رافضا «هزيمة المناظرة».. ترامب يستدعي «نظريات المؤامرة»
يبدو أن الرئيس السابق دونالد ترامب لم يستطع تقبل حقيقة ما وصفه مراقبون بـ«الأداء السيئ» في المناظرة مع كامالا هاريس، ولهذا "انغمس في نظريات المؤامرة".
وقالت صحيفة واشنطن بوست، إن المرشح الجمهوري، دونالد ترامب، عاش لفترة طويلة في عالم غريب من صنعه، محاولا إعادة كتابة التاريخ، أو اختراعه بالكامل، لتضخيم نفسه، وتشويه سمعة الآخرين ونشر أكاذيب لا أساس لها، وهو يصر على أنه لم يخسر أمام هاريس كما لم يخسر في الانتخابات السابقة أمام الرئيس الحالي جو بايدن.
وقالت الصحيفة إن ترامب وطوال مدة المناظرة كان في موقف الدفاع، وإنه لم يخرج من ذلك الموقف إلا في حالات نادرة بدا فيها غير متماسك.
لا يستطيع ترامب قبول الحكم السائد بأن هاريس تفوقت عليه، تماماً كما لم يستطع قبول أن الرئيس جو بايدن هزمه قبل 4 سنوات.
تمسك ترامب بنظرية المؤامرة ليدعي أن هاريس كانت تخبئ سماعات في أقراطها، وأنها كانت تتلقى تدريبا على ما يجب أن تقوله في الوقت الحقيقي.
ونفت قناة إيه بي سي نيوز، التي استضافت المناظرة، هذه الادعاءات الكاذبة، لكن ترامب لا يهتم كثيرا بالحقيقة. فهو يفضل نشر الأكاذيب لتبرير أدائه السيئ ودفع أنصاره للاعتقاد بأن المناظرة كانت مزورة بطريقة أو بأخرى. وكل ما يفعله هذا هو زيادة انقسام البلاد.
الشائعات تهدد المهاجرين
وقد أدت الادعاءات الكاذبة المتكررة حول الجالية الهايتية إلى انتشار التهديدات في المدينة. ففي يوم الجمعة، تم إخلاء مدرستين ابتدائيتين في سبرينغفيلد بسبب تهديدات بالقنابل وأغلقت مدرسة متوسطة. وكان هذا هو اليوم الثاني على التوالي الذي تُغلق فيه المدارس بسبب مثل هذه التهديدات.
ويواصل ترامب تأجيج الغضب المناهض للمهاجرين. فقد قال سابقًا إنه إذا انتُخب فسوف يأمر بترحيل جميع المهاجرين غير المسجلين الذين يعيشون في الولايات المتحدة، وهو الاقتراح الذي اعتبره الخبراء غير عملي ومشكوكا فيه من الناحية القانونية. وخلال مؤتمر صحفي عقده يوم الجمعة مع الصحفيين في كاليفورنيا، قال ترامب: "سنقوم بأكبر عملية ترحيل في تاريخ بلدنا. وسنبدأ بسبرينغفيلد وأورورا، [كولورادو]".
إن تصريحات الرئيس السابق ساهمت في ارتفاع حالات العنصرية ضد أمريكيين من أصول هايتية، بالإضافة إلى تأجيج "الصراع الثقافي" داخل بعض المجتمعات.
وذكرت الصحيفة أن حالات العنصرية طالت سبرينغفيلد بولاية أوهايو، بعد ادعاءات ترامب بأن المهاجرين الهايتيين يأكلون الحيوانات الأليفة، إذ اشتكت مطاعم تحت إشراف طهاة من هايتي، باستقبال اتصالات هاتفية تستفسر عن توفر هذا النوع من الطعام على سبيل "السخرية والتهكم"، إذ سأل أحد الأشخاص بصوت ساخر "هل لديك أي قطط أو كلاب؟"
وفي سبرينغفيلد، حيث ارتفع عدد السكان الهايتيين بشكل كبير منذ عام 2020، يقول مسؤولون في المدينة إن "بعض أبناء الدولة الكاريبية يمنعون أطفالهم من الذهاب إلى المدرسة خوفاً من التنمر أو ما هو أسوأ، وأبلغ آخرون عن تعرضهم للتحرش في الشارع، وفي سياراتهم وفي المتاجر".
وفي أورورا، وهي مدينة كبيرة ومتنوعة بولاية كولورادو، حيث بدأ الآلاف من الفنزويليين في الوصول إليها في عام 2022، قال العديد من المهاجرين إنهم "أُبلغوا بأن جنسيتهم تجعلهم غير مؤهلين للحصول على وظائف أو سكن"، بحسب الصحيفة.