استطلاع للرأي.. الإخوان خسروا قاعدتهم الشعبية في تونس
الاستطلاع أجرته مؤسسة "امرود كونسيلتينغ" المحلية، وكشف أن مرشد تنظيم الإخوان في تونس لا يحظى بأي رضا من جانب التونسيين.
أظهر استطلاع رأي في تونس أن زعيم حركة "النهضة" الإخوانية راشد الغنوشي، جاء بالمركز الأخير في ترتيب الشخصيات السياسية التي تحظى برضا التونسيين، للشهر الجاري.
جاء ذلك في استطلاع أجرته مؤسسة "امرود كونسيلتينغ" المحلية، كشف أن مرشد تنظيم الإخوان في البلاد لا يحظى تقريبا، خلال نوفمبر/ تشرين ثان الجاري، بأي رضا من جانب التونسيين، حيث لم يحصل سوى على 0.5 بالمائة من أصوات التونسيين الذين شملهم الاستطلاع.
في المقابل، حصل رئيس الحكومة يوسف الشاهد على أعلى نسبة بـ11.8 بالمائة، بينما حصد الرئيس الباجي قايد السبسي 8.6 بالمائة من الأصوات.
ويرى متابعون أن نتيجة الاستطلاع تفضح مسلسل الانهيار الشعبي الذي يعيشه إخوان تونس، خصوصا في الفترة الأخيرة، مع تفاقم الأزمة الاقتصادية والاجتماعية.
ولعل أبرز دليل على تراجع الدعم الشعبي للإخوان هو فقدانهم لأكثر من مليون ناخب بين الانتخابات التشريعية المقامة في 2011، والانتخابات المحلية في مايو/أيار الماضي.
ففي 2011، حصل الإخوان على مليون و400 ألف من أصوات الناخبين، قبل أن يتقلص الرقم في الاقتراع الأخير، إلى 400 ألف صوت فقط في 2018.
مؤشرات تشي بأن حركة النهضة باتت رقما غير مؤثر في الأوساط الشعبية، جراء تتالي الانهيارات الاقتصادية والاجتماعية التي تسبب فيها الإخوان، علاوة على تورطهم في ملفات الإرهاب.
الغنوشي.. عنوان خطاب طائفي
رغم محاولاته اليائسة، لم يحظ الغنوشي أبدا بالقبول لدى التونسيين، فدائما كان في أعينهم رجل متطرف ماكر، يدعي الاعتدال وهو أشد المتطرفين.
كما أنه بقي في أعينهم محط ريبة على الدوام، نظرا لعلاقاته مع شخصيات إرهابية مثل يوسف القرضاوي ومهدي عاكف في مصر.
أستاذ علم الاجتماع بكلية العلوم الإنسانية بتونس جهاد العيدودي، اعتبر أن شخصية الغنوشي "طائفية، بمعنى أنها تتحرك فقط داخل الطائفة الإخوانية، وليس في المجال الوطني الشامل".
ولفت العيدودي، في تصريح لـ"العين الإخبارية"، إلى أن نسبة تدني شعبية الغنوشي وحركته يعود إلى تاريخهما المرتبط بالدماء، مثل وقوفه وراء تفجيرات سوسة والمنستير (وسط) عام 1986، واعترافه بذلك خلال مؤتمر صحفي عقده في مارس/آذار 2011.
ووفق المحلل السياسي، فإن الغنوشي "يتلون في خطابه، وينكر في العلن ارتباطه بتنظيم الإخوان المسلمين، ولكنه يستقبل في السر كل الشخصيات الإخوانية مثل الإرهابي وجدي غنيم".
وتابع: "الغنوشي يغير مواقفه بنسبة 180 درجة، وهذه طبيعة مرتبطة بالإخوان، حيث يتغير منسوب الخطاب عندهم بتغير الظرف السياسي".
والمعروف عن الغنوشي هو أن خطاباته دائما ما تكون ذات طابع طائفي للتفريق بين التونسيين، من ذلك خطابه الذي ألقاه في 25 مارس/ آذار 2013، في شارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة، حين اعتبر أن المنتمين للإخوان هم فقط االمنتمون للإسلام.
الغنوشي وتركيا وقطر
يعتبر التونسيون حركة "النهضة" امتدادا غير بريء للسياسات التركية والقطرية في تونس.
وكلفت العلاقات الاقتصادية مع تركيا عجزا قياسيا في الميزان التجاري التونسي، قُدِّر بـ8 مليار دولار في شهر أكتوبر/تشرين أول الماضي.
وسبق للجنة برلمانية تونسية تُعنَى بالبحث في تسفير الشباب إلى بؤر التوتر، أن اتهمت "النهضة"، ورئيسها الغنوشي، بتسهيل تجنيد الشباب التونسي إلى مناطق القتال في ليبيا وسوريا.
واللجنة البرلمانية أنشئت عام 2015، للبحث في حقيقة انتماء الشباب التونسي للتنظيمات الإرهابية.
و يرى الناشط السياسي التونسي عبد الحميد المزوغي، أن قطر تقدم المساعدات، عن طريق الغنوشي، إلى العديد من الجمعيات المشبوهة التي لها علاقة بالإرهاب.
ويرى مراقبون أن هناك مثلثا مشبوها يجمع الدوحة وأنقرة والغنوشي في خارطة الإرهاب الإقليمي.
الغنوشي والتنظيم السري
تتجه أصابع الاتهام بشكل قوي إلى الغنوشي لوقوفه وراء الجهاز السري لحركته، حيث كشفت هيئة الدفاع عن شكري بلعيد ومحمد البراهمي، الارتباط الوثيق للحركة بالاغتيالات السياسية وملف العمليات الإرهابية.
عضو الهيئة وليد سلامة شدَّد لـ"العين الإخبارية"، على أنه لا مجال للفصل بين الجهاز السري وراشد الغنوشي، فالأخير هو رئيس الحركة منذ 1981، وبالتالي لا يمكن فصله عن الجرائم الإرهابية التي ارتكبتها الحركة ضد خصومها .
يعتبر هذا الملف من أكثر القضايا المربكة للقيادات الإخوانية بالبلاد، خصوصا وأن الهيئة كشفت مؤخرا أنها تمتلك أدلة تدين الحركة في ما يتعلق بالاغتيالات.
aXA6IDMuMTM4LjE4MS45MCA= جزيرة ام اند امز