تمادت تركيا في خرق القوانين الدولية، وباتت الآن تنتهج سياسة عدوانية عنوانها تنفيذ أطماع توسعية في عالمنا العربي.
كان آخرها تدخلها السافر بالتوغل العسكري شمال العراق، ولم تتوقف الغارات الجوية باستهداف مدن وقرى لمواقع كردية في المنطقة، رافقه توغل داخل الأراضي العراقية، وقبل ذلك استخدمت تركيا سلاح تقليص منسوب مياه الأنهار، ما تسبب في شح كبير لمياه الأنهار في سوريا والعراق.
ليس هذا فحسب، بل تقوم تركيا منذ زمن بعيد بالتوغل عبر عمليات عسكرية داخل سوريا بحجة إقامة مناطق آمنة للاجئين السوريين، ولكن هذا لم يحدث، بل كان هذا التدخل بعمل قواعد عسكرية تركية داخل دولة عربية بشكل مخالف للقوانين الدولية.
إن الهجوم الكبير الذي تشنه تركيا في شمال العراق أهدافه توسعية، وعنوانه فرض الأمر الواقع بقوة السلاح، وعمل قواعد عسكرية داخل أراضي دولة عربية بحجة محاربة الأكراد، وهذا الأمر هو عبارة عن حجة لتعطي مبرراً لتدخلاته العسكرية في دولة ذات سيادة.
ولكن لا يفوتنا أن نشير إلى حقيقة ما يجري من عمليات عسكرية تركية ضد قرى ومدن داخل العراق، أدت حتى الآن إلى وقوع ضحايا من الأبرياء بشكل كبير من المدنيين الأكراد، وسط صمت عام من المجتمع الدولي، دون أن يقوم بواجباته ضد العدوان العسكري الذي تقوم به تركيا ضد دول ذات سيادة كالعراق وقبلها سوريا.
وفي هذا الإطار، أكاد أجزم بأن هذا الصمت من المجتمع الدولي سوف يشجع النظام التركي على ممارسة المزيد من عدوانه على دول المنطقة، ضارباً بجميع القوانين والأعراف الدولية عرض الحائط، من هنا يأتي السؤال عن موقف الجامعة العربية، التي من المفترض أن يكون لها كلمة قوية ضد هذه الممارسات العدوانية التي تنتهجها تركيا بتدخلها السافر بالعراق، وكذلك سوريا وليبيا.
ومما لا شك فيه، باتت تركيا الآن تنفذ مشروعاً توسعياً واضحا عبر تدخلها عسكرياً في عدة دول عربية؛ كالعراق وسوريا وليبيا، حيث شاهدنا الجيش التركي بنفسه ينفذ عمليات في هذه الدول، كما أنه يقول بإرسال آلاف المرتزقة إلى ليبيا، والآن تخطط تركيا لبناء قواعد عسكرية في أكثر من دولة أفريقية.
أما آن الأوان لكي تكون للعرب كلمتهم بشكل أكبر وأقوى من السابق لمواجهة المشروع التوسعي التركي؟ إذ أجد أن تصريحات الجامعة العربية الرافضة والمستنكرة للعدوان العسكري التركي في شمال العراق وقبله سوريا وليبيا، لا تكفي، نعم.. نحتاج إلى موقف صارم ضد مشروع تركيا، أما التصريحات لن توقف هذا النظام عن أطماعه التوسعية.
استناداً إلى ما سبق، فإن أفضل سلاح أجده رادعاً لوقف المشروع التوسعي التركي الذي يقوده أردوغان، هو مقاطعة اقتصادية شاملة تقوم بها كل الدول العربية، وقتها سوف يراجع هذا النظام خطواته العدوانية، وحال تمت المقاطعة الاقتصادية وقتها لن يفكر النظام التركي بهجوم جديد على الدول العربية المجاورة له.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة