من يحسم الانتخابات الأمريكية؟.. «العين الإخبارية» تفتح «مساحة نقاش»
مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024، فتحت "العين الإخبارية" مساحة نقاش، تحمل للجمهور والمتابعين قراءة معمقة مع محللين وسياسيين وأكاديميين في مشهد الانتخابات المرتقبة المرتقبة غدا الثلاثاء وأدوات كل مرشح لحسم أصوات الناخبين.
وتحت عنوان (انتخابات الرئاسة الأمريكية 2024 .. ما الذي يجعل نتائجها حاسمة؟)، قدمت حلقة الأحد من "مساحة نقاش"، والتي أدارها الكاتب الصحفي والإعلامي تاج الدين الراضي، على منصة «إكس»، نظرة من كثب للبرامج الانتخابية وعوامل قوة وضعف كل من مرشح الحزب الجمهوري، دونالد ترامب، مقابل المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس، والتحديات المختلفة التي تواجههما.
وتبارى في نافذة "مساحة نقاش"، كل من الباحث والمحلل السياسي والاقتصادي، وعضو الحزب الديمقراطي، مهدي عفيفي ، والمتطوعة في حملة ترامب وعضو نادي الجمهوريين الشباب في واشنطن، ماريا معلوف.
في البداية، ركزت معلوف على نقاط القوة في المرشح الجمهوري دونالد ترامب، والتحديات التي تواجه المنافسة الديمقراطية هاريس وعوامل ضعف حملتها.
وتحدثت عن نقاط قوة المرشح الجمهوري، قائلة إنه يقدم برنامجا شاملا يتضمن رؤية اقتصادية واضحة المعالم تهدف إلى تحسين الوضع الاقتصادي للمواطنين، وتوفير فرص عمل للشباب، وتحقيق الاستقرار المالي، وتسهيل سبل العيش للمواطنين من الطبقة الوسطى، إضافة إلى الحفاظ على القيم العائلية، وإصلاح البرامج التعليمية.
أما على الصعيد الخارجي، فترى معلوف أن برنامج ترامب يعمل على استعادة دور أمريكا وهيبتها في الساحة العالمية، والتي تراجعت بفعل سياسات الحزب الديمقراطي، والعمل على إيقاف الحروب الدائرة حاليا، وتعزيز التعاون مع الحلفاء في منطقة الشرق الأوسط، إضافة إلى كبح جماح الإرهاب.
وفي هذا الصدد، حرصت على التأكيد أن "ترامب رجل سلام ويسعى لتحقيق سلام لا يكون على حساب طرف ضد طرف آخر"، مشيرة إلى أن ترامب يؤمن بحل الدولتين للصراع الفلسطيني-الإسرائيلي. وتأييد العيش بسلام بين الجانبين، واستكمال الاتفاقات الإبراهيمية (اتفاقات السلام التي عقدت بين إسرائيل ودول عربية) لإعادة الاستقرار للمنطقة.
وأبرزت أن قضية الشباب تعتبر من القضايا المحورية في خطاب ترامب، وهو ما دللت عليه باشتراك الأخير في منصة "تيك توك"، حيث تمثل وسيلة تواصل فعالة لجذب الشباب، في حين لا تهتم هاريس بهذه الفئة من الناخبين، و"تكتفي بالشعارات في هذا الصدد"، على حد قولها .
كما اعتبرت أن "حملة ترامب تتمتع بشفافية كبيرة، وهذا ربما يكون غائبا في أداء هاريس".
وفي تقييمها لأداء الرئيس الحالي جو بايدن، قالت "معلوف"، إن إدارته شهدت انتقادات واسعة بسبب سياساته، خاصة في قضايا الهجرة والأمن القومي، معتبرة أن هاريس تواجه تحديات بسبب قرارات بايدن الخاصة بالدعم الكبير لأوكرانيا وعدم الحديث عن وقف الحرب بين كييف وموسكو، والتقارب مع إيران على حساب الأمن القومي العربي، والسياسات والتعاطي الخاطئ مع الصين.
وزادت بأن "الحزب الديمقراطي يخوض مغامرة بترشيح امرأة ملونة ذات بشرة سمراء، لاعتقاد الحزب أن وجودها سيخفف من التمييز العنصري في المجتمع الأمريكي، أو كسب أصوات الناخبين الأفارقة.
وأشارت إلى أن بعض القضايا، مثل الإجهاض والمثلية، أثّرت سلبًا على دعم الحزب الديمقراطي، مما أدى إلى تراجع شعبيته بين بعض الفئات المحافظة.
فيما استهل الباحث والمحلل السياسي والاقتصادي، وعضو الحزب الديمقراطي، مهدي عفيفي، حديثه بالهجوم على ترامب، قائلا إن هناك المئات من أقطاب الحزب الجمهوري يعارضون ترامب، مثل ديك تشيني (نائب الرئيس الأمريكي الأسبق)، ويعتقدون أنه خطر على الديمقراطية الأمريكية، وأن ما قام به خطر على الدولة، معتبرين أن القوة الحقيقية للديمقراطية تكمن في المؤسسات لا في الأفراد، وهو فارق كبير بين الحزب الديمقراطي والجمهوري في الوقت الحالي.
وأضاف "نلاحظ محاولات المرشح الجمهوري تغيير المنظومة الأمريكية، حيث إن برنامج ترامب لعام 2025 يهدف إلى إحلال الأفراد الموالين له داخل المؤسسات، وهو ما يعتبر تهديدًا للديمقراطية".
وأوضح في هذا الإطار: "الديمقراطية الأمريكية تعتمد على المؤسسات الفاعلة مثل الكونغرس ومؤسسة الرئاسة، دون الاعتماد على الأفراد، مشيرا إلى أن المرشح الجمهوري دائما يتحدث عن أن أمريكا ستعود عظيمة في عهده، لكنه لا يطرح أي برامج حقيقية تدعم وعوده"، لافتا إلى أنه "في عهد دونالد ترامب ارتفع سقف الديون 6 مرات".
وفي حديثه عن عوامل قوة كامالا هاريس، قال عضو الحزب الديمقراطي، إن "هاريس لديها فريق عمل متكامل، وتتمتع بدعم كبير من أقطاب الحزب الديمقراطي، إضافة إلى الدعم المؤسساتي، لافتا إلى دعم الولايات المتأرجحة لها.
وتابع : لدى المرشحة الديمقراطية أيضا برنامج كامل يشمل الرعاية الصحية، واستكمال برنامج أوباما (أوباما كير)، والعمل على توفير أدوية تصل للمواطن بأسعار مقبولة"، مشيرا إلى أن ترامب حاول إلغاء أوباما كير لكنه فشل.
وأضاف: هناك تراجع حاليا في التضخم بشكل عام، وهاريس تعهدت بالاستمرار في خفضه، واستمرار العمل على أزمة التغير المناخي، واستحداث برامج تحفيز لشركات الطاقة، ودعم الشركات التي تعمل في الطاقة المتجددة، إضافة إلى دعم الدول الأفريقية للإبقاء على الغابات.
وفيما يبدو فإن قضية التغير المناخي نقطة خلافية رئيسية بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي، حيث يرى الديمقراطيون أن التغير المناخي يمثل قضية مصيرية تحتاج إلى استثمار ضخم، بينما يرى الجمهوريون، وترامب خصوصًا، أن التغير المناخي قد يكون مجرد تجارة؛ لتحقيق مكاسب مالية، وأن هذه الأموال يمكن أن تُنفق على مشاريع أخرى كالبنية التحتية والرعاية الصحية والعدالة الاجتماعية.
وبعكس تعامل ترامب مع المهاجرين، رأى "عفيفي" أنها إحدى النقاط الهامة في برنامج هاريس، نظرا لأهمية الدور الذي يلعبه المهاجرون في المجتمع الأمريكي.
ونبه في هذا الإطار، إلى أن هناك صناعات تعتمد على المهاجرين بشكل كبير، مثل، الصناعات الغذائية وصناعة البناء والصناعات الخدمية.
وزاد : "لا نستطيع أن نحيا في الولايات المتحدة بلا مهاجرين، وواشنطن لن تستطيع التخلي عنهم"، كاشفا عن أن ترامب لم يتمكن من تمرير مشروع قانون لمعالجة أزمة المهاجرين داخل الكونغرس الأمريكي.
لكن عفيفي أقر بأن السياسات الخارجية الأمريكية لا تتغير بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري فيما يتعلق بالموقف من إسرائيل والتعامل مع الشرق الأوسط، وهو ما أرجعه إلى "العمل الدؤوب للوبيات الصهيونية واليمين المتطرف، منذ سنوات".
وذهب إلى أن "إسرائيل هى الولاية الأولى في الولايات المتحدة بلا منازع سواء كان الحكم جمهوريًا أو ديمقراطيًا"، مشيرا إلى أن السياسة في الولايات تجاه إسرائيل تتمثل في الدعم الكامل لها أكثر من الدعم لأمريكا، وبرهن بدعم واشنطن لتل أبيب منذ بداية حرب غزة بنحو بـ 22 مليار دولار، في حين تعرضت الولايات الجنوبية لإعصار لم تجد تلك الولايات 9 مليارات دولار لتخفيف آثاره.
أما عن موقف الشباب من الحزب الديمقراطي والمرشحة هاريس، فلم يخف عضو الحزب بأن "هناك استقطابا وتخبطا بين صفوف الشباب، فهم لا يريدون ترامب، وينتقدون أيضا إدارة بايدن بسبب الدعم المطلق لإسرائيل، لذا من الصعب التكهن بمن يدعمونه".
وزاد: "ربما يدفع الحزب الديمقراطي ثمنا لدعمه المطلق لإسرائيل في حرب غزة ولبنان".
وفي مستهل حلقة الأحد من "ساحة نقاش"، قال الإعلامي تاج الدين الراضي إن الانتخابات الرئاسية الأمريكية تشهد سباقاً محتدما بين المرشحين الرئيسيين، ترامب وهاريس، حيث يسعى كل منهما للفوز بمقعد الرئاسة خلفا للرئيس الحالي جو بايدن.
وأشار تاج الدين إلى أن ترامب يعتمد في حملته الانتخابية على قضايا رئيسية مثل الهجرة والأمن القومي، ويدعو إلى سياسات جديدة تختلف عن تلك التي اتبعها بايدن، بالإضافة إلى إعادة صياغة العلاقات الخارجية للولايات المتحدة، خاصة مع حلف الناتو، والعمل على تسهيل محادثات السلام لحل النزاع في أوكرانيا، من خلال تقديم تنازلات إقليمية.
في المقابل، أشار تاج الدين إلى أن هاريس ترشحت عن الحزب الديمقراطي بعد قرار بايدن عدم الترشح لولاية ثانية، وتريد تقديم رؤية مختلفة تتركز على التحديات المحلية مثل القضايا الاجتماعية وتعزيز التعددية.
ولفت إلى أن هاريس تسعى إلى مواصلة سياسة بايدن في العلاقات مع الصين ودعم أوكرانيا ضد روسيا، ولكن تواجه تحديات كبيرة في كسب ثقة الناخبين، خاصة في الولايات المتأرجحة، حيث تعول على دعم الشباب والناخبين من خلفيات متنوعة.