محكمة تركية تبرئ سوريًا رغم ثبوت نقله إرهابيين إلى داعش
كان إسماعيل مكلفًا بمهمة نقل 5 مشتبه بهم داعشيين من المنطقة الحدودية في مدينة قيصري بناء على أوامر من "أبو جعفر".
برأت محكمة تركية سائقا ساعد في نقل الإرهابيين عبر الحدود التركية السورية في إطاره عمله لصالح شخصية بارزة في تنظيم داعش، في محاكمة شهدت ثلاث جلسات استماع فقط.
محمد إسماعيل (26 عامًا) سوري سجن في تركيا في إطار حملة على خلية داعشية بمدينة قيصري، حيث ألقت الشرطة القبض على سوريين وأوكرانيين وروسيين في 11 أكتوبر/تشرين الأول عام 2018 بتهم تتعلق بعلاقتهم بالتنظيم، وعثرت الشرطة بحوزتهم وداخل أماكن إقامتهم على وثائق مزورة، تتضمن جوازات سفر ومواد تخص التنظيم وصورا يظهرون فيها يحملون أسلحة بسوريا، بحسب موقع "نورديك مونيتور" السويدي.
- موقع سويدي: الفلسطيني القتيل أحدث ضحايا الوفيات المشبوهة بسجون تركيا
- موقع سويدي: زيارة مشبوهة لرئيس ديوان المظالم التركي إلى إيران
كان القيادي البارز في داعش عبدالله شيخ إسماعيل، المعروف باسمه الحركي "أبو جعفر"، مسؤولًا عن عمليات التنظيم اللوجستية والتهريب المتعلقة بتركيا، لكنه لا يزال طليقًا، أما شقيقه وشقيقته وغيرهما كانوا بين من ألقي القبض عليهم.
وكان إسماعيل مكلفًا بمهمة نقل 5 داعشيين مشتبه بهم من المنطقة الحدودية في مدينة قيصري بناء على أوامر من "أبو جعفر"، فضلًا عن نقل وثائق هوية مزورة، لكن خلال القضية، تم التعامل معه على نحو مختلف عن باقي المتهمين، ولم توجه له تهمة الانتماء لمجموعة إرهابية.
وفي المقابل، وجهت له تهمًا ذات عقوبة أخف، وهي المساعدة والتحريض، بل حتى أن المدعي العام التركي سعى لتبرئته لسبب غير مفهوم.
خلال أولى جلسات المحاكمة في قيصري في 14 فبراير/شباط 2019، نفى أحد المتهمين التهم الموجهة ضده بشأن علاقته بداعش، بالرغم من الأدلة المصورة التي يظهر فيها أمام علم داعش وهو يحمل بندقية بجوار شخصية إرهابية.
وقال أحد المشتبه فيهم يدعى رشيد (29 عامًا)، أوكراني، إنه جاء إلى إسطنبول عام 2015 من أجل إعادة التأهيل بعد حادث تعرض له منذ عامين جعله قعيدًا، موضحًا أنه أمضى عاما في إسطنبول مع زوجته السابقة جانا، وأنهما قررا الانتقال إلى سوريا للعمل بمجال المساعدات الإنسانية.
واعترف رشيد أيضًا بمساعدته لجبهة النصرة وتحرير الشام، والتقى في إدلب مع أبو جعفر، لكنه أنكر معرفته بصلته بتنظيم داعش. رشيد عاد إلى تركيا عام 2018، آملًا في العودة إلى أوكرانيا، لكن خلص المحققون إلى أنه كان لا يزال نشطًا بخلية داعش عندما اعتقلته الشرطة.
وخلال جلسة الاستماع الثانية في 11 أبريل/نيسان 2019، طالب المدعي العام ببراءة محمد إسماعيل وإدانة باقي المشتبه بهم بتهمة العضوية في مجموعة إرهابية.
أما في الجلسة الأخيرة في 2 مايو/آيار 2019، قضت المحكمة بالسجن سبع سنوات ونصف السنة لاثنين من المتهمين لعضويتهما في جماعة إرهابية، وحصل الخمسة الآخرون على حكم بالسجن 6 سنوات و3 أشهر، لكنها قيد الاستئناف.
وأشار موقع "نورديك مونيتور" إلى أن القضية في المحكمة الأولى شهدت ثلاث جلسات استماع فقط، وهو أمر غير مألوف تمامًا، بالنظر إلى الوتيرة البطيئة المعتادة للمحاكمات في تركيا.