تراس إلى تايوان.. "دبلوماسية الإنستغرام" تثير غضب التنين
فصلٌ جديد من صداع المسألة التايوانية يطفو على مياه الجزيرة قبيل زيارة مرتقبة لرئيسة الوزراء البريطانية السابقة ليز تراس.
وتخطط تراس للسفر إلى تايوان، لإظهار "التضامن" مع الشعب هناك، وسط توتر مع الصين التي تعتبر هذه الجزيرة التي تتمتع بالحكم الذاتي جزءا من أراضيها ويجب لم شملها مع البر الرئيسي.
صحيفة "الإندبندنت" البريطانية نقلت تحذيرا لمسؤول بالحكومة الصينية اعتبر فيه أن هذه الزيارة تخاطر بالتسبب في "إصابات مميتة للعلاقات الصينية البريطانية".
وقال المتحدث الإعلامي باسم الحزب الشيوعي الصيني فيكتور غاو، إن هذه الزيارة التي ستجري الأسبوع المقبل ستزيد احتمال أن "تمارس الصين ولايتها على تايوان عاجلا بدلا من آجل".
وأضاف: "زيارتها غير المشروعة قد تدفع الوضع نحو الذهاب إلى نقطة اللاعودة"، و"لن تحقق سوى هدف واحد؛ زيادة تنفير العلاقات بين الصين وبريطانيا، والإضرار بالمصالح الأساسية للبريطانيين".
وحذّر المسؤول الصيني من أنه يتعيّن على تراس "الانتباه إلى (كيفية) تصرفها، لأنها لا تريد التسبب في إصابات مميتة للعلاقات بين الصين والمملكة المتحدة".
ومن المقرر أن تلقي تراس، أقصر رؤساء وزراء بريطانيا خدمة، خطابا عن الديمقراطية خلال زيارتها إلى تايوان، كما ستلتقي مع مسؤولي الحكومة هناك.
ولا تعترف المملكة المتحدة -كما الحال مع دول أخرى- بتايوان، ولا تربطها علاقات دبلوماسية معها، لذا قد تتسبب زيارة تراس بصداع للوزراء في بريطانيا، بحسب "الإندبندنت".
الوقت "الخطأ"
وتأتي الزيارة في وقت حساس، إذ تواجه العلاقات الصينية مع بريطانيا ضغوطا. وبمجرد أن تولى ريشي سوناك رئاسة الوزراء بعد تراس، أعلن انتهاء "العصر الذهبي" للعلاقات مع الصين.
وفي فبراير/شباط، دعا إلى تعزيز الروابط مع تايوان، للتصدي لما سماه "التهديدات" من الصين.
في هذه الأثناء، شنّت رئيسة لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان البريطاني أليسيا كيرنز، هجوما عنيفا على ليز تراس بسبب الزيارة المقررة إلى تايوان، واصفة إياها بأنها "أسوأ أنواع دبلوماسية الإنستغرام".
و"دبلوماسية الإنستغرام" مصطلح يستخدم للهجوم على تراس حين كانت تتولى منصب وزيرة الخارجية، وذلك لكثرة نشر صورها في لقاءات سياسية أو رحلات خارجية أو صور خاصة، على هذه المنصة.
ونشرت تراس على "إنستغرام" خلال 5 أشهر من شغلها منصب وزيرة الخارجية 700 صورة، بمعدل 4 صور في اليوم.
ووفق ما أوردته صحيفة "الغارديان" البريطانية، وقالت كيرنز إنها تعتقد أن زيارة تراس "كانت أكثر بقليل من مشروع غرور يهدف إلى الحفاظ على صورتها البارزة بعد فترة قصيرة كرئيسة للوزراء العام الماضي".
واعتبرت أن الزيارة "تتعلق بالأداء، وليس الجوهر. إنها أسوأ نوع من الأمثلة على دبلوماسية الإنستغرام".
وبحسب المسؤولة البريطانية. فإن "الرحلة من المرجح أن تجعل الحياة أكثر صعوبة على الشعب التايواني، الذي يضطر بالفعل للعيش بمستوى أعلى من العمل العسكري الصيني على أعتاب منازلهم بعد زيارة نانسي بيلوسي، رئيسة مجلس النواب الأمريكي آنذاك".
وردت بكين على زيارة بيلوسي، آنذاك، بإرسال سفن حربية وطائرات عسكرية.
وتأتي هذه الرحلة في أعقاب زيارة أجرتها تراس إلى واشنطن الشهر الماضي، حيث ألقت محاضرة في أحد المراكز البحثية، وزعمت فيها أن سقوطها كان نتيجة مؤامرة من قبل المصالح الخاصة داخل الحكومة البريطانية.
ولم تعلق الحكومة على اتهامها إلا بالقول إنها لن تتدخل في "قرارات السفر المستقلة لمواطن عادي ليس عضوا في الحكومة".
aXA6IDE4LjExOS4xOS4yMDUg جزيرة ام اند امز