«كسكسي ميّو».. طبق تونسي من العهد الأمازيغي يقاوم الاندثار
في كل 14 مايو/أيار من كل عام، يحتفل أهالي مدينة الحمامات بمحافظة نابل شمال شرقي تونس بإعداد طبق الكسكس التقليدي المعروف باسم "كسكسي ميّو".
ويحافظ سكان المدينة على هذه العادة كجزء من تراثهم الغذائي، بهدف حماية هذه التقاليد العريقة من الاندثار.
"كسكسي ميّو" هو تقليد يعود لقرون، ويتم تحضيره في اليوم الأخير من فصل الربيع وأول يوم من فصل الصيف، متزامنًا مع موسم الحصاد وفق التقويم الزراعي المحلي.
التونسيون القدامى أطلقوا على الأسبوع الأول من مايو "الأخضر" والأسبوع الثاني "الأصفر"، نسبة لتغير الفصول في هذا الشهر وانتقاله من الربيع إلى الصيف.
وقال سعيد فنينة، المتخصص في التراث التونسي، إن جميع العائلات في مدينة الحمامات تحرص على طهي هذا الطبق في 14 مايو من كل عام، للتأكيد على استمرارية هذه العادة القديمة التي تعود إلى العهد الأمازيغي.
وأضاف فنينة لـ"العين الإخبارية" أن مدينة الحمامات السياحية، التي كانت محاطة بالحقول والبساتين، كانت تشتهر بزراعة القمح والزيتون والفواكه والخضروات.
وبما أن مايو هو شهر انتقالي بين الفصول، وكانت أغلب الخضروات غير متوفرة، اعتمد الأهالي على المؤونة المخزنة منذ العام السابق، ليكون "كسكسي ميّو" الطبق المثالي الذي يتغذى عليه المزارعون خلال عملهم، نظراً لكونه طبقًا صحيًا وغنيًا بالفيتامينات.
الشيف محمد صالح شاطر، المتخصص في المطبخ التونسي، أوضح أن لون "كسكسي ميّو" أبيض لأنه لا يحتوي على الطماطم والفلفل والهريسة.
وأوضح أن مكونات الطبق تشمل اللحم، الماء، الزيت، القليل من البصل، والتوابل مثل الزعفران والفلفل الأسود، ويزين بالحمص واللوز والزبيب والبيض والحلوى.
تقع الحمامات على بعد 60 كلم شمال شرقي العاصمة تونس، وهي واحدة من أشهر الوجهات السياحية، وتطل على البحر الأبيض المتوسط.
تضم المدينة عددًا من المنتجعات والفنادق الفاخرة، والمطاعم التي تقدم الأكلات المتوسطية المتنوعة، بالإضافة إلى مراكز التسوق والمنتجعات الصحية التي يقصدها السياح للاستجمام والاستشفاء.
aXA6IDE4LjE4OC4xODMuMjEg
جزيرة ام اند امز