حصان طروادة".