المعارضة التركية تكشف فساد رجال أردوغان داخل البلديات
أطلق أويجون عملية فحص ومراجعة للدفاتر والسجلات المالية والإدارية الخاصة بالبلدية التي تسلمها من عضو حزب العدالة والتنمية.
كشفت المعارضة التركية، الإثنين، عن حالات فساد مالي جديدة بحق قيادات حزب العدالة والتنمية الحاكم الذي يترأسه الرئيس رجب طيب أردوغان.
وأعلنت مَرْت أويجون، رئيس بلدية "بايرام إتش" التابعة لولاية جناق قلعة، غربي تركيا، عن حصول قيادي بالحزب الحاكم على راتب من البلدية دون أن يذهب إليها مطلقاً.
وبحسب ما ذكره الموقع الإلكتروني لصحيفة "سوزجو"، أثبتت التحقيقات التي أجراها رئيس البلدية، أويجون، الذي فاز برئاستها في الانتخابات المحلية الأخيرة، وينتمي لحزب الشعب الجمهوري المعارض، أن رئيس أمانات الشباب في حزب العدالة والتنمية، دوجوقان أوزيل، ظل لنحو عام يتقاضى راتباً من البلدية دون أن يتوجه إليها مطلقاً.
حملة لكشف الفساد
وعقب فوزه في الانتخابات الأخيرة برئاسة البلدية، أطلق ميرت أويجون عملية فحص ومراجعة للدفاتر والسجلات المالية والإدارية الخاصة بالبلدية التي تسلمها من عضو حزب العدالة والتنمية.
وأثبتت التحقيقات أن أوزيل مقيد ضمن العاملين في بلدية "بايرام إتش" منذ يونيو/حزيران 2018، واستقال من منصبه غداة خسارة حزبه للبلدية المذكورة لصالح مرشح الشعب الجمهوري الذي اكتشف حقيقة أمره.
وشدد الرئيس الجديد للبلدية، ميرت أويجون، أنه يعتزم التقدم ببلاغ رسمي للنيابة العامة ضد أوزيل بدعوى "كسب المال بطرق غير شرعية".
وذكر أويجون أن "القيادي بالحزب الحاكم استقال من عمله بعد يوم واحد من خسارة حزبه رئاسة البلدية".
وأضاف "حقيقة كنت قبل الانتخابات أعلم وأهالي البلدة أن هذا الرجل لا يعمل بالبلدية، وذلك بعد أن سألنا العاملين وقالوا لنا إنه لا يعمل معنا، ونعتزم التقدم ببلاغ أمام النيابة العامة، لقد وعدنا شعبنا بمكافحة الفساد والظلم.. وها نحن قد بدأنا كفاحنا".
عصابة أردوغان
وأغلب البلديات التركية التي كانت تحت وصاية حزب أردوغان "العدالة والتنمية" محملة بالديون وعمليات الرشوة والمحسوبية، وما زالت تعاني من تبعات رجاله.
وفي مارس/آذار الماضي صدر تقرير رقابي عن ديوان المحاسبة التركي، وكشف عن فساد مهول في جميع إدارات البلديات التركية التابعة لحزب أردوغان، تضمنت رشوة ومحسوبية وكسباً غير مشروع.
وأوضح التقرير أن المجاملات ومحاباة الأصدقاء والأقارب في التوظيف تفشت في تلك البلديات، كما رصد أشكالاً عديدة من أساليب الكسب غير المشروع، ومخالفة القانون الذي تحول إلى ممارسة معتادة في البلديات.
وإلى جانب هذه التقارير، قام عدد من الرؤساء الجدد المنتمين للمعارضة لبعض هذه البلديات ممن فازوا بمناصبهم في الانتخابات المحلية الأخيرة، بالكشف عن ديون ومخالفات مالية جسيمة ارتكبها الرؤساء السابقون لتلك البلديات من المنتمين للحزب الحاكم.
وتأتي حالة البذخ والفساد هذه في وقت تشهد فيه البلاد أوضاعاً اقتصادية متردية، دأب النظام الحاكم خلالها على دعوة الناس للتقشف.
ومني العدالة والتنمية بخسارة كبيرة في الانتخابات المحلية الأخيرة؛ حيث فقد أهم وأكبر المدن التركية وعلى رأسها إسطنبول، التي فاز بها المرشح عن حزب الشعب الجمهوري أكرم إمام أوغلو.
وعلى وقع الهزيمة داخل إسطنبول، قررت اللجنة العليا للانتخابات يوم 6 مايو/أيار الماضي، إعادة التصويت داخل المدينة في 23 يونيو/حزيران؛ بزعم وقوع مخالفات تصويتية كبيرة.