خبير لـ"العين": فوز ترامب صعب الموقف الأوروبي أمام روسيا
دول الاتحاد الأوروبي لديها قلق من صعود اليمين المتطرف والذي أعطاه فوز ترامب بالرئاسة الأمريكية أملا في الوصول للحكم في دولهم.
قال الدكتور محمد الألفي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة السوربون، إن دول الاتحاد الأوروبي لم تستقبل فوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب بالرضا والترحيب ووسائل الإعلام الأوروبية لم تحتفِ بوصوله إلى البيت الأبيض.
وأضاف الألفي، في تصريحات لبوابة "العين" الإخبارية، أن السفير الفرنسي بواشنطن تسرع في إبداء رأيه في فوز ترامب بالسباق الانتخابي؛ حيث وصفه بـ"الصدمة" على حسابه الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر" ما أدى إلى اعتراض المعسكر المؤيد له وتلقيه اتصالات جعله يمسحها، كما هاجمه وزير الخارجية الألماني وأكد على أنه شخصية من الصعب التعامل معها، فيما طالب وزير الخارجية الفرنسي من ترامب توضيح مواقفه مع أوروبا.
وأشار إلى أن مواقف المسؤولين الدوليين السابقة كانت نتاج "صدمة غير متوقعة"؛ حيث أرجع سبب هذا التوتر إلى أن ترامب من خارج المؤسسة في الولايات المتحدة ولم يتقلد أية مناصب رسمية سابقة مثل منافسته كلينتون ومهاجمته لنظام سابقه باراك أوباما، إلا أن بورصة موسكو هي البورصة الوحيدة في القارة العجوز التي ارتفعت مؤشراتها عقب إعلان فوز ترامب ورحبت وسائل الإعلام الروسية بخبر فوزه ووصفت الإطاحة بكلينتون بـ"الأخبار الجيدة".
- ترامب يدعو رئيسة وزراء بريطانيا لزيارته "في أقرب وقت ممكن"
- أوروبا "قوة عظمى بديلة" في ظل انشغال ترامب بـ"أمريكا أولا"
واوضح أن دول الاتحاد الأوروبي لديها قلق من صعود اليمين المتطرف والذي أعطاه فوز ترامب بالرئاسة الأمريكية أملا في الوصول للحكم في دولهم مثل فرنسا التي ستشهد انتخابات عام 2017 بالتزامن مع حالة الغضب بسبب المهاجرين؛ حيث إن الأحزاب اليمينية تستغل الأزمات الاقتصادية في الهجوم على المهاجرين، ما جعل طموحاتهم تمتد في الوصول للحكم بدول مؤثرة داخل الاتحاد الأوروبي، مثل وزير الاقتصاد الفرنسي السابق ماكرون الذي يتزعم حاليا حركة "أون مارش"، ورئيسة حزب الجبهة الوطنية مارين لوبان، إضافة إلى حركة بجيدا في ألمانيا.
وأكد أن أوروبا تعتبر قرارها الجيوسياسي والعسكري والجيوستراتيجي مختطفا من قبل الولايات المتحدة، منذ مشروع مارشال الذي أعقب الحرب العالمية الثانية، الذي نص على مساعدة أوروبا اقتصاديا للنهوض من كبوتها وإعادة إعمارها، موضحا أن ترامب يؤمن بأن على دول حلف الناتو دفع ثمن الحماية وألا تتحمل أمريكا التكلفة بمفردها، مشيراً إلى أنه حال تخفيض القوات والقواعد الأمريكية داخل أوروبا ستخلق أزمة كبرى.
وعن صراع الاتحاد الأوروبي مع روسيا في عهد ترامب، قال الألفي إن إدارة أوباما وضعت الاتحاد الأوروبي في وضع صعب أمام موسكو؛ حيث إن أوكرانيا لاتزال مشتعلة بسبب القرم ولا أحد يعلم حتى الآن ما سيدور في الغرف المغلقة بين ترامب وبوتين، إضافة إلى الخلافات بين ألمانيا وفرنسا والولايات المتحدة بسبب اتفاقية التجارة الحرة فسير الأحداث حاليا ليس في صالح أوروبا، ما جعل دول الاتحاد تدعو إلى اجتماع يوم الأحد القادم في بروكسل لمناقشة فوز ترامب بالانتخابات الأمريكية.