عرّاف الانتخابات الأمريكية.. ماذا يتنبأ؟
تعرف على المقاطعة الأمريكية التي تنتخب من يفوز غالبا بانتخابات البيت الأبيض، في علاقة التصقت بها منذ أكثر من قرن
في الوقت الذي يتابع فيه الأمريكيون ومعهم العالم، بشغف، ما ستؤول إليه انتخابات البيت الأبيض، تتركز الأنظار على مقاطعة فيغو بولاية إنديانا، التي يطلق عليها لقب "العرّاف".
وعلى مدار أكثر من قرن، تنبأ سكان المقاطعة الواقعة على ضفاف نهر واباش، بالمرشح الرئاسي الذي يفوز بالانتخابات في الولايات المتحدة، باستثناء مرتين في عامي 1908 و 1952.
علاقةٌ مثيرة للاهتمام بالنسبة لأستاذ العلوم السياسية المساعد بولاية إنديانا ماثيو بيرجبور.
يقول بيرجبور إن الهوية السياسية لها علاقة كبيرة بالموضوع، خاصة وأن 90٪ من الجمهوريين والديمقراطيين موالون لحزبهم في صناديق الاقتراع.
ولهذا عندما يكون لديك مسار أكثر من 60 عاما من الارتباط بنتيجة الهيئة الانتخابية، تصبح مقاطعة فيغو، بنظر بيرجبور "وسام شرف واعتبارا حقيقيا لكيفية كونها كائنا دقيقا للأمة".
المقاطعة "الأرجوانية"
ويذهب أستاذ العلوم السياسية إلى وصف فيغو بالمقاطعة "الأرجوانية"، الأمر الذي له علاقة بالناخب المحيطي.
والناخبون المحيطيون هم أولئك الذين لا يذهبون لانتخابات التجديد النصفي ولكنهم يخوضون الانتخابات الرئاسية. ويشكل هؤلاء حوالي 25٪ من الناخبين على صعيد الولايات المتحدة.
هويةٌ انتخابية للمقاطعة تشير للمزاج القومي لدى سكان فيغو. ففي عام 2000 طغى ملف الإرهاب، وفي 2010 هيمن المناخ الاقتصادي مع الركود العظيم، وفي عام 2020 حلّت جائحة كورونا.
وعن هوية الفائز الذي ستختاره فيغو في الانتخابات القادمة المقررة في الثالث من نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، مازال بيرجبور يتوقع فوز ترامب، مكررا سيناريو 2016".
لكن في المقابل هناك من يتحدث عن حماس متزايد لصالح المرشح الديمقراطي جو بايدن، وهو الأمر الذي لم يكن موجودا مع هيلاري كلينتون خلال انتخابات 2016.
تصويت قياسي
في هذه الأثناء، تشهد الولايات تسجيل أرقام قياسية في نسبة المشاركة بالتصويت المبكر، حيث أدلى نحو 20 مليون شخص بأصواتهم حتى يوم الجمعة الماضية، وذلك عبر الاقتراع الشخصي أو البريد.
وبالمقارنة مع الفترة نفسها خلال انتخابات 2016، أدلى نحو 6 ملايين أمريكي بأصواتهم، وفق موقع "يو أس إيليكشن بروجكت"، المعني بتقصي المعلومات والأرقام حول الانتخابات.
وفي مقاطعة فيغو التي يتوزع سكانها بالتساوي تقريبا ما بين الريف والمدن، قال مسؤولو الانتخابات هناك، إنهم يشهدون بالفعل إقبالا قياسيا.
وهو ما عبّرت عنه لينا مور، نائبة رئيس المكتب في تصريحات صحفية نقلتها وسائل إعلام محلية: "هذا العام يحطم كل أنواع السجلات، ونتوقع أن تكون سنة انتخابات صعبة للغاية."
وذكرت مور أنه تم الإدلاء بما يتراوح بين 1200 و 1400 صوت يوميًا الأسبوع الماضي.
وعلاوة على ما سبق، هناك خط فاصل غالبا ما يكون غير واضحا بين الديمقراطيين والجمهوريين في تلك المقاطعة.
فمن غير المألوف أن ترى السياسيين في فيغو يغيرون انتماءاتهم للأحزاب السياسية، ذلك أنهم يميلون لاختيار الأفراد قبل الحزب