تونس و25 يوليو.. بوصلة إصلاح بلا إخوان
مسار إصلاحي بدأ قبل أكثر من عامين يرسم لتونس جسرا نحو محطة آمنة تقطع الإرهاب والفوضى، وتؤسس لمؤسسات خالية من سرطان الإخوان.
الرحلة بدأت بالتحديد في 25 يوليو/ تموز 2021، ومنذ ذلك التاريخ، أيقن التونسيون أنهم على درب الخلاص من تنظيم كتم أنفاسهم وتسلل لمفاصل الدولة واستنزف مواردها، وأحال مواطنيها إلى ضنك العيش وجرعهم مرارة الإرهاب.
كتب الرئيس التونسي قيس سعيد أسطر البداية بقرارات استثنائية جمدت عمل البرلمان الذي كان الإخوان يهيمنون على تركيبته، وأقال رئيس الحكومة السابق هشام المشيشي الموالي للتنظيم الإرهابي، ليعطي بذلك شارة المضي نحو الجمهورية الجديدة.
البداية
في 25 يوليو/تموز 2021 أعلن سعيّد تعليق عمل البرلمان مدة 30 يوما وإقالة المشيشي بناء على الفصل 80 من الدستور الذي يخوله اتخاذ تدابير استثنائية في حالة "خطر داهم مهدد لكيان الوطن".
وأكد أن خطوته تهدف إلى "إنقاذ" البلد الذي عانى انسدادا سياسيا، وشهد حينها ارتفاعا في عدد الوفيات جراء جائحة فيروس كورونا.
تدابير جديدة
في 22 سبتمبر/أيلول من العام نفسه، أصدر سعيّد أمرا رئاسيا يتضمن تدابير استثنائية أخرى تنص -من بين بنود أخرى- على "إصدار النصوص ذات الصبغة التشريعية في شكل مراسيم".
امرأة على رأس الحكومة
وفي 29 من الشهر نفسه، كلف الرئيس الجامعية والمتخصصة في الجيولوجيا نجلاء بودن (63 عاما) بتشكيل حكومة في أسرع وقت.
وبودن لم تكن معروفة لدى الطبقة السياسية وعامة التونسيين.
انتخابات
في 13 ديسمبر/كانون الأول 2021، أعلن سعيّد تمديد تجميد أعمال البرلمان المعلق إلى حين إجراء استفتاء حول إصلاحات دستورية الصيف التالي وتنظيم انتخابات تشريعية نهاية 2022.
حلّ المجلس الأعلى للقضاء
في 5 فبراير/شباط 2022، أعلن الرئيس سعيّد حل المجلس الأعلى للقضاء، وهو هيئة مستقلة أُنشئت عام 2016 للإشراف على الشؤون المهنيّة للقضاة، وذلك بعد أن اتهم أعضاء فيه بـ"الولاءات" وبالوقوع تحت تأثير الإخوان.
وفي 22 أبريل/نيسان من العام نفسه، قام سعيّد بتغيير قانون هيئة الانتخابات وباتت لديه سلطة تعيين رئيسها وأعضاء من مجلسها.
حلّ البرلمان نهائيا
أعلن الرئيس في 30 مارس/آذار حلّ البرلمان نهائيا كرد فعل على تنظيم البرلمان المعلّقة أعماله، لجلسة افتراضية.
دستور جديد
في 20 مايو/أيار الماضي، عيّن سعيد أستاذ القانون الدستوري الصادق بلعيد على رأس لجنة مهمتها إعداد "دستور للجمهورية الجديدة".
ولكن الرئيس وبعدما تسلم مشروع اللجنة أصدر نسخة أخرى للدستور وعرضها على الاستفتاء في 25 يوليو/تموز، تزامنا مع احتفال البلاد بعيد الجمهورية.
استفتاء
في 25 يوليو/تموز 2022، شارك التونسيون في الاستفتاء الذي أقرّ الدستور الجديد.
انتخابات تشريعية
شهدت تونس في 17 ديسمبر/كانون الأول الماضي إجراء انتخابات تشريعية.
توقيف الغنوشي
في 17 أبريل/نيسان الجاري، أوقفت قوات أمنية رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي، وفي اليوم التالي أغلقت مقار الحزب غداة تصريح للغنوشي حرض فيه ضمنيا على الحرب الأهلية.