وزير الزراعة التونسي لـ«العين الإخبارية»: مليون أضحية محلية تكفي السوق.. وتحلية المياه قادمة

في حوار خاص لـ"العين الإخبارية"، يكشف وزير الزراعة التونسي عز الدين بالشيخ عن خطط جريئة لمواجهة تحديات المياه وضمان أمن الحبوب واللحوم في البلاد، وسط تغيرات مناخية وضغوط اقتصادية غير مسبوقة.
وقال وزير الزراعة التونسي، إن وزارته تنفذ استراتيجية شاملة لمجابهة أزمة المياه وتحقيق الأمن الغذائي، بالتوازي مع الاستعداد المبكر لموسم الحصاد وتوفير الأضاحي لعيد الأضحى.
كما أكد أن الأسواق التونسية تشهد وفرة من الخراف المحلية والمقدرة بنحو مليون رأس، ما ساهم في استقرار الأسعار في الأسواق المحلية.
- بشائر المياه في تونس.. ارتفاع مخزون السدود وصيف بلا انقطاعات
- تحويلات التونسيين في الخارج.. هل تكون طوق النجاة للاقتصاد؟
وأعلن الوزير عز الدين بالشيخ عن استراتيجية الوزارة لمواجهة نقص المياه والجفاف لتوفير المياه البديلة سواء تعلّق الأمر بمياه الشرب أو بمياه الري.
مواجهة أزمة المياه: تحلية وعدادات ذكية واستمطار صناعي
أوضح الوزير أن وزارته تعمل على تنفيذ خطة طموحة لتوفير مصادر بديلة للمياه، سواء للشرب أو للري، في ظل تصاعد تأثيرات التغيرات المناخية. وتتمثل أبرز محاور هذه الاستراتيجية في تحلية مياه البحر ومعالجة المياه المستعملة.
وأكد أن محطة تحلية مياه البحر في محافظة سوسة (شرق البلاد) ستدخل حيّز الاستغلال في يونيو/حزيران المقبل، الأمر الذي من شأنه أن يحد من انقطاعات المياه المتكررة التي تشهدها المحافظة.
وفي سياق تطوير أنظمة التوزيع، أشار الوزير إلى انطلاق العمل بالعدادات الذكية في عدد من المناطق، كجزء من مشروع تحديث البنية التحتية للمياه.
كما أعلن بالشيخ عن انطلاق أول تجربة نموذجية في الاستمطار الصناعي بالتعاون مع وزارتي النقل والدفاع الوطني، حيث تم تنفيذ أول عملية يوم 16 أبريل/نيسان الماضي في منطقة حوض سد سيدي سالم شمال غرب البلاد. وتخضع التجربة حاليًا للتقييم الفني والعلمي.
ويُعد سد سيدي سالم، الواقع قرب مدينة تستور بمحافظة باجة، أكبر السدود في البلاد، بطاقة استيعاب قصوى تصل إلى 643 مليون متر مكعب، ويمتد حوضه على مساحة 4300 هكتار. وتبلغ نسبة امتلائه حاليًا 21.7%، ويُزود عدداً من المحافظات التونسية بمياه الشرب والري، من الشمال وحتى صفاقس (وسط شرقي).
ويذكر أن عملية "الاستمطار" هي تقنية تعتمد على حقن السحب بكميّة مناسبة من مواد كيميائية بهدف تسريع عملية هطول الأمطار أو زيادة إدرار هذه السحب من المياه.
ووفق أحدث البيانات الصادرة عن المرصد الوطني للفلاحة، تبلغ نسبة امتلاء السدود التونسية حتى مايو/ أيار 2025 نحو 39% فقط، ما يعكس حجم التحديات المائية الراهنة.
موسم الحبوب: استعداد مبكر وآمال في الاكتفاء الذاتي
أكد وزير الزراعة أن وزارته بدأت الاستعداد لموسم الحبوب منذ أكثر من خمسة أشهر، من خلال تأمين فضاءات التخزين وصيانة آلات الحصاد، إلى جانب تحضير الخزانات وتوجيه إرشادات تقنية للفلاحين.
وأوضح أن التساقطات المطرية الأخيرة تبشر بموسم جيد، ما يعزز الأمل في تحقيق الاكتفاء الذاتي من القمح الصلب، رغم تعرض بعض المزارع بمحافظتي سليانة والكاف لأضرار جراء تساقط البَرَد.
وتشير بيانات وزارة الفلاحة إلى أن المساحات المزروعة بالحبوب لهذا الموسم تبلغ حوالي 1.3 مليون هكتار، فيما تُعوّل تونس بشكل كبير على الإنتاج المحلي لتقليص فاتورة التوريد.
أضاحي العيد: وفرة واستقرار في الأسعار
فيما يخص عيد الأضحى، أكد وزير الزراعة التونسي عز الدين بالشيخ أن عدد الأضاحي يتجاوز المليون رأس، وهي كافية لتلبية حاجيات السوق، مشددًا على أنه لن يتم اللجوء إلى الاستيراد من الخارج.
وأوضح أن الأسعار ستُحدد قريبًا بشكل تفاضلي لتكون في متناول المستهلك. ووفق بيانات إدارة الإنتاج الحيواني، يبلغ عدد الخراف المتوفرة 1.42 مليون رأس، منها 1.1 مليون مخصصة للأضاحي، في حين تُقدر حاجيات السوق المحلية بنحو 900 ألف أضحية.
مكافحة الجراد الصحراوي: خطة استباقية وتنسيق وزاري
تطرق الوزير عز الدين بالشيخ إلى موضوع الجراد الصحراوي، مشيرًا إلى أن الحكومة جندت كل من وزارات الزراعة، والدفاع، والداخلية، والمالية، والخارجية للتصدي لتلك الآفة الطبيعية التي تعود إلى البلاد بعد غياب طويل منذ عام 2004.
ومنذ شهر أبريل/ نيسان الماضي، انتشرت أسراب من الجراد الصحراوي بعدد من محافظات جنوب البلاد وهي تطاوين ومدنين وقبلي وتوزر وقابس.
وحذرت حينها منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة "الفاو"، من حدوث التكاثر الربيعي في جنوب تونس ووسط الجزائر وغرب ليبيا.
وأكد أن الوضع تحت السيطرة بفضل التدخل السريع والفعّال، حيث شملت عمليات المداواة مساحة 1400 هكتار. وتنتشر أسراب الجراد حاليًا في بعض مناطق الجنوب، مثل تطاوين، مدنين، قبلي، توزر، وقابس، وقد حذّرت منظمة الفاو من تكاثر محتمل لها في جنوب تونس ووسط الجزائر وغرب ليبيا.
وأشاد وزير الزراعة التونسي، عز الدين بالشيخ بتضافر جهود جميع المتدخلين ميدانيًا في عمليات الرصد والمكافحة، مؤكدًا استمرار اليقظة للحد من انتشار الجراد ومنع وصوله إلى محافظات أخرى.
قطاع الزراعة التونسي في أرقام:
- حجم الإنتاج الزراعي بلغ 27.4 مليون طن عام 2023 (المعهد الوطني للإحصاء).
- مساهمة القطاع الزراعي في الناتج المحلي الإجمالي تقارب 10%.
- القطاع يوفر أكثر من 15% من فرص العمل في تونس.