تونس تواجه إرث الإخوان.. مشروع قانون يحظر استغلال المساجد للسياسة

مع تصاعد التحذيرات من مخاطر استغلال المنابر الدينية لأهداف سياسية، يسعى البرلمان التونسي إلى تحصين البلاد من سموم التطرف التي يعمل تنظيم الإخوان على نفثها داخل المجتمع.

ومن المنتظر أن يناقش البرلمان، مطلع أكتوبر/تشرين الأول المقبل، مقترح قانون أساسي ينظم عمل موظفي المساجد، بما يسمح بقطع الطريق أمام توظيف الخطاب الديني لأغراض سياسية كما حدث في فترات سابقة.

• الإخوان وواقعة المدرسة في تونس.. إثارة الفوضى في معقل قديم
• تونس تكشف المخطط.. الإخوان تستهدف «التلاميذ» على طريقة التسعينيات

ويهدف المقترح، الذي قدمه عدد من النواب، إلى تنظيم الوضعية القانونية والمهنية لموظفي المساجد في تونس، وضبط حقوقهم وواجباتهم وآليات الإشراف والتكوين الإداري والديني.

ويرى أصحاب المبادرة أن القطاع يعاني من غياب تنظيم قانوني واضح يحمي حقوق الموظفين ويوفر لهم وضعية مهنية مستقرة، وهو ما ينعكس سلباً على جودة الأداء والدور المجتمعي للأئمة.

كما يسعى المشروع إلى تعزيز الاستقرار الوظيفي وتحسين ظروف العمل، بما ينعكس إيجابياً على الخطاب الديني، ويعزز دوره في حفظ السلم الاجتماعي وترسيخ قيم الاعتدال والوسطية.

ويقترح أصحاب المبادرة شروطاً للتوظيف، من بينها المستوى العلمي والتكوين المتخصص، إلى جانب الحياد السياسي والحزبي.

من جهته، أكد المحلل السياسي التونسي عمر اليفرني في حديث لـ«العين الإخبارية» على ضرورة تحسين وضعية أئمة المساجد وتحصينها، حتى لا يتم استغلالها سياسياً من قبل تنظيم الإخوان، نظراً لأهمية تأثيرها في المجتمع.

وأوضح أن وصول الإخوان إلى الحكم عام 2011 جعل المنابر الدينية في تونس خارج الرقابة التي تضبط خطابها ونهجها، في ظل انتشار دعوات الفكر التكفيري والإرهابي، لافتاً إلى أن تعيينات الأئمة آنذاك كانت تتم على أساس الولاءات الحزبية لصالح الإخوان.

وأشار إلى أنه خلال فترة حكم الإخوان جرى توظيف المساجد كمنصات حزبية للترويج الانتخابي وشيطنة الخصوم وتهديدهم، داعياً إلى ضرورة النأي بالمساجد عن التوظيف السياسي والتحذير من تداعياته الخطيرة.

وتشير إحصائيات رسمية لعام 2017 إلى أن عدد المساجد في تونس يبلغ 4480 مسجداً، يشرف عليها أكثر من 18 ألف إطار ديني، من بينهم أكثر من 2400 إمام، في حين يتولى سلك الوعاظ – وعددهم 600 واعظ موزعين على مختلف أنحاء البلاد – مهمة مراقبة الخطاب الديني وخاصة خطب الجمعة.