رئاسيات تونس.. إحماء مبكر في السباق إلى قرطاج
قبل نحو عام من موعد الانتخابات الرئاسية في تونس بدأ مرشحون محتملون إحماء مبكرا استعدادا للسباق نحو قصر قرطاج.
وعبّرت ألفة الحامدي، رئيسة حزب "الجمهورية الثالثة"، ونزار الشعري رئيس "حركة قرطاج الجديدة"، ووزير التربية الأسبق ناجي جلول عن نواياهم للترشح إلى الانتخابات الرئاسية.
كما سبق أن أعلنت رئيسة الحزب الدستوري الحر عبير موسي والقابعة حاليا في السجن بتهمة بث البلبلة في البلاد، أنها ستترشح لهذه الانتخابات.
ومن المتوقع أن تُجرى الانتخابات في أكتوبر/تشرين الأول 2024 مع انتهاء العهدة الأولى للرئيس التونسي قيس سعيد التي انطلقت في 2019 حينما فاز أمام منافسه نبيل القروي في الجولة الثانية بنسبة 72.71%.
وأعلن الناشط السياسي ومؤسس حركة "قرطاج الجديدة"، نزار الشعري مشاركته في الانتخابات الرئاسية المقبلة مؤكدا أنه مستعد أتم الاستعداد لهذا الاستحقاق الانتخابي ويثق في حسمه.
وقال المرشح المحتمل لـ"العين الإخبارية" إن الشعب التونسي يجب أن يعمل على تحقيق آماله من خلال المشاركة المكثفة في الانتخابات المقبلة حتى يعطي الشرعية اللازمة للرئيس القادم لإجراء الإصلاحات اللازمة والشروع في بناء تونس ما بعد الانتقال الديمقراطي الذي شهد عدة انتكاسات خلال العقد المنقضي".
وأشار إلى أن الوضع في تونس هو نتاج لتراكم أخطاء يتحمل مسؤوليتها الجميع منذ عام 2011.
وكانت جماعة الإخوان قد هيمنت على مفاصل السلطة في تونس منذ الثورة التي أطاحت بالرئيس زين عابدين بن علي في يناير/كانون الثاني 2011، لكن تدهور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في البلاد دفع التونسيين إلى تنظيم احتجاجات واسعة على استمرار الجماعة في مراكز الحكم.
واستجاب الرئيس سعيد لنداءات التونسيين عبر سلسلة من الإجراءات قوضت هيمنة حركة النهضة الإخوانية على مفاصل الدولة.
واقترح الشعري حلولا لإخراج تونس من أزمتها الاقتصادية ولعل أبرزها مصارحة الشعب بالحقائق والتوقف عن تأجيج التدافع الاجتماعي المبني على الحقد والضغينة والقطع مع عقلية الربح دون العمل والطمع في ريع غير موجود وإيقاف التداين.
والشعري يبلغ من العمر 46 عاما ،هو صحفي وإعلامي ومقدم برامج إذاعية وتلفزيونية.
كما أعلن رئيس حزب الائتلاف الوطني التونسي ووزير التربية الأسبق ناجي جلول، عن اعتزام حزبه الدفع بمرشح للانتخابات الرئاسية القادمة.
وقال جلول لـ"العين الإخبارية": "حزبنا يطرح نفسه كبديل للسلطة الحالية وسنترشح للانتخابات الرئاسية ببرنامج اقتصادي واجتماعي وسياسي".
ودعا إلى ضرورة إجراء حوار وطني شامل قبل الانتخابات الرئاسية يضم جميع الأطراف السياسية بمن فيهم القابعون في السجون والاعتراف بمسار 25 يوليو/تموز 2021 كلحظة تاريخية أساسية ولحظة في اتجاه التاريخ قطعت مع المنظومة السابقة.
و25 يوليو/تموز هو تاريخ بدء الرئيس سعيد مشروعه لتصحيح مسار الثورة في تونس عبر تعليق عمل البرلمان الإخواني الذي ترأسه زعيم حركة النهضة راشد الغنوشي، وحل الحكومة الموالية له.
وناجي جلول من مواليد عام 1957 وهو سياسي وأستاذ جامعي تونسي في التاريخ وكلف بمنصب وزير التربية من 5 فبراير/شباط 2015 إلى 30 أبريل/نيسان 2017، وكان عضوا في المكتب السياسي للحزب الجمهوري، قبل أن يستقيل من هذا الموقع في سبتمبر/أيلول 2013.
وفي فبراير/شباط 2014 أعلن ناجـي جلّول عن انضمامه إلى حركة نداء تونس (حزب الرئيس الراحل الباجي قائد السبسي)، كما شغل منصب مستشار لدى السبسي، إضافة إلى تقلده منصب مدير المعهد التونسي للدراسات الاستراتيجية.
كما أعلنت رئيسة حزب الجمهورية الثالثة، ألفة الحامدي، ترشحها للانتخابات الرئاسية، وقالت إن ترشحها للرئاسة جاء تبعا لمقترح ترشيحها من قبل المجلس الوطني لحزب الجمهورية الثالثة، و"من أجل تقديم مشروع سياسي واقتصادي واجتماعي للشعب التونسي، يكون مغايراً لمشروع قيس سعيد".
وألفة حامدي من مواليد 1989 وهي سياسية وسيدة أعمال وخبيرة دولية في إدارة المشاريع الكبرى، تولت سابقا منصب الرئيسة المديرة العامة للخطوط الجوية التونسية.
وفي أبريل/نيسان الماضي، ألمح الرئيس التونسي قيس سعيد إلى استعداده الترشح للانتخابات، قائلا إنه "لن يسلم البلاد لمن لا وطنية لهم".
وأضاف سعيد أن "القضية هي قضية مشروع وليست قضية أشخاص القضية كيف تؤسس لمرحلة جديدة للتونسيين.. لا تهمني المناصب.. ما يهمني هو الوطن ولست مستعدا أن أسلم وطني لمن لا وطنية لهم والمهم أن نؤسس للمستقبل".
والانتخابات الرئاسية التونسية 2024 هي الـ12 في تونس والثالثة منذ 2011، والتي من المرتقب أن ينتخب فيها الرئيس الثامن في تاريخ البلاد لولاية مدتها 5 سنوات.