تونس تقترب من حكومة مستقلة.. وتخبط بموقف الإخوان
مصادر مطلعة أكدت أن المشيشي عيّن شخصيات مستقلة بشكل تام على رأس الوزارات السيادية مثل وزارة الداخلية والعدل ووزارة الخارجية.
من المنتظر أن يعلن رئيس الحكومة المكلف هشام المشيشي خلال الساعات القليلة القادمة، عن تشكيلة حكومته التي استغرقت شوطا مهما من المشاورات مع مختلف التوجهات السياسية قبل عرضها على البرلمان لنيل الثقة من عدمها.
وأفادت مصادر مطلعة لـ"العين الإخبارية" أن المشيشي عيّن شخصيات مستقلة بشكل تام على رأس الوزارات السيادية مثل وزارة الداخلية والعدل ووزارة الخارجية.
وبينت المصادر ذاتها أن الرئيس التونسي قيس سعيد دفع المشيشي إلى عدم قبول مقترحات الأحزاب، وذلك لتفادي المحاصصة الحزبية التي حكمت تونس منذ سنة 2011.
كما أكدت بأن الإعلان عن الحكومة سيكون صباح الإثنين في الاغلب، وأن المشيشي قدم القائمة الكاملة لحكومته الى كل الأحزاب البرلمانية.
كما عرض المشيشي الأسماء المحتمل تعيينها في الحكومة المرتقبة على الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد للتثبت من خلوّ سجلات الأسماء المقترحة من أية شبهات فساد أو تضارب مصالح، أو قضايا تربح مالي مثلما حدث مع إلياس الفخفاخ، رئيس الحكومة المستقيل.
انقسام إخواني
أثارت منهجية المشيشي واختياره الاعتماد على حكومة مستقلة حفيظة جماعة الإخوان في تونس، ودفعت قيادات حركة النهضة إلى عدم الثبات على موقف واحد.
وطفا على السطح خلاف حاد بين عناصر شورى حركة النهضة بزعامة رئيس البرلمان راشد الغنوشي التي تمثل أخوان تونس المنعقد بشكل مفتوح خلال هذه الفترة بين من يدعو إلى إسقاط الحكومة، ومن يريد تمريرها حتى لا يختار الرئيس قيس سعيد حل البرلمان والذهاب لانتخابات سابقة لأوانها.
وتخشى حركة النهضة من الصعود الصاروخي في شعبية الحزب الدستوري الحر، الذي كشفت عنه شركة "سيغما كونساي" لاستطلاعات الرأي، فأي فرضية لانتخابات مبكرة ستعطيه 35بالمائة من أصوات الناخبين.
كما أن معارضي الغنوشي داخل النهضة يعتبرون المصادقة على حكومة المشيشي، هي ضرورة أمام تدني شعبية رئيس إخوان تونس وارتباطه بملفات خطيرة.
الغنوشي "الأسوأ" للشهر الخامس
كشف الباروميتر الشهري لمؤسسة "سيغما كونساي " لاستطلاعات الرأي أن 67بالمائة من التونسيين يعتبرون رئيس حركة النهضة الاخوانية راشد الغنوشي، أسوأ شخصية سياسية في تونس.
ويحافظ الرئيس التونسي قيس سعيد وفق نفس الباروميتر على أكثر نسبة رضا لدى التونسيين بلغت 54 بالمائة، والنائب المستقل الصافي سعيد بنسبة 28بالمائة، ورئيسة الحزب الدستوري الحر عبير موسي بنسبة 24 بالمائة.
ويتصدر الغنوشي ترتيب أسوأ الشخصيات السياسية في تونس للشهر الخامس على التوالي، وفق الاستطلاع الشهري التي تقوم به "سيغما كونساي" .
وواجه راشد الغنوشي معارضة برلمانية واسعة بلغت 97نائبا من مجموع 217، قاموا بالتصويت لصالح سحب الثقة منه على رأس البرلمان.
كما خاض الحزب الدستوري الحر طيلة شهر يوليو/تموز اعتصاما بالبرلمان التونسي تنديدا بممارسات رئيس حركة النهضة وارتباطاته المشبوهة بالإرهاب والتخابر مع جهات أجنبية ضد مصالح تونس.
ويرى صفوان عيادي الباحث في العلوم السياسية أن الانقسام الاخواني الداخلي حول حكومة المشيشي ،وتدني شعبية الغنوشي ستعزل حركة النهضة في قادم الأيام.
وقال عيادي في تصريح لـ"العين الإخبارية" أن الاخوان فقدوا القدرة على التحرك بحرية، كما أنهم أصبحوا في حصار من خلال فريق حكومي مستقل.
ويرى متابعون أن الحكومة الجديدة تبقى "الخيار الاخير" للأحزاب خشية حل البرلمان رغم حالة التململ التي شهدتها تصريحات قياداتها برفض حكومة الكفاءات المستقلة تماما، وحتى الطريقة التي عمل بها هشام المشيشي خلال مشاورات تشكيلها حيث اعتبرها البعض"غير منطقية".
وتبقى الساعات القادمة حاسمة لرئيس الحكومة المكلف ليكشف عن هوّية حكومته وأعضائها، وللأحزاب السياسية أيضا التي ستحسم موقفها من الحكومة بعد اجتماع هياكلها، مساء اليوم الاحد، لتوضيح موقفها بمنح الثقة لها من عدمها.