المساءلة أم العفو.. ماذا يحدث مع ترامب؟
قالت رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي إن الديمقراطيين يستعدون بإجراءات المساءلة الأسبوع المقبل حال لم يتقدم دونالد ترامب باستقالته.
ويخطط الديمقراطيون بمجلس النواب الأمريكي إلى تقديم قرار المساءلة تمهيدا لعزل ترامب يوم الإثنين المقبل أثناء انعقاد الجلسة المقبلة للمجلس.
وتتضمن المسودة الحديثة لقرار المساءلة، التي حصلت عليها شبكة "سي إن إن" الأمريكية، مادة تتعلق بالمساءلة عن "التحريض على التمرد".
ومن المتوقع أن تجتمع لجنة القواعد بمجلس النواب يوم الإثنين أو الثلاثاء، للتصديق على قاعدة من شأنها أن تحكم مناقشات قرار المساءلة استعدادا للعزل، ومشروع قانون لإنشاء آلية جديدة لإنفاذ التعديل 25 بالدستور الأمريكي.
وبموجب هذا الجدول الزمني يمكن التصويت على إجراءات المساءلة استعدادا للعزل بحلول منتصف الأسبوع المقبل.
في هذه الأثناء، تحدث تقرير صحفي أمريكي عن أن الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب يفكر في إصدار عفو عن نفسه.
وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن ترامب قال إنه يفكر في العفو عن نفسه، وذلك خلال مناقشات مع مساعديه منذ الانتخابات الرئاسية التي جرت في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
ونقلت الصحيفة عن مصدرين قولهما إن "ترامب قال لمستشاريه خلال عدة مناقشات منذ يوم الانتخابات إنه ينظر منح العفو لنفسه، وسأل في مناسبات أخرى عما إذا كان ينبغي له فعل ذلك وعن أثر ذلك عليه قانونيا وسياسيا".؛ ولم يرد البيت الأبيض بعد على طلب للتعليق للصحيفة.
وأشارت إلى أنه لم يتضح ما إذا كان ترامب بحث الأمر منذ اقتحام أنصار له مبنى الكونجرس، ما أثار دعوات إلى عزله من المنصب.
في هذا الشأن، قالت جيسيكا ليفينسون، الأستاذة في كلية لويولا للحقوق في لوس أنجلوس، إنه من الصعب معرفة ماهية الجرائم الفيدرالية التي قد يكون ترامب قلقا بشأنها، إذ إن قرارات العفو لا تنطبق على الدعاوى المحلية داخل الدولة الأمريكية.
وأضافت ليفينسون، خلال مقال منشور عبر شبكة "إن بي سي نيوز" الأمريكية، أنه منذ بضعة أيام، ضغط ترامب على وزير خارجية ولاية جورجيا لقلب نتائج الانتخابات الرئاسية هناك، وقد يكون سلوكه بمثابة انتهاك جنائي فيدرالي بالإضافة إلى انتهاك قانون جورجيا.
وفي حين أن الدستور ليس واضحا فيما يتعلق بمسألة العفو عن الذات، قالت جيسيكا ليفينسون إنه من الواضح أن مثل هذا السلوك سيكون فكرة مريبة، إذ سيضع رئيس الولايات المتحدة فوق القانون، بغض النظر عما يفعله أو فعله.
ولفتت إلى أن هذا سيجعل الرئيس لا يخضع للمساءلة عن أي سلوك جنائي فيدرالي، وسيقوض بشكل أساسي فكرة العدالة، مؤكدة أن "الحل ليس بتمرير قانون آخر يحد من سلطات العفو الرئاسي، ولكن اختيار رؤساء صادقين لا يرتكبون جرائم".
إذا.. ماذا سيحدث حال حاول ترامب العفو عن نفسه؟ تجيب ليفينسون "لا يوجد طريقة لوقفه، على الأقل ليس في البداية، وبدلًا من ذلك، وخلال إدارة بايدن، سيتعين على مدعٍ عام فيدرالي توجيه اتهام لترامب بجرائم تقع ضمن نطاق العفو الرئاسي".
وأشارت ليفينسون إلى أنه بعد ذلك سيتعين على ترامب رفع عفوه عن نفسه كدفاع ضد الاتهامات، ثم سيدفع المدعي الفيدرالي بأن هذا العفو ليس فعالا.
واختتمت مقالها بقول إنه في النهاية لا يحتاج كل سؤال دستوري مفتوح الإجابة عليه، ولكن الإجابة الحقيقية هي انتخاب رؤساء "لا يدفعوننا، مرارًا وتكرارًا، على حافة أزمات دستورية"، مشيرة إلى أن الدستور الأمريكي "يضع الأرضية وليس السقف للسلوك"، وأنه لا يجب على أي رئيس الانخراط في سلوكيات تدفع الدستور إلى نقطة الانهيار.
aXA6IDE4LjIyMS41OS4xMjEg جزيرة ام اند امز