موجة ساخرة تحاصر الغنوشي مجددا.. "تونس أكلتها الذئاب"
حاصرت موجة ساخرة جديدة زعيم حركة النهضة الإخوانية راشد الغنوشي بعد لقاء تلفزيوني سعى فيه للتنصل من أزمات تونس.
ورغم قيادة حزبه للحكومات المتعاقبة في البلاد أو المشاركة فيها عند الحد الأدنى أبدى رئيس البرلمان التونسي استغرابه من أزمات البلاد الاقتصادية والاجتماعية.
وعلق نشطاء ومثقفون على لقاء الغنوشي بموجة ساخرة من التدوينات على مواقع التواصل الاجتماعي.
وكتب بشير الكتيتي المحامي والناشط على صفحته الرسمية في "فيسبوك" قائلا: "خوفي من الغنوشي على تونس كخوف يعقوب على يوسف من إخوته.. إنه يقول إن تونس أكلتها الذئب".
وحل الغنوشي ضيفا في التلفزيون الرسمي التونسي ليتحدث عن "إنجازاته وإنجازات حزبه"، وهو ما اعتبره الناشطون مسعى لطمس للحقائق وعدم الاعتراف بالفشل في إدارة الدولة وتخريبها.
وتواجه حركة النهضة رفضا متزايدا في الأوساط التونسية وتراجعا في نسب التأييد وسط مخاوف من هيمنة الجماعة الإرهابية على مفاصل الدولة وتغييب الديمقراطية وطمس مدنية الدولة لصالح خطاب متشدد.
من جانبه انتقد أنس الشابي الباحث التونسي عبر "فيسبوك" الظهور الإعلامي للغنوشي واعتبر مكانه السجن قائلا "كيف للتلفزة العمومية (التلفزيون الرسمي) أن يحتلها سجين حق عام".
ومن النقاط التي أثارت السخرية أن الغنوشي استغرب من الأزمة الاقتصادية والاجتماعية التي تعيشها تونس دون أن يعلم أن حزبه جزء من كل الحكومات التي تشكلت منذ عام 2011.
هذا الإنكار فتح وابلا من الانتقاد والنقد لشيخ الإخوان، معتبرين كلامه جزءا من النفاق السياسي الذي تمرست به حركة النهضة طيلة عشر سنوات وهو جزء من خدعة تريد تسويقها الحركة الإسلاموية للتملص من مسؤوليتها في الحكم وفي فشلها في الحكم.
وانتقدت البرلمانية السابقة فاطمة المسدي عبر "فيسبوك" الظهور الإعلامي للغنوشي قائلة: "حقيقة يؤلمني أن أرى رئيس الجهاز السري المتهم بالاغتيالات ينادونه بالرئيس في التلفزيون الرسمي عوض أن يكون في السجن".
وتتهم المعارضة التونسية وجماعات حقوقية "النهضة" بالمسؤولية عن اغتيال قيادات يسارية.
وفي يوليو/تموز الماضي، قالت هيئة الدفاع عن المعارضين شكري بلعيد ومحمد البراهمي، إن التحقيقات القضائية أثبتت وقوف الجهاز السري لحركة النهضة وراء الاغتيالات السياسية التي شهدتها تونس عام 2013.
وقضية الجهاز السري تفجرت منذ أكتوبر/تشرين الأول 2018، حين كشفت هيئة الدفاع وجود وثائق وأدلة تفيد بامتلاك النهضة لجهاز سرّي أمني موازٍ للدولة، متورط في الاغتيالات والتجسس واختراق مؤسسات الدولة وملاحقة خصوم الحزب.
بدورها، عبرت الروائية التونسية حياة الرايس في تدوينة على صفحتها الرسمية في "فيسبوك" عن غضبها من تصريحات الغنوشي ووصفتها بالمثيرة للإغماء.