الرئيس التونسي يمنح جميلة بوحيرد أرفع أوسمة البلاد
تونس تؤكد أن التكريم يأتي تقديرا لمكانتها ولنضالاتها الطويلة لتحرير الجزائر من الاستعمار الفرنسي، ولكفاحها المستمر دفاعا عن الحريات
كرم الرئيس التونسي قيس سعيد، الأربعاء، المناضلة جميلة بوحيرد أحد أهم رموز الثورة الجزائرية.
- "قوارير شارع جميلة بوحيرد".. جديد الروائية الجزائرية ربيعة جلطي
- إنفوجراف.. جميلة بوحيرد رمز نضال المرأة العربية
واستقبل سعيد، بقصر قرطاج المناضلة بوحيرد، ومنحها وسام الجمهورية التونسية من الدرجة الأولى.
وأوضحت الرئاسة التونسية أن التكريم يأتي تقديرا لمكانتها ولنضالاتها الطويلة من أجل تحرير الجزائر من الاستعمار الفرنسي، ولكفاحها المستمر دفاعا عن الحريات.
وتعد بوحيرد من المناضلات اللاتي أسهمن بشكل مباشر في الثورة الجزائرية على الاستعمار الفرنسي لها، في منتصف القرن العشرين، فحاربت الاستعمار حتى أصبحت المطلوبة رقم واحد لدى الفرنسيين.
ولُقّبت بـ"الشّهيدة الحيّة"، حيث انضمّت جميلة بوحيرد وهي في العشرين من عمرها إلى "جبهة التحرير الوطني" الجزائرية عند اندلاع الثورة الجزائرية ضد الاستعمار في عام 1954.
وولدت جميلة في حي القصبة بالجزائر العاصمة، من أب جزائري مثقف وأم تونسية من القصبة، وكانت البنت الوحيدة بين أفراد أسرتها فقد أنجبت والدتها 7 شبان، وكان لوالدتها التأثير الأكبر في حبها للوطن.
فقد كانت أول من زرع فيها حب الوطن وذكرتها بأنها جزائرية لا فرنسية. رغم سنها الصغيرة آنذاك، واصلت جميلة تعليمها المدرسي ومن ثَم التحقت بمعهد للخياطة والتفصيل فقد كانت تهوى تصميم الأزياء. وكانت ماهرة في ركوب الخيل.
وكانت بوحيرد أولى المتطوعات لزرع القنابل في أماكن تجمّع الفرنسيين في الجزائر.
ألقي القبض عليها عام 1957 عندما سقطت على الأرض تنزف دما بعد إصابتها برصاصة في الكتف، وهنا بدأت رحلتها القاسية مع التعذيب في سجون الاحتلال.
وقررت فرنسا محاكمتها صوريّا وحكم عليها بالإعدام ونقلت بعدها إلى سجن باربادوس إحدى أشهر مؤسسات التعذيب في العصر الحديث.
وحينما تلقت لجنة حقوق الإنسان الملايين من رسائل الاستنكار حول العالم، تأجل تنفيذ الحكم ومن ثمّ خُفف إلى السّجن مدى الحياة.
وبعد إعلان استقلال الجزائر في عام 1962 أُطلق سراحها وتولت بوحيرد من بعدها رئاسة اتّحاد المرأة الجزائري.