تكتيكات صينية جديدة.. الوثائق المسربة ترعب تايوان
زلزال سياسي وعسكري عنيف أحدث شرخا في الجدار التايواني منذ تسريب وثائق أمريكية تتحدث عن قلقها إزاء قدرات تايبيه على صد هجوم صيني محتمل.
التقييمات التي تضمنتها الوثائق المسربة تشير إلى أن المسؤولين التايوانيين يشكون في قدرة دفاعاتهم الجوية على "الرصد الدقيق للصواريخ".
مخاوف مسؤولي تايبيه تمتد أيضا إلى أن أكثر من نصف الطائرات التايوانية بالكاد قادرة تمامًا على تنفيذ المهام وأن نقل الطائرات إلى الملاجئ سيستغرق أسبوعًا على الأقل.
ويمثل هذا الأمر مشكلة كبيرة حال أطلقت الصين هجومها قبل أن تتاح للجزيرة فرصة توزيع تلك الطائرات على الملاجئ، وفقا لصحيفة واشنطن بوست.
الوثائق السرية التي تحدثت عن نزاع محتمل، أكدت كذلك أنه سيكون لدى القوات الجوية الصينية فرصة أفضل بكثير في فرض سيطرتها المبكرة على السماء - وهي استراتيجية تعتقد تايبيه نفسها أنها ستدعم هجومًا - مما فعلت روسيا في أوكرانيا.
ووفقا للوثائق التي استندت إليها الصحيفة، فإن التكتيكات الجديدة التي تعتمدها بكين مثل استخدام سفن مدنية في التدريبات العسكرية، أدت إلى تراجع القدرات الاستخبارات للولايات المتحدة على رصد هجوم على تايوان قبل حدوثه.
وتشكّك الوثائق في فعالية التدريبات العسكرية التايوانية في التحضير لصدّ هجوم صيني.
كانت الأسابيع الأخيرة قد شهدت تصاعد التوتر حول تايوان، التي تعتبرها بكين جزءا من أراضيها ستستعيده إن لزم الأمر، بإجراء الجيش الصيني مؤخرا مناورات عسكرية واسعة النطاق بعد اجتماع بين الرئيسة التايوانية تساي إنغ وين ورئيس مجلس النواب الأمريكي كيفن مكارثي في كاليفورنيا.
ورفض متحدث باسم مكتب هيئة الأركان المشتركة التعليق. لكن وزارة الدفاع التايوانية قالت في بيان إنها "تحترم الآراء الخارجية بشأن استعدادها العسكري" وأن أنظمة دفاعها "مبنية بعناية على أساس تهديدات العدو".
وأضافت الوزارة: أن رد تايوان على التدريبات العسكرية الصينية الأخيرة أظهر أن الضباط يمتلكون الإمكانيات اللازمة لضمان الأمن.
وقال مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، وليام بيرنز، إنه يعتقد أن شي وقيادته العسكرية لديهم شكوك حول ما إذا كان الغزو سينجح.
وقال بيرنز لبرنامج "واجه الأمة" على شبكة سي بي إس في فبراير/ شباط الماضي، إن تجربة الروس في أوكرانيا "عززت على الأرجح بعض هذه الشكوك أيضًا".
وأكد الجنرال مارك إيه ميلي، رئيس هيئة الأركان المشتركة، في نوفمبر / تشرين الثاني، أن البنتاغون يعمل على التأكد من قدرة تايبيه على الدفاع عن نفسها وأن الجيش الأمريكي مستعد في حالة غزو الجزيرة.
وأشار ميلي إلى أن الجيش الصيني لم يخض قتالًا منذ السبعينيات، وسيلعب "لعبة خطيرة للغاية" إذا هاجم تايوان، موضحا أن "إخضاع 23 مليون شخص هناك والحرب في التضاريس الجبلية سيكون أمرًا صعبًا للغاية".
تقدم الوثائق نظرة ثاقبة على أنشطة المخابرات الأمريكية في جميع أنحاء العالم، وأحدثت قدرا كبيرا من الحرج لواشنطن في عدم القدرة على السيطرة على وثائقها السرية.
ووجهت محكمة أمريكية يوم الجمعة الاتهام إلى أحد عناصر القوات الجوية للحرس الوطني الذي يعتقد أنه يقف وراء التسريب.