3 ركائز.. كيف انتزع ترامب اتفاق غزة؟

في مشهد أشبه بلقطة من فيلم سينمائي، قاطع وزير الخارجية الأمريكي لقاء تلفزيونيا لدونالد ترامب وسلمه قصاصة ورقية.
ثم همس ماركو روبيو في أذن الرئيس الأمريكي بأن الاتفاق بين إسرائيل وحركة حماس الفلسطينية بات وشيكا.
وعقب ذلك، كتب ترامب على موقعه "تروث سوشال" العبارة الواردة في الإنجيل على لسان المسيح: "طوبى لصانعي السلام" معلنا التوصل إلى اتفاق.
لكن جهودا كبيرة كانت تُبذل وراء كواليس هذا المشهد الذي جرى أمام صحفيين من بينهم مراسلون لوكالة فرانس برس.
ضغوط على نتنياهو
في مسعى للحصول على جائزة نوبل للسلام، وهو ما يبدو مستبعدا، لم يمنح ترامب حليفته إسرائيل كل ما تتمناه.
وحين استقبل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالبيت الأبيض في التاسع والعشرين من سبتمبر/أيلول الماضي، أعلن خطته المتضمنة عشرين بندا، وبدا داعما له بالكامل، مؤكدا أن إسرائيل ستحصل على كامل الدعم للقضاء على حماس، في حال رفضت الحركة الخطة.
لكنه في المقابل، مارس ضغوطا على المستوى الخاص على نتنياهو، بدءا من الخطة نفسها التي قدمها له بعد مباحثات معمقة مع قادة دول عربية وإسلامية في الأمم المتحدة.
وحين وُضعت الخطة أمام نتنياهو، وجد فيها نقاطا يعتبرها غير مقبولة، ولا سيما إنشاء دولة فلسطينية.
الموقف العربي الموحد
أعرب ترامب -أيضا- عن استيائه من الهجوم الإسرائيلي على قطر، حليفة الولايات المتحدة، في الوقت الذي كانت فيه المفاوضات في مرحلة حاسمة.
واستفاد ترامب من الموقف العربي الموحد المندد بالهجوم على قطر لدفع العرب جميعا للقبول بخطته، ثم أخذ نتنياهو على حين غرة، وجعله يتصل بأمير قطر ويعتذر منه.
وبعد ذلك، وقّع ترامب على مرسوم تنفيذي تتعهد فيه واشنطن بتقديم ضمانات أمنية لقطر، وهو تغيّر يشير إلى العلاقات المتينة التي نسجها مع عدد من الدول العربية أثناء ولايتيه الرئاسيتين.
الاستفادة من موقف حماس
في الوقت نفسه، كثّف ترامب ضغوطه على حماس، وهددها بفتح "أبواب الجحيم" إن لم توافق على خطته بحلول الخامس من أكتوبر/تشرين الأول الجاري.
وصاغت حماس ردها، مركزة تحديدا على التزام ترامب بإطلاق سراح كل الرهائن الإسرائيليين المُحتجزين في غزة.
والتقى ترامب مرات عدة أقارب للرهائن في البيت الأبيض.
وحتى الآن، يُنظر إلى الإعلان عن اقتراب الإفراج عن الرهائن على أنه انتصار لترامب الذي قال: "أظن أن الرهائن سيعودون الاثنين"، بما في ذلك جثامين من قضوا منهم.
ونشر ترامب رسالة مصورة حول الاتفاق، إضافة إلى بيان حركة حماس على حسابه، وهو أمر لم يسبق أن فعل رئيس أمريكي مثله، علما أن واشطن تعتبر حماس منظمة إرهابية.
ولم تتضمن رسالة ترامب أي شيء يشير إلى أن حماس لم توافق كليا على خطته، فيما يوحي بأن نقاشها سيقتصر فقط على التفاصيل.
لكن الأهمية تكمن في دفع إسرائيل وحماس والوسطاء إلى التوصل لاتفاق سريع.
وكشف ترامب لموقع أكسيوس الأمريكي عن مضمون حديثه مع نتيناهو: "قلت له: +هذه فرصتك للانتصار+ وكان موافقا على ذلك، وعليه أن يوافق على ذلك، ليس لديه خيار. معي، عليك أن توافق".