صاحب كتاب "الترابي.. حياكة الدجل": الإخوان وباء ضرب جسد المنطقة
كتاب "الترابي.. حياكة الدجل" هو الأول من نوعه في تناوله الدقيق لتفاصيل الدولة السودانية في عهد الترابي، وحتى تاريخ طرده من السلطة.
صدر عن دار "شفق" للطباعة والنشر العام الجاري كتاب "حياكة الدجل.. الترابي المغامرة والفشل"، للكاتب والباحث السوداني علي خليفة عسكوري، ويرصد الكتاب، بالتحليل والنقد، الفترة التي كان فيها الدكتور حسن الترابي عرّاب النظام الإسلاموي في السودان، على رأس السلطة الفعلية، وهي الفترة الممتدة من "1989 ـ 1990"، قبل انشقاق الجبهة الإسلامية الحاكمة في السودان.
واستقبلت الأوساط السياسية والثقافية الكتاب في لندن، حيث يقيم الكاتب، المؤلف وسط حفاوة قديمة حيث جرى حفل تدشين حضره جمع من الجالية السودانية والعربية هناك، مساء السبت 30 يونيو 2018، وقد قدم للكتاب المفكر السوداني الكبير الدكتور حيدر إبراهيم علي، وذكر في مقدمته أن الكتاب يعتبر إضافة معرفية كبيرة للمكتبة السودانية، حيث يرصد فترة دقيقة في تاريخ السودان سيطر فيه الهوس الديني على البلاد.
وذكر عسكوري في تصريحات لـ"العين الإخبارية" أن الكتاب يركز على الدولة التي أسسها الإخونجي الترابي، منذ وصول الإسلاميين في السلطة في السودان، إلى الفترة التي تم فيها طرده من السلطة، موضحا أن الكتاب يوفر للمنادين بفصل الدين عن السياسة مادة تاريخية مهمة عن الصراع في أوروبا مع الكنيسة، حيث يكشف عن مسعى الترابي لإقامة دولة دينية منذ عام 1965، وتطلعه للزعامة لا يقف عند حدود السودان بل يتجاوزه إلى العالم، وفقا لأوهام جماعة الإخونجية الإرهابية التي لا تعترف بحدود الدولة الوطنية الحديثة، ويتحدث عن طموحات الترابي وتضخيمه لذاته، وكيف أنه لم يكن يرى الآخرين، للدرجة التي جعلته لا يتحدث عن الفساد الذي هو جزء منه إلا بعدما تم إبعاده عن السلطة.
ويعرف الكتاب بماهية تنظيم الإخونجية الإرهابي، مشبها إياها بالوباء الذي انتشر في جسد الدول العربية والإسلامية، وتعاون الجماعة مع الغرب، وتأسيسها لدولة أوت الإرهاب وساعدت على انتشاره، مشيرا إلى الفترة التي كان فيها أسامة بن لادن في السودان، حيث إن المآلات التي أنتجها النموذج الإسلاموي في الحكم كان فاسدا بامتياز، وما زال السودان يعاني منه على مستوى وحدة الدولة وبنيتها الاقتصادية.
ويعد الكتاب هو الأول من نوعه في تناوله الدقيق لتفاصيل الدولة السودانية في عهد الترابي، وحتى تاريخ طرده من السلطة، ويوفر معلومات دقيقة تصف تلك المرحلة التي أغلق فيها السودان تماما وعزل عن العالم.
يقع الكتاب في 486 صفحة من الحجم المتوسط، ويشتمل على 8 فصول، ويتناول الفصل الأول الذي حمل اسم "خضراء الدمن" سيرة الإسلام السياسي في العالم العربي والإسلامي والشخصيات المؤسسة له، متعمقا في الجذور التي أنتجت الفكر الإخواني الإرهابي، فيما حمل الفصل الثاني عنوان "جذور التخريب.. العقل الرعوي"، وفيه يعيد الكاتب جذور ظاهرة الإسلام السياسي إلى منابعها التاريخية، من أجل وضع رؤية تحليلية سليمة، ويحمل الفصل الثالث اسم "حياكة الدجل"، يتناول فيها الآليات التي يحتكم إليها الإخونجية وعلى رأسها الكذب، وتغبيش الوعي وتزييف التاريخ، بينما حمل الفصل الرابع اسم "الترابي السلطوي الانقلابي"، ويكشف فيه عن الدور الأساسي للترابي في الانقلاب العسكري للإخوان في السودان، ليكون ذلك تمهيدا للفصل الخامس الذي جاء تحت عنوان "دولة الترابي.. الرعب، الفوضى، والحرب"، ويتناول السياسة الظلامية التي خطط لها الترابي والتي أيقظت الحرب في جميع أرجاء البلاد وقادت إلى فصل الجنوب، ويحمل الفصل السادس عنوان "المغامرة"، ويتحدث عن الأساليب الماكرة للترابي في إدارة الدولة، وإنتاج السياسات التي خربت البلاد وأدت إلى انتشار الفساد، فيما جاء الفصل السابع تحت عنوان "الفشل"، ويتناول الحصاد المرير لتجربة تنظيم الإخوان بقيادة الترابي، ليبحث الفصل الأخير عن آفاق الحلول لتلك الأزمات، فجاء وهو يحمل عنوان "مستقبل السودان".