"أزمة السفراء".. داوود أوغلو يشكك في نوايا أردوغان ويذكّره بالماضي
يبدو أن أزمة السفراء الغربيّين في تركيا، لن تمر مرور الكرام على الرئيس رجب طيب أردوغان، حيث وقعها في الداخل كقوة صداها خارج البلاد.
فبعدما فتح الرئيس التركي على بلاده "أبواب الغضب الدولي" بطلبه من سفراء 10 دول بينها الولايات المتحدة وألمانيا مغادرة البلاد، جاء الهجوم من الداخل، ومن أقرب حليف سابق له، وهو أحمد داوود أوغلو، رئيس حزب "المستقبل"، ورئيس الوزراء الأسبق.
وشكك داوود أوغلو في تغريدات نشرها اليوم الأحد على تويتر، وتابعتها "العين الإخبارية"، في السبب المعلن من أردوغان حول إعلان السفراء الـ10 "غير مرغوب فيهم"، قائلا إن الأمر "لا علاقة له بعثمان كافالا ولا باستقلال القضاء".
وأوضح داوود أوغلو: "لو كان الأمر كذلك لما ترك القس برونسون، في ظل اتهامات شديدة، بعد مكالمة من هاتف (دونالد) ترامب، ولم يكن ليترك دينيز يوسيل بناءً على طلب (إنجيلا) ميركل". في إشارة إلى قضية القس الأمريكي الذي أطلق أردوغان سراحه بضغط من واشنطن، والصحفي الألماني من أصل تركي دينيز بوسيل بضغط من برلين.
وانتقد رئيس وزراء أردوغان السابق، ومعارضه الشرس حاليا سياسة الرئيس التركي، قائلا إنه أحل "قتال الشوارع" محل "عقل الدولة"، مضيفا: "أنت تؤذي البلد! دعونا جميعا نعارض التدخلات الداخلية والخارجية ضد قرارات قضائنا المستقل، ومع ذلك أوجدت هذه الحكومة تصورا مفاده أن نظامنا القضائي يمكن أن يعمل بتعليمات من عواصم أخرى".
وتابع داوود أوغلو في نقده لخطوات أردوغان الأخيرة: "هذه الحكومة التي داست القانون وحوّلت السياسة الخارجية إلى صفقة حصان، دمرت سمعة بلدنا. عندما تمنح كافالا الحق في محاكمة مستقلة وعادلة يستحقها كل مواطن، فإنك ستٌسكت عواصم أخرى!".
وهاجم أردوغان بشدة، لعدم حكمته في اختلاق أزمة السفراء الأخيرة، قائلا: "لماذا هذا الاندفاع والرغبة في إحداث أكبر أزمة دبلوماسية في تاريخنا مع الدول.. ما دام مواطنوك يشككون في عدالتك، فلن يتمتع قضاء بلدك بأي مصداقية. يا للأسف!".
بداية الأزمة
وبدأ ما أصبح يعرف بأزمة السفراء يوم السبت الماضي، حين قال أردوغان، وهو بصدد مهاجمة سفراء 10 دول من بينها الولايات المتحدة، وألمانيا، وهولندا: "يذهبون إلى الفراش ويستيقظون قائلين كافالا كافالا، 10 سفراء يأتون من أجله إلى وزارة الخارجية، يا لها من وقاحة! ماذا تعتقدون هذا المكان؟ هذه تركيا".
ووجه أردوغان حديثه إلى السفراء، قائلًا: "لا يمكنكم المجيء إلى هنا وإعطاء تعليمات لوزارة الخارجية، لقد أعطيت تعليمات لوزير خارجيتي وقلت له ماذا يفعل، سيتعامل معكم باعتباركم شخصيات غير مرغوب فيها في أقرب وقت ممكن، هذه تركيا، ستفهمون وتعرفون ذلك في أقرب وقت ممكن، في اليوم الذي لا تفهمون فيه ذلك، ستغادرون".
ودعا 10 سفراء في بيان مشترك صدر عن سفارات ألمانيا والولايات المتحدة والدنمارك وفنلندا وفرنسا وهولندا والسويد وكندا والنرويج ونيوزيلند، إلى الإفراج عن رجل الأعمال المعتقل في تركيا عثمان كافالا.
وقال سفراء تلك الدول، في بيانهم، إن "استمرار تأجيل محاكمة كافالا بضم ملفات مختلفة وخلق قضايا جديدة بعد الحكم بالبراءة، يلقي بظلاله على احترام الديمقراطية وسيادة القانون ومبادئ الشفافية في النظام القضائي التركي، علمًا بأن 4 سنوات مرت على اعتقاله".
aXA6IDE4LjIyMi4xODIuMjQ5IA==
جزيرة ام اند امز