أبو القاسم الشابي في اللغات الأجنبية..لقاء خاص بمعرض تونس للكتاب الـ33
لقاء بعنوان "ألسنة الشابي: رحلة أغاني الحياة في اللغات" إستضافه جناح وزارة الثقافة بمشاركة عدد من المثقفين والمترجمين.
في إطار فعاليات الدورة الثالثة والثلاثين لمعرض تونس الدولي للكتاب، وفي جناح وزارة الثقافة، تم تنظيم لقاء حواري بعنوان "ألسنة الشابي: رحلة أغاني الحياة في اللغات"، وذلك بمشاركة مثقفين، ومترجمين يتحدثون عن العمل الاستثنائي الذي قام به قرّاء الشاعر الكبير أبي القاسم الشابي، من خلال ديوانه "أغاني الحياة".
شارك في اللقاء الحبيب صالحة بمشاركة المترجمين رضا مامي، وأنور عطية الذي أجاب عن سؤال "هل يجب أن نكون شعراء حتى نترجم لشاعر؟"، معتقدًا أنّ "الترجمة هي فرع من فروع الإبداع، وهي نوع من الخلق"، مضيفًا أنّ "ترجمة الأدب تستدعي مهارة خاصة. أما بخصوص ترجمة الشعر، فهناك إيقاع، والتصرف فيه من خلال أدوات معيّنة في اللغة العربية، ومنها البحور والقافية، التي يمكن أن تؤدي إلى نوع من الموسيقية، وبالتالي لا يجب أن نكتفي بترجمة الأفكار.".
أما الدكتور رضا مامي، الذي ترجم 22 قصيدة لشاعر تونس الأول، أبي القاسم الشابي، فأكد أنّه "يصعب أن نترجم الشعر، ولكنه يبقى ممكنًا."، لكنه يقرّ بوجود درجات، منها أساسًا، "أن يكون المترجم محبًّا للشعر، ثم قارئًا جيّدًا للشعر، ثم قارئًا مثاليًّا للشعر، وحبّذا لو يكون شاعرًا، وهكذا يمكن أن نضمن ترجمة أكثر فاعلية، وأكثر قربًا من إحساس الشاعر.".
وأضاف الدكتور رضا مامي، أنّ "ترجمه دواوينه الثلاثة "أقمار الربيع"، و"أقمار الخريف"، و"أقماري" إلى اللغة الإسبانية، شجعني على ترجمة قصائد الشابي.".
وقرأ مامي، ترجمته لقصيدة "صلوات في هيكل الحب" لأبي القاسم الشابي، إلى اللغة الإسبانية،بينما قرأ الدكتور أنور عطية ترجمته لذات القصيد إلى اللغة الفرنسية.
وطرح بعض المثقفين عديد الأسئلة على المترجمين، من بينها، ما قيل عن أنّ الترجمة خيانة، فهل كان المترجمان وفيّين للشابي في ترجمة شعره؟.
أكد الدكتور رضا مامي، أنّ الشعر لا يترجم، ولكنه أوضح أنّ ما قام به من ترجمة قصائد أبي الشابي إلى اللغة الإسبانية، ومن خلال ذلك أوصل قصائد خالدة إلى الإسبان، وإلى شعوب أمريكا الجنوبية، وإن لم يتمّ ذلك، فسيبقى الشاعر التونسي الفذّ أبي القاسم الشابي نكرة لدى هذه الشعوب.
وشدّد على أنّ الترجمة المثالية "غير موجودة"، ولكن لا بدّ من بذل مجهود كبير في تقريب روح الشاعر إلى القارئ باللغة الإسبانية، وهذا ما حصل فعلًا، وإلى جانب التمكّن من آليات الترجمة، يجب أن يكون المترجم محبًّا للشعر، وحبّذا لو يكون شاعرًا، وقد توفّرت هذه الشروط في حالتي.
وأكد مامي بالقول: "لقد حافظت على مقياسين للترجمة، وهما أوّلًا الوفاء لمضامين القصيدة، والمقصود الرسالة التي أراد الشابي أن يوصلها إلى القارئ، ثم المحافظة على طابع القصيدة، أي عندما تقرأ القصيدة باللغة الإسبانية، تشعر أنك تقرأ شعرًا، وليس نثرًا أو أفكارًا مترجمة من لغة أخرى، وبالتالي فإنّ النص باللغة الإسبانية لم يفقد حسّه وروحه الشعرية.".
من جانبه، أكد الدكتور أنو ر عطية أنه "يصعب الوفاء إلى لغتين في نفس الوقت، وبالتالي يجب الاهتمام بالآليات التي يجب اعتمادها للمرور من لغة إلى لغة أخرى، ولكن ذلك لا يفي بالحاجة، وهذه تعتبر الدرجة الأولى للترجمة.".
وكان رضا مامي، كشف عن أنّ الجامعات الإسبانية قررت إدراج شعر الشابي ضمن برامج تدريس الأدب المقارن والأدب العربي المعاصر المترجم وفي أقسام الترجمة.
وقال إن وزارة الثقافة الإسبانية طلبت منه إعادة تقديم كتاب"من عيون شعر الشابي" ببرشلونة، بعد الصدى الإيجابي الذي تركه تقديمه الأول في العاصمة مدريد في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، بالإضافة إلى نفاذ الطبعة الأولى من هذه المختارات وظهورها في طبعتها الثانية منذ نهاية شهر يناير الماضي.
وسيعاد طبع هذا الكتاب في كولومبيا والهندوراس في طبعة مشتركة بين دار "بيغماليون" الإسبانية وداري نشر أخريين.
ويلقّب أبو القاسم الشابي بشاعر الخضراء، واشتهر كثيرًا بقصيدة "إرادة الحياة" التي نظّمها في 16 سبتمبر1933، وحفظ العرب البيت الأشهر الذي يقول فيه الشابي وهو يخاطب شعبه حتى ينتفض ضد المستعمر الفرنسي:
إذا الشعب يومًا أراد الحياة.. فلا بدّ أن يستجيب القدر
ولا بدّ للّيل أن ينجلي.. ولا بدّ للقيد أن ينكسر
aXA6IDMuMTQ1LjU4LjE1OCA= جزيرة ام اند امز