الجفاف يشتد في تونس.. هل تنجح تجربة الزراعة خارج التربة؟
تُعتبر تونس التي شهدت 6 سنوات من الجفاف خلال العقد الماضي، خامس دولة في العالم أكثر عُرضة لخطر الجفاف ونقص المياه.
وذلك بحسب آخر تقرير صادر عن المعهد التونسي للقدرة التنافسية والدراسات الكمية الحكومي.
وضرب الجفاف البلاد منذ ست سنوات، ما تسبب في تقلص كبير لمخزونات المياه التي وصلت أدناها إلى أقل من 23% من طاقة استيعاب السدود.
كما انعكست قلة الأمطار في شكل تراجع المحاصيل الزراعية، لا سيما إنتاج الحبوب الذي هبط إلى 60% خلال العام الماضي بمقارنة سنوية.
ويرى خبراء تونسيون أن وضعية المياه في بلادهم مرتبطة بتزايد التغيرات المناخية وحدّة الاحتباس الحراري الذي يؤثر سلباً على المياه، بالإضافة إلى شح تساقط الأمطار وعدم انتظامها، مقترحين حلولاً لمجابهة الجفاف.
وقال رئيس جمعية "تنمية مستدامة اقتصاد اجتماعي وتضامني"، محسن بن الشيباني، إن "وضعية المياه في تونس صعبة جداً وخطيرة على حياة المواطن والإنتاج الزراعي، وهي نتيجة تأثير التغيرات المناخية.
- تمديد فترة الترشح لجوائز «اصنع في الإمارات» إلى 1 مايو المقبل
- إعلان الائتلاف الفائز بتطوير محطة العجبان للطاقة الشمسية بالإمارات
وأكد لـ"العين الإخبارية"، أن وضعية المياه في تونس أصبحت مسألة أمن قومي، داعياً السلطات التونسية إلى ضرورة اتخاذ قرارات استباقية لمجابهة خطر العطش.
واعتبر أن "ظاهرة تغير المناخ، تعد أخطر ما يهدد الكوكب"، موضحاً أنه "ستكون لتغير المناخ تداعيات كبيرة على القطاع الزراعي التونسي، أبرزها تراجع حاد في المنتجات والحاصلات الأساسية المعدة للتصدير، وهي الزيتون، كما ستظهر تأثيرات سلبية أيضا في قطاع التمور والغلال".
واعتبر أن "ظاهرة التغير المناخي، وأزمة المياه في تونس، تستوجب إيجاد حلول استشرافية، بالتعاون مع المجتمع المدني والجامعة ومراكز البحث والحكومة والمنظمات الأممية والدولية".
ودعا إلى ضرورة التعامل مع الجفاف والتأثيرات على القطاع الزراعي، خاصةً في مجال الذكاء الاصطناعي في مجال المياه، من خلال تطوير الشركات الناشئة في هذا المجال".
تضرر محاصيل الحبوب
من جهة أخرى، أكد عضو المكتب التنفيذي لاتحاد المزارعين محمد رجايبية، أن محصول الحبوب تضرر بالمناطق شبه الجافة التي أتلفت فيها المساحات المزروعة بسبب شح المياه.
وأوضح لـ"العين الإخبارية"، أن هذا الضرر يكبد المزارعين خسائر قاسية للعام الثاني على التوالي خاصة في ظل تواصل انقطاع الأمطار واستمرار حالة الجفاف.
وأشار إلى أن الأسابيع الأخيرة من شهر مارس/آذار الماضي كانت حاسمة بالنسبة لمحاصيل الحبوب، إذ كان المزارعون يعولون على أمطار مارس/آذار وأبريل/نيسان، لكن تواصل وضعية المياه أحبطت عزائمهم. فالنباتات التي تبدأ في مرحلة إنتاج السنبلة تحتاج إلى كميات كبيرة من المياه لضمان جودة المحصول.
حلول
من جهته، أكد الخبير التونسي في الزراعات المائية سليم الزواري، أنه في ظل التغيرات المناخية والجفاف وجب التوجه لتقنية الزراعة خارج التربة خاصة أن المجال الزراعي يستهلك 80% من الموارد المائية في الوقت الذي تعاني فيه تونس من الفقر المائي، وهو ما يؤكد ضرورة استعمال هذه الزراعة المبتكرة.
وأوضح لـ"العين الإخبارية" أن هذه التقنية تعد مقياسا للتأقلم مع التغيرات المناخية، مذكرا بأن هذه التقنية هي عبارة عن بيوت مكيفة بها قنوات مياه بلاستيكية تزرع داخلها النبتة.
وأكد نجاعة هذه التقنية التي لا تتطلب كميات كبيرة من المياه بنسبة 90% أقل من الزراعة في التربة ولها مردود كبير.
وأضاف أن هذه الطريقة تعد حلا مهما خاصة في ظل وجود إشكاليات على مستوى الشح المائي وتلوث التربة وملوحة المياه.
aXA6IDMuMTUuMTQ5LjI0IA== جزيرة ام اند امز