بشائر المياه في تونس.. ارتفاع مخزون السدود وصيف بلا انقطاعات

أعلنت وزارة الزراعة والموارد المائية في تونس عن عدم وجود نية لقطع المياه خلال صيف هذا العام، وذلك على خلفية تحسّن منسوب المياه في السدود عقب موجات الجفاف التي استمرت 6 سنوات متتالية.
وكان التونسيون قد عانوا خلال صيف العام الماضي من انقطاعات متكررة في المياه الصالحة للشرب بسبب الجفاف الناتج عن التغيرات المناخية. لكن هذا العام، تبدو المؤشرات أكثر تفاؤلاً، بحسب ما أكده حمادي الحبيب، كاتب الدولة المكلّف بالموارد المائية، في تصريح لـ«العين الإخبارية»، حيث قال إن الوضع المائي "جيّد" مقارنة بما كان عليه في ديسمبر/كانون الأول الماضي.
وأوضح الحبيب أن نسبة امتلاء السدود بلغت حتى الآن 39.2%، أي ما يعادل 927 مليون متر مكعب، مضيفًا: "لم نسجّل هذا الرقم منذ عام 2022، وهو رقم مريح يؤكد أننا مقبلون على صيف دون انقطاعات في المياه".
وأشار الحبيب إلى أن الوزارة اتخذت جملة من الإجراءات الوقائية لضمان استمرار تزويد المواطنين بالمياه خلال موسم الصيف، والحد من أي مشكلات قد تطرأ على شبكة التوزيع. كما شدد على أن توفير مياه الشرب يمثل أولوية مطلقة، مشيرًا إلى أنه سيتم مع نهاية شهر مايو الجاري تحديد الكميات المسموح باستخدامها في الري في جميع المحافظات.
كما لفت إلى أن الوزارة أجرت زيارات ميدانية لعدد من المناطق التي تعاني صعوبات في التزوّد بالماء الصالح للشرب، في إطار خطة لتعزيز البنية التحتية المائية، تتضمن حفر آبار جديدة وتوصيل الكهرباء إليها، لضمان مخزون استراتيجي يُغطي الاحتياجات المستقبلية.
وفي سياق متصل، أعلن حمادي الحبيب أن محطة تحلية مياه البحر في محافظة سوسة ستكون جاهزة للعمل بحلول يونيو/حزيران المقبل، مشيرًا إلى وجود ثلاث محطات أخرى تعمل حاليًا في صفاقس، جربة، والزارات. كما كشفت الوزارة أنها تبحث عن تمويل لإجراء دراسة تهدف إلى إنشاء محطتين إضافيتين في كل من جرجيس والمهدية.
وفيما يتعلق بالتنسيق مع القطاعات الأخرى، أوضح حمادي الحبيب أن هناك تعاونًا مستمرًا بين وزارتي الزراعة والسياحة لترشيد استهلاك المياه خلال موسم الذروة، مؤكدًا أن القطاع السياحي لا يستهلك سوى 1% من الموارد المائية، ومع ذلك سيتم عقد اجتماعات مع أصحاب النزل والفنادق للتوعية بضرورة الاقتصاد في استهلاك المياه.
من جانبه، صرّح الخبير في التنمية والموارد المائية، حسين الرحيلي، أن تونس سجّلت هذا العام تحسّنًا واضحًا في منسوب المياه المخزّنة، وذلك لأول مرة منذ ثلاث سنوات. وأكد أن مخزون السدود بلغ 927 مليون متر مكعب، بزيادة تُقدّر بـ120 مليون متر مكعب مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي.
وأضاف الرحيلي أن نسب الأمطار في بعض المناطق تجاوزت المعدلات الموسمية بنسبة تفوق 160%، خاصة في مناطق الساحل والجنوب الشرقي، مما ساهم في تعزيز مخزون المياه. لكنه نبّه إلى أن الانقطاعات المتكررة في بعض المناطق لا تعود إلى نقص المياه، بل إلى مشاكل لوجستية وأعطال هيكلية في شبكة التوزيع وتأخر عمليات الصيانة.
تجدر الإشارة إلى أن تونس تضم نحو 37 سدًا، أبرزها سد سيدي سالم، بالإضافة إلى عدد من البحيرات الجبلية التي تقع معظمها في شمال البلاد. ومنذ عام 2023، شهدت البلاد تذبذبًا في وفرة المياه الصالحة للشرب، ما دفع وزارة الزراعة إلى إعلان نظام تقنين مؤقت للتزود بالمياه، شمل تقسيط التوزيع ومنع استخدامها في الزراعة وسقي المساحات الخضراء وغسل السيارات، في ظل شبه فراغ للسدود نتيجة الجفاف.
وبدأ قطع المياه ليلًا في عدد من أحياء العاصمة منذ مارس/آذار 2023، ضمن جدول توزيع أُقرّ للحد من الاستهلاك، ولا يزال هذا النظام معمولًا به حتى اليوم.
aXA6IDE4LjE4OC4yNy4yMCA= جزيرة ام اند امز