مستشار أمريكي يدافع عن قرار ترامب سحب قواته من سوريا
مستشار الأمن القومي لنائب الرئيس الأمريكي قال إن مكافحة الإرهاب بجميع أشكاله مهمة بالغة الأهمية، لافتا إلى أنهم لا يتخلون عن القتال
قال كيث كيلوغ مستشار الأمن القومي لنائب الرئيس الأمريكي، إن اليوم الذي أصبح فيه دونالد ترامب رئيسا جعل أولويته الأولى تدمير الخلافة المزعومة لتنظيم داعش في سوريا، وعندما كان مرشحا كانت له وجهة نظر واضحة بشأن استخدام القوة العسكرية، متضمنة الحاجة لقتال التنظيم في مكانه.
وأوضح كيلوغ، خلال مقال منشور عبر صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، أن ترامب كان ينوي استعادة مدينة الرقة السورية التي كانت عاصمة داعش، وإلحاق الهزيمة بقواته البرية، والنتائج خير دليل؛ فلم تعد الرقة واقعة تحت سيطرة التنظيم وانتهت الخلافة، وأبرز قاداتها يختبئون "بينما نواصل مطاردتهم، وعندما نعثر عليهم، سنقتلهم"، بحسب قوله.
- أمريكا والأزمة السورية.. القصة الكاملة لـ7 سنوات من النزاع
- الانسحاب الأمريكي من سوريا.. خطوة سليمة أم هدية للإرهاب؟
وأضاف المستشار الأمريكي أنهم كدولة قاموا بتقديم التدريب والقتال والدعم اللوجستي، فضلا عن تمويل القتال ضد داعش في سوريا، مشيرا إلى أنه بالدعم المُقدَّم من الحلفاء، من بينهم: فرنسا وبريطانيا وقوات سوريا الديمقراطية، نجحوا في تحقيق ذلك، لكن حان الوقت لتحويل القتال لمسار آخر.
وقال كيلوغ إن مكافحة الإرهاب بجميع أشكاله مهمة بالغة الأهمية، لافتا إلى أنهم لا يتخلون عن القتال، لكن لا يمكنهم مواصلة التشتت بسبب صراعات طويلة الأمد في الشرق الأوسط، خاصة وأن هناك تهديدات أخرى تواجه البلاد، مثل التهديد المستمر من كوريا الشمالية.
وأكد أن الحروب يجب أن تكون الاستثناء وليس الأمر الطبيعي؛ موضحا أن الرجال والنساء ضمن صفوف القوات يحتاجون أن يعلموا أنه سيتم استخدامهم عند الحاجة إليهم، وأنهم يحظون بالدعم الكامل، وأنهم لن يتم استخدامهم في صراعات منسية أو غير معروفة.
وقال كيلوغ إن الرئيس ترامب لم ينسَ الدفاع عن الأمة أو الرجال والنساء الذين يخدمون بين صفوف القوات، ولم ينسَ واجبه تجاههم، كما عمل على تقديم أفضل المعدات والتدريب لهم، مؤكدا أنهم لا يتخلون عن القتال، لكنهم يعيدون تأكيد التزاماتهم لما هو أفضل لأمريكا والأمريكيين، وقواتهم من الرجال والنساء.
وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الأربعاء، انسحاب القوات من سوريا، بعد أكثر من 7 سنوات على الأزمة السورية والتدخلات الإقليمية، وقد وجد هذا القرار ردود فعل مؤيدة وأخرى رافضة، بالنظر إلى أنه يمكن اعتبارها تخليا عن الحلفاء الأكراد وإفساحا للمجال أمام التدخل الروسي والإيراني والتركي.
ورأى كتاب أمريكيون أن ترامب كان مُحِقا في خطوته؛ لأنه ليس من مصلحة واشنطن أن تكون لديها قوات تحارب وتقتل في دولة أخرى، خاصة وأن المهمة الأمريكية في سوريا انتهت بهزيمة فعلية لداعش.
لكن الأصوات المعارضة للقرار ذهبت في اتجاه أن هذا القرار سيفسح المجال أمام روسيا وإيران وتركيا، الذين هم أطراف فاعلة داخل الأزمة، كما سيكون تخليا عن الأكراد الذين لعبوا دورا بارزا في دحر تنظيم داعش في سوريا.
ورأى محللون أن هذا القرار حقّق حلم إيران في إزاحة الولايات المتحدة من طريقها هناك، فضلا عن أنه قدَّم هدية كبيرة لداعش، الذي لا يزال لديه عشرات الآلاف من العناصر في سوريا.