رؤساء ومشاهير أمريكيون "يقتحمون" انتخابات فرنسا
في الأيام الحرجة الأخيرة من السباق الانتخابي الشرس في فرنسا، اتخذ ترامب وأوباما وشومسكي خطوات توحي بدعم مرشحين بعينهم
شهدت الأيام الأربعة الأخيرة التي تسبق إطلاق المرحلة الأولى من الانتخابات الرئاسية الفرنسية ظهورًا مكثفًا لرؤساء ومشاهير أمريكيين يدلون بدلوهم حول المرشحين أو يدعون الفرنسيين لاختيار مرشح بعينه.
ففي إطار تعليقه على الهجوم الذي استهدف الشرطة في شارع الشانزليزيه بباريس، اعتبر الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، في تغريدة على "تويتر"، الجمعة، أن الهجوم سيكون له "تأثير كبير" على الانتخابات الفرنسية.
وقال: "هجوم إرهابي آخر في باريس. إن شعب فرنسا لن يتحمل المزيد من هذا. سيكون له تأثير كبير على الانتخابات الرئاسية!".
ولم يصرح ترامب من قبل بما ينبئ عن تفضيله لمرشح بعينه في السباق الفرنسي، غير أن سياساته وتغريدته توحي بأنه يميل إلى المرشحين اليمينيين أمثال ماري لوبان التي تتخذ مثله مواقف معادية إزاء المهاجرين والعولمة.
ودائما ما تصرح لوبان بأن من أسباب تراجع الحالة الأمنية في فرنسا هو فتح الباب أمام المهاجرين.
وسبق أن ألمح ترامب إلى الأوضاع الأمنية في باريس فبراير/شباط الماضي بعد تعدد الحوادث الإرهابية قائلًا إن "باريس لم تعد باريس".
وحينها رد عليه الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند بشكل غاضب قائلًا إنه "ليس أمراً جيداً على الإطلاق إبداء أدنى انعدام ثقة في دولة صديقة (...) هذا ما لن أفعله إزاء دولة صديقة، وأطلب من الرئيس الأمريكي عدم القيام بذلك تجاه فرنسا".
كما ألمح بدوره إلى ثغرات أمنية موجودة في الولايات المتحدة بقوله: "لن أقوم بأي مقارنة، لكن هنا الأسلحة ليست منتشرة، وليس هناك من يحمل السلاح لإطلاق النار على الحشود".
وأمس الخميس، أجرى الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما اتصالا هاتفيا مع إيمانويل ماكرون المرشح المستقل في انتخابات الرئاسة الفرنسية، في إشارة واضحة لدعمه في اللحظات الحاسمة قبل الجولة الأولى للانتخابات، المقررة الأحد، ويصعب التكهن بنتائجها لشراسة المنافسة.
وقال ماكرون إن أوباما أراد تبادل وجهات النظر معه بشأن حملة الانتخابات الفرنسية وإن الرئيس السابق شدد على أهمية العلاقة بين البلدين.
وقال حزب "إلى الأمام" الذي يتزعمه ماكرون، في بيان: "شكر إيمانويل ماكرون بحرارة باراك أوباما على مكالمته الودية".
غير أن متحدث باسم أوباما قال، في بيان: "لم يكن غرض المكالمة تأييد (ماكرون) لأن الرئيس أوباما لا يدعم أي مرشح رسميا قبل جولة الإعادة".
وماكرون هو المرشح الوحيد حتى الآن الذي قال إنه تحدث مع أوباما.
ويتصدر ماكرون، أصغر المرشحين سنًا (39 عامًا) المنتمي للوسط المؤيد للاتحاد الأوروبي، أغلب استطلاعات الرأي في الجولة الأولى من الانتخابات.
ومن المتوقع أن ينافس في جولة الإعادة زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان.
وفي هذه اللحظات الحرجة كذلك أطلق مثقفون وفنانون أمريكيون، بينهم الفيلسوف نعوم شومسكي، الأربعاء، عريضة بعنوان "فرنسا من فضلك لا تكرري مأساة كلينتون ضد ترامب" لدعوة الناخبين الفرنسيين إلى رص الصفوف خلف جان لوك ميلانشون.
وميلانشون (65 عاما) ينتمي إلى اليسار المتشدد، وسبق أن ترشح للرئاسة عام 2012، وحل في المركز الرابع حيث حصد 11,1% من الأصوات.
وهو من المدافعين عن حركة العمال والمطالبين بالانفصال عن الاتحاد الأوروبي، ولكنه ليس من المعادين لسياسة فتح الباب أمام المهاجرين مثلما تعاديها مرشحة اليمين مارين لوبان.
ويتصدر أربعة مرشحين استطلاعات الرأي الأخيرة وهم: إيمانويل ماكرون (وسط) ومارين لوبان (يمين متطرف) ثم وبفارق ضئيل فرنسوا فيون (يمين) وجان لوك ميلانشون (يسار متشدد).
وتدور المنافسة الطاحنة بين المرشحين حول 5 ملفات تشغل بال الفرنسيين بشدة؛ وهي الدستور والهجرة والطاقة النووية والحالة الاقتصادية والاتحاد الأوروبي.