الجارديان: أردوغان يهرب من أزماته الداخلية بعملية عسكرية في سوريا
الحكومة التركية في منتصف أزمة عميقة مع سقوطها التدريجي من السلطة؛ لذلك يستغل أردوغان كل فرصة لتحقيق أوهامه العثمانية.
قالت صحيفة "الجارديان" البريطانية، الثلاثاء، إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يهرب من المشاكل المحلية المتراكمة التي تواجهها حكومته عبر الهجوم الوشيك للقوات التركية على شمال سوريا.
- "سوريا الديمقراطية": واشنطن سحبت قواتها من المنطقة الحدودية مع تركيا
- صحيفة أمريكية: استهداف تركيا لأكراد سوريا يثير قلق ترامب
والسبت، أعلنت تركيا عن عملية عسكرية مرتقبة تستهدف شمالي سوريا، مادفع الأكراد في جميع أنحاء المناطق التي يسيطرون عليها لتجهيز الناس أنفسهم للتوغل التركي الذي لطالما تم التهديد بتنفيذه.
وتبرر تركيا تنفيذها عمليات في شرق الفرات شمالي سوريا بأنه لحماية نفسها من "الإرهابيين"، في إشارة إلى الأكراد، الذين تصنفهم "إرهابيين"، لكن صحيفة "الجارديان" البريطانية قالت إن هناك كثيرا من التكهنات حول أن الهجوم الوشيك جاء نتيجة المشاكل المحلية التي يواجهها أردوغان.
وأوضحت الصحيفة البريطانية، خلال تقرير منشور عبر موقعها، أنه خلال انتخابات البلدية الهامة لهذا العام، خسر أردوغان السيطرة على ثلاث مدن تركية رئيسية، من بينها العاصمة أنقرة والمركز الاقتصادي للبلاد إسطنبول.
واعتُبر رفض المصوتين بجميع أنحاء البلاد، من بينهم تكتلات كردية هامة، لسيطرة حزب العدالة والتنمية الحاكم أنه رد على طريقة تعامل الحكومة مع الأزمة الاقتصادية التركية.
وأشارت "الجارديان" إلى أن آخر مرة حدث فيها تراجع لسيطرة أردوغان على السلطة في الانتخابات العامة لعام 2015 اتجه فيها لإعادة إشعال الحرب مجددًا مع حزب العمال الكردستاني، في إشارة إلى معركة عفرين أغسطس/آب 2016.
ونقلت الصحيفة عن "باهوز إردال"، عضو اللجنة التنفيذية بحزب العمال الكردستاني، أن الحكومة التركية في منتصف أزمة عميقة مع سقوطهم التدريجي من السلطة؛ لذلك يستغل أردوغان كل فرصة لتحقيق أوهامه العثمانية.
وأشار إلى أن أردوغان لا يملك شيئًا سوى شن حرب على الأكراد للإبقاء على سلطته، إذ ثبت خلال الانتخابات الأخيرة أن الحزب الذي يدعمه الأكراد سيصل للسلطة.
وكانت قوات سوريا الديمقراطية أعلنت، الإثنين، انسحاب القوات الأمريكية من المناطق الحدودية المتاخمة لتركيا، مؤكدة أنها "لن تتردد دقيقة واحدة في الدفاع عن نفسها أمام الهجوم التركي المزمع".
وفي ديسمبر/كانون الأول من العام الماضي، ظهرت لأول مرة فكرة انسحاب القوات الأمريكية، ومنذ هذا الوقت، كانت قوات سوريا الديمقراطية تحفر خنادق وأنفاقا لإبطاء أي مركبات تركية قادمة.
aXA6IDMuMTM4LjEyNi41MSA=
جزيرة ام اند امز