هل تعود فوضى داعش إلى سوريا بعد الانسحاب الأمريكي؟
الحديث عن إنهاء الوجود الأمريكي في سوريا أثار قلق الأكراد، الحليف الرئيسي للولايات المتحدة هناك، حيث إنهم يخشون فقط عودة تنظيم داعش.
مع إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن رغبته في سحب القوات من سوريا بعد هزيمة داعش بدأ التنظيم الإرهابي في إبداء علامات على عودته للحياة مجددًا.
وكان التنظيم قد طُرد من معاقله الرئيسية التي كان يسيطر عليها قرب الحدود العراقية، لكن يبدو أنه يعيد تنظيم صفوفه في مكان آخر ويعمل على تنقيح أساليبه، ومؤخرًا شن هجومًا سافرًا على مدينة حدودية في شرق سوريا وعمل على توسيع بصمته داخل العاصمة نفسها، بحسب صحيفة "شيكاغو تريبيون" الأمريكية.
الحديث عن إنهاء الوجود الأمريكي في سوريا أثار قلق الأكراد، الحليف الرئيسي للولايات المتحدة في حربها على التنظيم الإرهابي. ورغم أن خروج القوات الأمريكية سيخلق أيضًا فراغًا ستملؤه روسيا وإيران وتركيا، وسيمنحهم فرصة لإحكام سيطرتهم على شمال وشرق البلاد، إلا أن الأكراد يخشون أيضا رد فعل انتقاميا لعناصر داعش.
وذكر البيت الأبيض، الأربعاء، أن مهمة الجيش الأمريكية ضد داعش أوشكت على "نهاية سريعة"، لكنه لم يتحدث عن جدول زمني للانسحاب. بينما أشار ترامب إلى أنه يريد خروج القوات خلال ستة أشهر، وفقًا لثلاثة مسؤولين أمريكيين طلبوا عدم ذكر أسمائهم.
لكن الصحيفة الأمريكية أكدت أنه بحسب التطورات على الأرض سيكون من الصعب، إن لم يكن مستحيلًا، القضاء التام على ما بقي من عناصر التنظيم الإرهابي قبل الموعد المفترض للانسحاب الأمريكي.
وقال محمد أبوعادل قائد المجلس العسكري لمدينة منبج المدعوم من الولايات المتحدة، إن وجود داعش لم ينتهِ؛ فلا تزال هناك خلايا تابعة له بجميع المناطق، وبين الحين والآخر تكون هناك مشكلات في المناطق التي لا تزال توجد بها هذه الخلايا.
والأسبوع الماضي، وقع انفجار أسفر عن مقتل اثنين من أفراد التحالف (أمريكي وبريطاني) خلال عملية لإلقاء القبض على عضو داعشي معروف في منبج، التي تشهد وجودًا كبيرًا للقوات الأمريكية.
كان هذا أول انفجار يطال التحالف منذ نشر القوات الأمريكية في المدينة بعد أشهر من تحريرها من داعش، فمنذ التحرير كانت المدينة بمثابة نموذج للاستقرار، لكن المسؤولين في البنتاجون يعربون الآن عن قلقهم حيال محاولات عودة التنظيم.
ودحرت قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة مسلحي داعش من كل المناطق التي كانوا يسيطرون عليها تقريبًا في شمال سوريا، ومن ضمنها الرقة معقل التنظيم في سوريا، لكنه أبقى على قطعة من الأراضي التي كان يسيطر عليها على طول نهر الفرات قرب مدينة البوكمال، إلى جانب مناطق أخرى في صحراء شرق سوريا، وعلى الحدود مع العراق، لكن لم يبدُ أي من هذا خارج نطاق الاحتواء.
لكن مسلحي داعش شنوا هجومًا مفاجئًا على البوكمال، الإثنين الماضي، وعبر نحو 400 من مقاتلي التنظيم نهر الفرات، طبقًا للمرصد السوري لحقوق الإنسان.
وتسيطر قوات سوريا الديمقراطية على نحو 25% من سوريا، لكنهم يخشون الآن أن الانسحاب الأمريكي سيؤثر على ذلك، حيث سيسمح ذلك لتركيا بتنفيذ تهديداتها بالهجوم على منبج ومحاولة السيطرة على أراضٍ كردية أخرى على طول الحدود التركية السورية.
وقالت إلهام أحمد الرئيسة المشتركة لمجلس سوريا الديمقراطية، إن الانسحاب الأمريكي سيمهد الطريق أمام "فوضى عارمة في سوريا".