تونس تبدأ محاكمة بورقيبة بتهمة تصفية خصمه
القضاء سيحاكم الرئيس الأسبق الحبيب بورقيبة وأعوانه حسن الورداني وبشير زرق العيون ومحمد بن خليفة وحميدة بن تربوت وعبدالله الورداني.
بدأت المحكمة الابتدائية بتونس (المختصة بالعدالة الانتقالية)، الخميس، محاكمة المشتبه في تورطهم بمقتل الزعيم التونسي صالح بن يوسف (1961-1907).
ويمثل صالح بن يوسف أحد أبرز زعماء حركة التحرير الوطني ضد الاستعمار الفرنسي، والذي دخل بعد الاستقلال سنة 1956 في صراعات مع الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة حول السلطة انتهت بتصفيته في ألمانيا.
- "انتهاكات" عصر بورقيبة أمام التحقيق بعد 30 عاما على عزله
- تمثال بورقيبة يعود إلى تونس.. بعد 29 عاماً من إزالته
وأكد عفيف بن يوسف، المتحدث باسم دفاع عائلة صالح بن يوسف، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، أن القضاء التونسي سينظر في تورط 6 أشخاص في مقتل موكله وهم الرئيس الأسبق الحبيب بورقيبة وأعوانه حسن الورداني وبشير زرق العيون ومحمد بن خليفة وحميدة بن تربوت وعبدالله الورداني.
وأضاف أن "الأبحاث أكدت تورط جهاز رئاسة الجمهورية في عصر الحبيب بورقيبة في عملية الاغتيال التي تمت في مدينة فرنكفورت سنة 1961 بسلاح كاتم للصوت".
وقد أثارت هذه الفئة ردود فعل متضاربة بين من يرى فيها نبش في الماضي لإثارة الفتن ومن يرى فيها استجابة لقانون العدالة الانتقالية الذي ينظر في جرائم الماضي السياسي في تونس.
وقد أوضح عز الدين رميلة، أستاذ التاريخ المعاصر في الجامعة التونسية والمختص في تاريخ حركة التحرر الوطني في تونس، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، أن "الصراع بين بورقيبة وبن يوسف في أواخر الخمسينيات من القرن الماضي كان صراعاً من أجل الزعامة والسلطة رغم أنهم ينتمون في ذلك الوقت إلى نفس الحزب السياسي وهو الحزب الحر الدستوري".
وأضاف أنه "من غير المعقول محاكمة بورقيبة بعد 19 سنة من وفاته و32 سنة من خروجه من السلطة"، واصفاً هذه المحاكمة بـ"العبث"، لأن "الأفعال المدرجة في التاريخ يحاكمها فقط التاريخ وليس المحاكم القضائية"، بحسب قوله.