أردوغان أوكل مهمة العبث بمصائر شعوب المنطقة لأصدقائه من جماعة الإخوان الإرهابية. وهذ الثنائي تركيبة قاتلة يجب تفكيكه.
لم يعد خافيا على أحد أن تركيا بحكومتها الحالية كشفت عن كل مستور وأزالت الغمامة عن التحليلات والتحقيقات التي كانت تفيد بكونها داعما رئيسيا للتنظيمات الإرهابية في سوريا والمنطقة.
هو ثنائي الشر تركيا والإخوان، ولكل طرف مهمته، الإخوان يؤمنون الجهاديين وتركيا تغطيهم دوليا، وعليه فإن أرادت دول المنطقة والعالم أن ترتاح من خطر الإرهاب الذي لا ينفك يهدد شعوبها، فالبوصلة واضحة وهي تشير لتفكيك هذه التركيبة القاتلة للبشر.
تركيا التي لم توفر جهداً لتركب التيار في ثورات الشعوب العربية، وكان الطريق سالكاً لها، فأردوغان ابن العدالة والتنمية، قطب التيار الإسلامي الإخواني في تركيا، قد كان الطريق ممهداً له، بعد أن احتضنت إسطنبول ومدن تركية أخرى الفارين من جماعة الإخوان المسلمين ومن يدور في فلكهم، وبهذا أوكل أردوغان مهمة العبث بمصائر شعوب المنطقة لأصدقائه من جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية.
في ليبيا التي ما زالت حتى اليوم تعيش صراعاً دموياً بين إرهابيين هم من صلب الجماعة نفسها، وبين قوات تريد ليبيا دولة مدنية متحضرة، وفي مصر رغم خسارتهم المعركة وإقصائهم من الساحة بعد الانتفاضة الشعبية المصرية، ما زالوا يحاولون في كل فرصة تُتاح لهم ضرب الاستقرار في البلد المنهك أصلاً، أما في تونس يبدو أن الظروف لم تسمح لحلفاء أردوغان بالتمدد أكثر.
أما في سوريا، فالقضية تعقدت أكثر، خاصة لأن تركيا تشترك مع سوريا بحدود طولها أكثر من 700 كيلومتر، ما سهل لتركيا اللعب داخل سوريا والعبث بمستقبل ثورة السوريين بشكل أكثر فاعلية.
من النافل أن أردوغان يتعامل مع الإخوان المسلمين من السوريين كتبع وكروت لعب يرميها حيث وحين يشاء، والجماعة أيضا تدرك ذلك، لكن من ارتضى أن يعمل أجيراً لمرة واحدة ويرهن مصير شعب بالكامل لمزاجية ومصالح دولة أخرى سيبقى أجيراً لتلك الدولة للأبد.
فيما بعد تحول أردوغان لدعم تنظيم القاعدة بشكل وقح وواضح في سوريا، بحيث دفع لتقضم معظم فصائل المعارضة السورية المسلحة، وباتت هي المتسيّدة اليوم في المناطق التي تصفها هي وآلتها الإعلامية بالمحررة، طبعاً بعد أن غير اسم التنظيم من جبهة النصرة لهيئة فتح الشام، في محاولة لتلميع صورة التنظيم وتخليصه من فكرة الارتباط بالقاعدة ونفي صفة الإرهاب عنه، وهذا ما لم ينجح فيه، وذلك لأسباب عدة:
- ماضي التنظيم كونه خرج من صلب تنظيم القاعدة، والمواربة في بيان إعلان التنظيم انفكاكه عن القاعدة.
فممارسات التنظيم التي كانت تثبت أنه ابن منبته وعمليات التجميل التي قام بها أردوغان فشلت. هذا الأمر دفع تركيا لتعلن بشكل مستمر معاداتها ومحاربتها التنظيم حتى بعد أن غيرت ملامحه، لكن ما كشف أن أردوغان يقول ما لا يؤمن به ولا يفعله، هو حين دخلت قوات تركية للتمركز في نقاط المراقبة التي اتفقت فيه تركيا مع روسيا وإيران في ريف إدلب، حينها مهدت ورافقت مجموعات عسكرية تابعة لتنظيم جبهة النصرة القوات التركية إلى نقاطها المحددة، ولليوم لم يحدث أي اشتباك بين الطرفين.
في ذات السياق، تؤكد معظم التقارير أن الشريان الذي كان يمد تنظيم داعش الإرهابي بكل ما يلزم ليبقى على قيد الحياة ويهدد المنطقة والعالم كان تركيا، التي تحولت مطاراتها ومقاهي مدن كغازي عنتاب التركية لنقطة تجمع وانطلاق للجهاديين من كل أصقاع الأرض.
العلاقة مع القاعدة وداعش
تنفي تركيا عن نفسها العلاقة مع تنظيمي القاعدة وداعش، متبجحة بأنها تحاربهما وكل من يعرف بالوضع في سوريا يعلم أن المعارك الهزلية التي أعلنتها تركيا ضد داعش في جرابلس والباب على مبدأ "سلم واستلم"، وتنفي علاقتها المكسوفة بالنصرة، لكن ما لا تستطيع نفيه هو علاقتها مع تنظيم الإخوان الإرهابي، الواجهة المجملة لكل عمليات دعمها للإرهاب في العالم العربي.
استخدم أردوغان هذه التنظيمات بعد أن فشل على الصعيد السياسي في تنظيم الإخوان المسلمين، عبر قوالب الائتلاف والحكومة المؤقتة ودعم جمعيات وتنظيمات خيرية تم تأسيسها في غازي عنتاب بدعم من الهلال الأحمر التركي، وبقي دور الجماعة بعد الفشل السياسي في إيجاد مسوغات شرعية وتجنيد الجهاديين واستقطابهم إلى تركيا لإرسالهم إلى سوريا.
معارك سوريا.. تركيا والهدف
اليوم تشهد المناطق في شمال شرق سوريا، معارك لا يمكن وصفها إلا بأنها حرب إبادة جماعية تستهدف الأكراد في سوريا، تحت مسمى محاربة الإرهاب، تستعين فيها بجهادييها الذين تبقوا لديها، وهم في المطلق ربيبو جماعة الإخوان المسلمين، التي كانت من أول المدافعين والمباركين للعملية، وبدأت المؤسسات التي تتبع لها، الخزان المالي للجماعة وأردوغان معاً في كل الشرور التي ينشرونها في عالمنا، بدأت هذه الشبكات بتغطية الوجه القبيح للعملية محاولة إظهار العملية بأنها عملية تحرير لا قتل وإبادة جماعية، لتلعب بعواطف السوريين عبر تمرير راية المعارضة السورية، في المواد المصورة التي تبثها عبر وسائطها الإعلامية.
إذن هو ثنائي الشر تركيا والإخوان، ولكل طرف مهمته.
الإخوان يؤمنون الجهاديين وتركيا تغطيهم دوليا. وعليه فإن أرادت دول المنطقة والعالم أن ترتاح من خطر الإرهاب الذي لا ينفك يهدد شعوبها، فالبوصلة واضحة وهي تشير لتفكيك هذه التركيبة القاتلة للبشر.
نخلص إلى القول: الثنائي تركيا والإخوان تركيبة قاتلة يجب تفكيكها.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة