هجوم "حماس".. الحقيقة والخيال في فيديوهات المظليين
في الأحداث الكبرى يحاول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مواكبة الأحداث المتسارعة ما يجعلهم عرضة للتضليل في إطار حرب المعلومات.
وفي أعقاب هجوم شنه مسلحون من "حماس" على إسرائيل السبت الماضي، تداول مستخدمو شبكات التواصل الاجتماعي مقطعا مصورا لمظليين قالوا إنهم عناصر من حماس خلال التوغل في مستوطنات غلاف غزة.
ويأتي الرواج الذي حققه الفيديو في ضوء أنّ حماس نشرت مشاهد تظهر مسلحين يستخدمون المظلّات، إلا أنّ المشاهد المستخدمة في الفيديو المزيف تحديداً تعود لتدريباتٍ في الكليّة الحربيّة المصريّة خلال الأسابيع الماضية.
ويظهر الفيديو، بحسب موقع "في ميزان فرانس برس" المعني بتفنيد الأخبار المزيفة على مواقع التواصل الاجتماعي، مظليين يحلّقون فوق مبنى كتب عليه "الكلية الحربيّة" وفي الخلفيّة تُسمع موسيقى لعبة "باب جي" الإلكترونيّة العسكريّة.
وجاء في التعليق المرافق أنّ المشاهد تظهر مظلّيين فلسطينيين شاركوا في هجوم حركة حماس المباغت السبت.
وتطارد القوات الإسرائيلية الأحد مئات المسلحين الذين تسلّلوا إلى أراضيها وتواصل قصف قطاع غزّة.
وأعلنت إسرائيل حالة الحرب وسط توقعات بأن يشمل الرد توغلا بريا في قطاع غزة كثيف السكان.
بصمات على مقطع زائف
وكان مسلحو حماس قد استخدموا درّاجات نارية وشاحنات دفع رباعي وطائرات شراعية وزوارق للتسلل إلى مدن إسرائيلية بما فيها عسقلان وسديروت وأوفاكيم على مسافة 22 كلم من غزة.
وقد صدّق كثيرون أنّ المشاهد المتداولة في المنشورات حقيقيّة، إذ نشرت حركة حماس مشاهد تظهر استخدام عناصرها للمظلاّت في هجومها الأخير.
إلا أنّ عناصر عدّة تثير الشكّ في أن يكون للفيديو صلة بما يحصل في غزّة.
ففي أحد مشاهد الفيديو يظهر بوضوح مبنى كتب عليه الكليّة الحربيّة وشعار الكليّة الحربيّة في مصر، كما أنّ حركة المركبات عاديّة على الطريق السريع المحاذي للمبنى.
وتتطابق هذه العناصر تماماً مع صور الكليّة الحربيّة في مصر كما تظهر على خرائط غوغل.
كما يرشد التفتيش عن العلامة المائيّة الظاهرة في الفيديو إلى النسخة الأصليّة منه منشورة في موقع "تيك توك" في سبتمبر/أيلول 2023.
وبالفعل أجرت القوات المصريّة في الفترة نفسها تدريبات جويّة مشتركة مع القوات الجويّة الفرنسيّة، كما نشرت الصفحة الرسميّة للمتحدث العسكري للقوات المسلّحة المصريّة آنذاك.