برلمان تونس المقبل.. الإخوان ينقسمون وحزب الشاهد يتلاشى
المشهد السياسي في تونس يتغير بنسبة 180 درجة، متأثرا بإحباط التونسيين وخيبتهم ومعاناتهم المعيشية منذ احتجاجات 2011
الانتخابات البرلمانية المقررة في تونس يوم غد الأحد ستكون الضربة القاضية لتنظيم الإخوان الإرهابي وحليفهم رئيس الحكومة يوسف الشاهد، وسط توقعات بانقسام الحركة الأولى وتلاشي حزب الثاني.
قراءة تفرض نفسها كلما تطرقت التحليلات إلى الخارطة البرلمانية المرتقبة للقبة التشريعية التونسية عقب الاقتراع، في هزة تعد ارتدادية لزلزال الجولة الأولى للانتخابات الرئاسية التي استبعدت الإخوان والشاهد من الثنائي المتأهل للدور الثاني.
ففي الدور الأول للاقتراع الرئاسي، وجهت النتائج صفعة قاتلة للإخوان وحليفهم الشاهد، وفرشت سجاد العبور أمام مرشح مستقل من خارج الأحزاب، وآخر إعلامي ورجل أعمال مرشح عن حزب حديث الولادة.
المشهد السياسي في تونس يتغير بنسبة 180 درجة، متأثرا بالتطور البديهي للأشياء، وبإحباط التونسيين وخيبتهم ومعاناتهم المعيشية منذ احتجاجات 2011، فتسقط الأحزاب التي تصدرت المشهد منذ ذلك التاريخ، وتصعد أخرى لتشكل معالم توازنات سياسية جديدة وخارطة برلمانية مرتقبة مختلفة.
الإخوان والشاهد.. الأكثر تضررا
خالد عبيد، الأكاديمي التونسي المختص في التاريخ السياسي المعاصر، قال في إطار قراءته الاستشرافية للتركيبة البرلمانية المتوقعة بعد اقتراع الأحد: "أعتقد أنه مثلما حدث بالدور الأول للانتخابات الرئاسية التي شكلت نوعا ما مفاجأة للعديد من المراقبين وجزء من الرأي العام المحلي.. في اعتقادي الذي يكاد يكون جازما بأن المفاجأة نفسها ستحصل في الانتخابات التشريعية".
وأضاف في حديث لـ"العين الإخبارية": "إن أصبحت هذه المسألة (المفاجأة) الآن تكاد تكون نوعا من تحصيل الحاصل، وهناك نوع من القبول بها يعني تقبلها ولن تكون هناك صدمة كبيرة لأنها حدثت في الدور الأول للرئاسية".
وأوضح أن التصويت العقابي الذي لوحظ في الدور الأول سيتكرر هذه المرة لكن تجاه أحزاب معينة محددة، وهي الأحزاب التي وجدت في المشهد السياسي بعد 2011، خاصة لما بعد 2014،.
وزاد"وهنا أخص بالذكر تحديدا حركة النهضة وحزب تحيا تونس (بقيادة رئيس الوزراء الحالي يوسف الشاهد) سيكونان المتضررين من هذا التصويت العقابي".
ووفق الخبير، فإن حزب الشاهد "سيكون الأكثر تضررا، ما قد يقوده إلى التلاشي في المستقبل القريب، وأيضا حركة النهضة التي ستكون للضرر (السياسي) الناجم عن الاقتراع تداعيات كبيرة على تماسكها الداخلي".
في المقابل، يرى عبيد أن "هناك قوى أخرى ستصعد، منها التي قامت بلم شمل الغاضبين من تصرفات ومواقف حركة النهضة في الفترة الماضية، وهنا أعتقد أن من سيجسد ذلك هو ما يسمى بائتلاف الكرامة، وقوى أخرى مثل حزب قلب تونس (بقيادة نبيل القروي) الذي أعتقد أنه سيشكل المفاجأة في هذا السباق الانتخابي".
برلمان فسيفسائي واستقرار حكومي على المحك
النتائج المتوقعة التي قد تغير ملامح برلمان تونس المقبل بشكل جذري، حيث ستختفي الكتل الكبرى المهيمنة عليه، لتحل محلها كتل متوسطة أو صغيرة تكسر هيمنة الأحزاب التقليدية عليه.
عبيد قال تعقيبا على هذا الطرح: "إن المجلس (نواب الشعب ـ البرلمان) سيكون عبارة عن تركيبة فسيفسائية بصفة كبيرة، ربما أكبر من التركيبة الفسيفسائية المحدودة في انتخابات 2014".
وأردف: "باعتبار أننا لن نجد كتلة كبيرة جدا، بل كتلا متوسطة، وفي المقابل مجموعات صغيرة جدا لنواب بعضها يضم بين نائب إلى 3 أو 4 نواب، فإن هذا من شأنه أن تكون له انعكاسات سلبية على مسألة تشكيل الحكومة".
واعتبر أنه "حتى في حال تشكيل الحكومة المقبلة، فإن مسارها وقدرتها على الصمود ستكون ضعيفة جدا، وفي أول هزة أو سوء تفاهم بين أحزاب التحالف، فقد تنهار بسرعة وتسقط".
وخلص الخبير التونسي إلى أن "الاستقرار الحكومي خلال الفترة المقبلة سيكون على المحك".
ودُعي أكثر من 7 ملايين ناخب تونسي للإدلاء بأصواتهم هذا الأحد بالانتخابات البرلمانية التي يتنافس فيها أكثر من 15 ألف مرشح على مقاعد البرلمان الـ217.
ويتوزع هؤلاء على 1507 من القوائم في جميع الدوائر الانتخابية، التي يصل عددها إلى 33 دائرة، من بينها 27 دائرة داخل تونس، و6 دوائر في دول المهجر. وتتوزع القوائم الانتخابية بين 163 قائمة ائتلافية، و687 قائمة حزبية تُمثل الأحزاب السياسية، و722 قائمة انتخابية مستقلة.
aXA6IDEzLjU5LjEyNy42MyA= جزيرة ام اند امز