واشنطن بوست: ترامب يخسر معركته طويلة الأمد في العراق
لماذا ينبغي اعتبار الإدارة الأمريكية شريكا هاما وهي تمنع جميع العراقيين من وضع أقدامهم على الأراضي الأمريكية؟
بدأت قوات الحكومة العراقية الأسبوع الماضي حملة مصيرية لاستعادة غربي الموصل، وتقدم الطائرات والقوات الخاصة الأمريكية دعماً حاسماً لتلك الحملة التي يعتقد قادتها العسكريون أنه يمكن أن تطول لشهور.
وتحدثت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية في مقالها الافتتاحي عن المعركة التي ترى أن النصر فيها ليس مضموناً وأن التكلفة الإنسانية -التي نجحت القوات العراقية في تقليلها أثناء استعادة شرق المدينة– قد ترتفع ارتفاعاً حاداً.
لكن تقول الصحيفة، إن التحدي الأكبر يتجاوز المعركة المباشرة، ويكمن فيما إذا كانت الموصل والمناطق الأخرى المأهولة بالسنة قد تصبح مستقرة بمجرد طرد "الإرهابيين"، وفقاً لوصف الصحيفة.
تقول الصحيفة، إنه لسوء الحظ جعل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب -في أيامه الأولى في المنصب- فرص النجاح تسوء بشكل ملحوظ.
تشير الصحيفة إلى أن ما سهل ظهور تنظيم "داعش" هو التوترات الطائفية بين الأغلبية الشيعة والأقلية السنية والأكراد، وخاصة التمييز ضد السنة من قبل حكومة بغداد التي يقودها الشيعة بدعم من إيران.
بعد سقوط الموصل في 2014 ساعدت إدارة الرئيس السابق باراك أوباما في الإطاحة برئيس الوزراء نور المالكي واستبداله بحيدر العبادي الذي تعهد ببناء نظام أكثر شمولًا، ولكن نوايا العبادي أُحبطت بصورة كبيرة من قبل الطائفيين من بينهم الميليشيات الشيعية التي تسيطر عليها إيران، وفقاً للصحيفة.
بناء على ذلك، مضى الهجوم العسكري لاستعادة الموصل قدماً بدون اتخاذ خطوات سياسية مصاحبة ربما تقوي القادة السنة المعتدلين ضد المقاتلين الذين يسعون لإدامة تمرداً ضد حكومة بغداد.
وترى الصحيفة أنه بينما تستحق إدارة أوباما اللوم على التهرب من التحديدات السياسية في العراق، إلا أن ترامب سرعان ما فاقم المشكلة.
توضح الصحيفة أن إشارات ترامب المتكررة إلى أن الولايات المتحدة ربما تسيطر على حقول النفط في العراق أدت إلى نفور القوات من مختلف ألوان الطيف السياسي على الرغم من إنكار وزير الدفاع جيم ماتيس.
الأسوأ من ذلك أن إدراجه العراق على قائمة الدول ذات الأغلبية المسلمة الذي سيُمنع زوارها ومهاجريها من دخول الولايات المتحدة أدى إلى دفع معارضي العبادي للمطالبة بطرد الأمريكيين من البلاد، بما في ذلك القوات الأمريكية التي يزيد عددها عن 5000 شخص يحاربون داعش الآن.
تمكن العبادي من مقاومة قرار برلماني بهذا الشأن بعد صدور هذا الحظر، ولكن إذا استمرت العراق على قائمة الدول المحظورة في الأمر التنفيذي المنقح الذي يقول البيت الأبيض، إنه يقوم بتحضره، ربما يواجه العبادي تمرداً آخر قد يتسبب في انهيار حكومته.
قد تدفع الميليشيات الشيعية في طهران لتحل محل القوات الأمريكية في الصراع من أجل الموصل أو الأكثر ترجيحاً أن يطالب عملاء إيران بمغادرة القوات الأمريكية العراق بعد انتهاء المعركة على الفور.
ترى الصحيفة أن هذا الأمر سوف يضمن عمليًا سيطرة العناصر الطائفية بين الشيعة والسنة، ويفتح الباب أمام عودة تنظيم القاعدة أو أي "جهاديين" آخرين، وفقاً لوصف الصحيفة.
تنهي الصحيفة الافتتاحية بالقول إن العراقيين أصحاب التفكير المنطقي يمكنهم طرح سؤال، وهو: لماذا ينبغي اعتبار الإدارة الأمريكية شريكاً هاماً وهي تمنع جميع العراقيين من وضع أقدامهم على الأراضي الأمريكية؟
aXA6IDE4LjE4OC4xNDAuMjMyIA== جزيرة ام اند امز