المشيشي بمواجهة سعيّد: لن أستقيل.. والإخوان يشعلون تونس
أكد رئيس الحكومة التونسية هشام المشيشي، أنه لن يستقيل من منصبه، في موقف يرى محللون أنه بمثابة إعلان المواجهة مع الرئيس قيس سعيد.
وقال المشيشي في تصريحات إعلامية أدلى بها الجمعة: "لن أستقيل لأني جندي في خدمة هذه البلاد، والجندي لا يهرب".
وتأتي تصريحات المشيشي ردا على مطالبته من قبل الرئيس قيس سعيد إما بإعفاء وزراء التعديل الحكومي أو الاستقالة، معلنا بذلك المواجهة مع خصومه والكتل النيابية المعارضة (التيار الديمقراطي والحزب الحر الدستوري).
المشيشي الذي تقلد مهامه رئيسا للحكومة مطلع سبتمبر/أيلول الماضي، دخل في صراع مفتوح مع قصر قرطاج (الرئاسة)، متحصنا بمساندة إخوانية ودعم من كتلتي حركة "النهضة" وحزب "قلب تونس" بالبرلمان.
وفشل المشيشي في إقناع سعيد بقبول أداء الوزراء الجدد لليمين الدستورية، فيما يتمسك الرئيس بموقفه معتبرا وجود شبهات فساد حول 4 وزراء تمنع دخولهم التشكيلة الوزارية.
من جانبها، قالت مصادر مقربة من قصر قرطاج، في تصريحات متفرقة لـ"العين الإخبارية"، أن السبب الرئيسي لخلافات سعيد مع المشيشي هو قرب الأخير سياسيا من الإخوان، وخضوعه للضغوطات التي مارستها حركة النهضة على حكومته.
كما يعتبر سعيد أن دخول وزراء تحوم حولهم شبهات فساد للحكومة، سيضر بمصالح الدولة، رافضا أي تواصل مع ممثلين من حزبي "قلب تونس" والنهضة.
وبالفترة الأخيرة، استعرت الحرب بين الرئاسة وزعيم الإخوان راشد الغنوشي الذي يترأس البرلمان، وتبادل الجانبان التراشق بالاتهامات.
ويتهم سعيد الغنوشي بالتآمر على الأمن التونسي، ملمحا في أكثر من تصريح إعلامي، إلى وجود "غرف سوداء" تصنع المؤامرات ضد التونسيين وترعى مخططات مضادة للأمن.
ويزيد إخوان تونس ممثلون في حركة النهضة الظرف السياسي اشتعالا، بعد دعوة الحركة الإخوانية أنصارها للنزول إلى الشارع في مظاهرات مؤيدة للحكومة.
كما جدّدت تثبيتها لقرارها الداعم لرئيس الحكومة هشام المشيشي.
الدعوة للنزول للشوارع، والتي تأتي بعد أيام قليلة من دعوة مماثلة لقيادي إخواني تونسي، وتمثل توجيها صريحا للاقتتال الداخلي بين أبناء تونس.
دعوة رئيس شورى حركة النهضة عبدالكريم الهاروني، والتي اعتبرها البعض تصريحا صادما، أثارت ردود فعل سلبية على مواقع التواصل، وسط تزايد الاتهامات للإخوان بإشعال فتيل الحرب الأهلية من أجل البقاء في السلطة.
الهاروني - أحد مؤسسي المليشيات الإخوانية - حرّض في تصريح تلفزيوني مساء الأربعاء أنصاره لمهاجمة كل محتج على سياسات حركة النهضة طيلة 10 سنوات.
وتحمل شريحة واسعة من التونسيين حركة النهضة الإخوانية المسؤولية الرئيسية عن الأزمات الاقتصادية والاجتماعية التي تعيشها البلاد.