قد يظن البعض أن صفقة التسليح الأمريكية لقطر هي انحناءة للضغط الأمريكي الذي أثاره ترامب بتصريحاته ضد قطر
قد يظن البعض أن صفقة التسليح الأمريكية لقطر هي انحناءة للضغط الأمريكي الذي أثاره ترامب بتصريحاته ضد قطر, فهذه الصفقة قديمة منذ عهد أوباما عام 2016، وما حدث بالواقع المعاش أن صفقة الـ"إف-15" لن تنقذ قطر من غضب الشعب المغبون في الداخل, الذي ستعجز أكبر قوى الأرض عن إطفاء حرائقه, فكما تُشعل قطر فتيل الأزمات لجيرانها وتدعو جاريتها قناة الجزيرة لترقص على أنغام الفيديو المسرب وإيقاعات الاتصال الهاتفي؛ فإنها تستحق أن تتلقف غضب من ظنوا أن الحكم رشيد وأن المال القطري هو مال الشعب لا مال أحلام السلطة العالمية والنفوذ المنحرف العابر للقارات الذي يُسمّى بعيدا عن الأحلام وعلى أرض الواقع يُسمى حقيقة العمالة المزدوجة للحكومة القطرية.
إن محاولة قطر شراء رضى واشنطن بصفقات التسلح والتهور بالاحتفاء بسفينتين أمريكيتين تمران مرور الكرام على ميناء حمد؛ نظرا لعدم ازدحامه والقفز في فراش حريم السلطان هو طريق مسدود؛ فالحل في الرياض عاصمة المملكة العربية السعودية، والحل في أبوظبي عاصمة دولة الإمارات العربية المتحدة، والحل في المنامة عاصمة مملكة البحرين، والحل دائما وأبدا في البيت الخليجي الموحد
فالغرباء لا يصنعون لقطر حلوى مجانية وما تصفه الدوحة بأنه رفض للوصاية السعودية الإماراتية هو -إن تمّ- تشريف لها بعد مسلسل الخذلان الشعبي الذي صدمت في دراميته عقول وأفئدة الشعوب العربية بالفلتان الفاجر في التدخل بشؤون هذه الدول واللعب بمصائرها وخاصة أخوة الدم منهم والتنسيق بكل قوة لصالح جاريتها قناة الجزيرة للتحريض على سفك الدماء وبث الرعب وتقسيم البلاد شرقا وغربا وجعل العالم العربي مرتعا لحشود الإرهاب الإخونجي العالمي, والأهم أن فاقد الشيء لا يعطيه يا قطر.
إنّ تأييد واشنطن لمشيئة الرياض وأبوظبي والمنامة هو أمر محتوم وليس تأييدا لفظيا, والعناد القطري في دفع فاتورة الماضي والحاضر وربما المستقبل هو قدرها حتى تنجو بماء وجهها السياسي على الأقل, ونصائح الجهابذة الاستراتيجيين في إدارة الأزمة بالاتجاه غربا لن يفيد؛ فالهوة تتسع ولا مجال للنجاة ومن يعتقد أن الأمر قد يمر مرور الكرام فهو واهم؛ فتطويع الإدارة في قطر أمر لابد منه ولا وقت للتراجع بعد هذا العصيان؛ فأنياب الخيانة قد بانت واضحة للبعيد قبل القريب، وفي هذا المكان الدسم بالطاقة لا يسمح لأي أحد أن يلعب بالنار, والقزم القطري لا يرى أبعد من أنفه إلا إذا سمح له بأن يصعد إلى برج المملكة في الرياض أو أبراج الاتحاد في أبوظبي.
إن الذئب الإيراني المتربص لقطر يسعده أن تُسرب المكالمات الهاتفية التي تبرهن على مساعي شخصيات مخضرمة في الإدارة القطرية لدعم التوسع الشيعي في المنطقة على حساب الأمن والأمان والدم الخليجي, ولقلب موازين القوى ولنبش الجمر الطائفي وتحريكه بكل الاتجاهات, وخاصة ديموغرافيا على أكبر رقعة ممكنة من الأرض العربية
وهذا كله يا قطر طمعا في تصدر أخبار جاريتكم قناة الجزيرة تباهيا بإنجازاتكم الدبلوماسية في عقد الوساطات التي تعبر عن مدى نفوذكم وحكمتكم في التعامل مع الأزمات, الآن فقط يمكنكم أن تبرهنوا على براعتكم في حل الأزمات وتتوسطوا لأنفسكم أيها العابثون في الضمائر الغائبة.
أخيرا؛ اصنع فخا لأخيك ثم مد له يدك تصبح من قوم تميم بامتياز, ومن من حفر حفرة لأخيه كان قرضاويا, أما غربا فالرئيس ترامب يعرف أن القطريين يعوّلون على مساعي عزله إن لم تكن لهم أذرع في ذلك, وهو مدرك تماما أن الدوحة بمعية خيال عزمي ودعاوي القرضاوي تنصب له أكثر من فخ لعزله أو لتحجيم إدارته، ولكنه ليس مجرد شخص ساذج ليكون الخبر الأول على شاشة جاريتكم قناة الجزيرة أو شاهد عيان على انهيار بيته الأبيض, وهو يعلم كل العلم وفي الوقت ذاته تماما أن القطريين يريدون أن يثبتوا له أنهم شركاء جديون وأنهم يجدون فيه الصديق والأخ الذي سيداوي جراحهم المكلمومة رغم خلطهم للأرواق وتبريرهم للإرهاب الذي لا تبرير له لا في الأرض ولا في السماء.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة