ترامب يواصل تناقضاته: أفضل حل الدولتين لتسوية القضية الفلسطينية
ترامب تحدث كذلك في مقابلة صحفية بآراء مفاجئة حول الاتحاد الأوروبي واستعداده لمقابلة رئيس كوريا الشمالية
في استمرار لتناقض تصريحاته، قال الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، لأول مرة، إنه يفضل حل الدولتين لتسوية الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي.
وفي مقابلة أجرتها معه "رويترز"، نشرتها الجمعة، قال ترامب إنه يفضل حل الدولتين، غير أنه لا يمانع في أي حل آخر "يسعد الجانبين".
وكان ترامب أثار غضبًا دوليًا عندما قال خلال استقباله رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو في واشطن قبل أيام بأن حل الدولتين ليس شرطًا لإنهاء الصراع.
وفي ملفات أخرى تضمنتها المقابلة قال ترامب إنه يريد ضمان أن تكون ترسانة الولايات المتحدة النووية هي "الأكثر تفوقا" مشيرا إلى أن قدرات التسلح الأمريكية تراجعت.
وسئل ترامب عن تغريدة كتبها على تويتر في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، قال فيها إنه لا بد للولايات المتحدة أن تعزز بقوة قدرتها النووية وتوسعها "إلى أن يحين ذلك الوقت الذي يعود فيه العالم إلى رشده فيما يتعلق بالقوة النووية".
فأجاب في أول تصريحاته عن الترسانة النووية لبلاده منذ توليه الرئاسة في 20 يناير/ كانون الثاني بأنه يود أن يرى عالما بلا أسلحة نووية، لكنه عبر عن قلقه لأن الولايات المتحدة "تراجعت من حيث قدرات الأسلحة النووية."
وقال: "أنا أول من يود... ألا يملك أحد أسلحة نووية. لكننا لن نتأخر أبدا عن أي دولة حتى وإن كانت دولة صديقة. لن نتخلف أبدا في مجال القوة النووية".
"سيكون من الرائع.. سيكون حلما ألا تمتلك أي دولة أسلحة نووية، لكن إن كانت هناك دول ستمتلك أسلحة نووية فسنكون الأكثر تفوقا."
وتشير بيانات جماعة (بلاوشيرز فاند) المناهضة للتسلح النووي إلى أن لدى روسيا 7300 رأس حربي ولدى الولايات المتحدة 6970 رأسا.
وتلزم المعاهدة الجديدة للحد من الأسلحة الاستراتيجية بين الولايات المتحدة وروسيا والمعروفة باسم "نيو ستارت" البلدين بالحد من ترسانتيهما النووية لمستويات متساوية بحلول الخامس من فبراير/ شباط 2018 ولمدة 10 سنوات.
وتسمح المعاهدة للبلدين بامتلاك ما لا يزيد عن 800 من قاذفات الصواريخ الباليستية العابرة للقارات المنشورة أو غير المنشورة على البر، وتلك التي يمكن إطلاقها من غواصات ومن القاذفات الثقيلة المجهزة لحمل أسلحة نووية، كما تضع حدودا متساوية لأسلحة نووية أخرى.
وتساءل محللون عما إذا كان ترامب يريد أن يلغي "نيو ستارت"، أو سيبدأ في نشر رؤوس حربية أخرى.
وفي المقابلة وصف ترامب معاهدة "نيو ستارت" بأنها "صفقة منحازة".
وأوضح: "إنها مجرد اتفاق سيء آخر أبرمته بلادنا سواء ستارت أو اتفاق إيران... سنبدأ في عقد اتفاقات جيدة."
وعبر ترامب في الحديث الذي دار في المكتب البيضاوي عن قلقه البالغ إزاء تجارب الصواريخ الباليستية التي تجريها كوريا الشمالية، وقال إن تسريع نظام للدفاع الصاروخي لدى اليابان وكوريا الجنوبية حليفتي الولايات المتحدة واحد من بين خيارات كثيرة متاحة.
ولم يستبعد ترامب تماما إمكانية الاجتماع مع كيم جونج أون زعيم كوريا الشمالية في المستقبل تحت ظروف معينة لكنه أشار إلى أن الوقت ربما يكون تأخر جدا.
وقال "الوقت تأخر جدا. نحن غاضبون جدا مما فعله وبصراحة كان ينبغي الاهتمام بهذا خلال إدارة أوباما."
وعن الصين التي شهدت علاقته به توترًا مع تراشق التصريحات معها خلال فترة انتخابه، قال إن الصين يمكنها أن تزيل التحدي الذي تشكله كوريا الشمالية على الأمن القومي "بسهولة جدا إن هي أرادت ذلك" مصعدا الضغط على بكين لممارسة نفوذ أكبر لكبح جماح تصرفات بيونجيانج.
وفي تصريح غير متوقع، قالت ترامب إنه يؤيد الاتحاد الأوروبي "تمامًا"، وذلك بالرغم من تأييده لتصويت بريطانيا في الصيف الماضي بالخروج من التكتل.
وقال ترامب "أنا مؤيد له تماما... أعتقد أنه رائع. إن كانوا سعداء فأنا أؤيده."
وكانت تصريحاته ومسؤولين في إداراته قد أعطت انطباعا للأوروبيين بأنه لا يرى جدوى تذكر للاتحاد في صورته الحالية والذي وصفه ترامب الشهر الماضي بأنه "عربة من أجل ألمانيا."