مع كل هذه الممارسات لا بد للمجتمع الدولي من أن يقف ضد المتحكمين بمصائر أهل طرابلس من الفاسدين والقتلة والإرهابيين
باتت إسطنبول محطة المتأزمين ومحجة الفاشلين المنهزمين من زعامات الخيانة ورجالات الفساد والموهومين بالمشاريع الكبرى والمثيرة للفتن، والتي ارتبطت دوماً بمحور الشر الإخواني القطري الإيراني التركي، بل إن أردوغان نفسه بات أستاذاً مكرساً في الباب العالي لقضايا الفتنة والتدخل السافر في الشؤون الداخلية للدول، كما لقضايا الفساد الحكومي والانتفاع الأسري (وقضية ابنه بلال خير دليل)، إضافة إلى خبرته المؤكدة في تدمير الاقتصاد ونهب أموال الدولة لصالح الجماعة والحزب والأسرة، ووسواسه القهري المتمثل في عقدة النقص التي لديه وعنوانها "فتح الله غولن".
مع كل هذه الممارسات لا بد للمجتمع الدولي من أن يقف ضد المتحكمين بمصائر أهل طرابلس من الفاسدين والقتلة والإرهابيين، كما لا بد لليل هذه المدينة وهذه الدولة العربية الشقيقة أن ينجلي، ولقيدها أن ينكسر
وقد أتت زيارة رئيس المجلس الرئاسي الليبي فائز السراج إلى تركيا ولقاؤه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في إسطنبول، كواحدة من هذه المحطات ما قبل الهاوية التي وصل إليها الاثنان معاً، كما الدمى الأخرى في المشروع الإخواني ذاته، بعدما حصل ما حصل في تركيا وكان آخره فوز زعيم المعارضة أكرم إمام أوغلو في انتخابات إسطنبول، وعزل محافظ المصرف المركزي التركي، بموازاة ما يحصل في الغرب الليبي من وصول الجيش الوطني إلى مشارف العاصمة وتهديده مقر حكومة السراج وإقامته، الأمر الذي جعله يهلع ويهرع لأجل توقيع اتفاقية دفاع مشترك بين طرابلس وأنقرة تسمح له بطلب الدعم من تركيا عسكريا، عبر الوجود الاحتلالي المباشر في غرب ليبيا، لصد ما وصفه بـ"الهجوم على طرابلس".
ومع أن الأمم المتحدة ومجلس الأمن يتشاطران الحزم في منع تدخل الأطراف الخارجية في الصراع الليبي، أو تزويد أي طرف ليبي بالسلاح، ولا شك أن أي تدخل تركي هو مرفوض من قبل الأحرار من أبناء الشعب الليبي الذي بحسبهم سيقابل هذا التعاون الاستعماري بين تركيا وتابعيها في حكومة السراج بانتفاضة شعبية عارمة في عموم ليبيا، إلا أن السراج يتمسك بالتعاون مع تركيا على اعتباره خشبة الخلاص الأخيرة التي يتعلق بها وهو الغريق، مع ما يؤشر إلى ما هو أخطر من مجرد التعاون عبر اتفاقية موقعة بين طرفين ودولتين إن تذرع السراج نفسه بذلك.
فمع ما تقوم به حكومة السراج والمليشيات الإرهابية من جرائم ضد الإنسانية من انتهاكات خطيرة للقوانين الإنسانية والملزمة في مجال النزاعات المسلحة والحروب، من التهجير الإجباري للمواطنين المدنيين العزل، والحصار والتجويع المتعمد للمدنيين واتخاذهم دروعاً بشرية في محاولة يائسة لصد تقدم قوات الجيش الوطني الليبي، مضافاً إليها القصف التدميري الهمجي لمناطق مدنية أو تجنيد الأطفال، مع كل هذه الممارسات لا بد للمجتمع الدولي من أن يقف ضد المتحكمين بمصائر أهل طرابلس من الفاسدين والقتلة والإرهابيين، كما لا بد لليل هذه المدينة وهذه الدولة العربية الشقيقة أن ينجلي، ولقيدها أن ينكسر.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة