صحة الرئيس.. القلق يتسلل أسوار قصور الحكم التركية
لم يتخيل أضعف المعارضين الأتراك أن خبرا عن صحة الرئيس رجب طيب أردوغان سيجعل القلق يضرب جدران القصر الحاكم في أنقرة.
وبحسب تقرير صحيفة "سوزجو" المعارضة، وتابعته "العين الإخبارية"، السبت، فقد سارع رئيس دائرة الاتصال في الرئاسة التركية، فخر الدين ألطون، إلى تكذيب خبر نشرته وكالة رويترز للأنباء، بشأن نية أردوغان إقالة رئيس البنك المركزي، شهاب قافجي أوغلو.
وعبر ألطون عن "أسفه وقلقه أن تتداول الصحف ووكالات الأنباء الكبيرة، مثل تلك الأخبار التي لا صحة أو مصدر لها"، وفق المصدر نفسه.
كانت الوكالة العالمية قد أكدت في خبر لها قبل أيام، حدوث جفاف في العلاقة بين أردوغان وقافجي أوغلو.
وأضافت: "ثقة أردوغان في قافجي أوغلو اهتزت في الفترة الأخيرة، وذلك إثر تأخير قرار تقليل أسعار الفائدة رغم ارتفاع التضخم".
واستندت "رويترز"، في خبرها، إلى مصادر لم ترغب في الكشف عن اسمها؛ إذ صرحت المصادر بأن الفترة المقبلة ستشهد وجود رئيس رابع للبنك المركزي خلال سنتين ونصف السنة.
صحة الرئيس
وزادت حدة القلق داخل دائرة الرئاسة التركية مع تقرير نشرته مجلة "فورين بوليسي" عن أخبار متعلقة بصحة أردوغان.
وهاجم ألطون في تغريدة على حسابه بموقع "تويتر" المجلة الأمريكية، قائلا: "كنا نظن أن الأخبار الكاذبة هي مشكلة وسائل التواصل الاجتماعي، لكننا نرى الآن أن وسائل الإعلام الرئيسية تعاني من نفس المشكلة".
وزاد: "حتى وسائل الإعلام الكبيرة يمكنها بسهولة نشر مثل هذه الأكاذيب هذا وضع مقلق، كلاهما كاذب".
وفي وقت سابق كشف الكاتب الأمريكي بمجلة "فورين بوليسي"، عن أن مظاهر المرض باتت تظهر على الرئيس أردوغان، مما قد يمنعه من الترشح لرئاسة تركيا في 2023.
ومنذ عام 2019، تتجه أعين الخبراء الأتراك والصحفيين نحو الانتخابات العامة التركية المقرر عقدها عام 2023، وربما يرجع هذا للهزيمة المهينة التي تعرض لها مرشحو حزب العدالة والتنمية في انتخابات البلدية عام 2019، ببلديات رئيسية من بينها إسطنبول.
وكشفت استطلاعات الرأي التركية منذ تلك الانتخابات، عن أن شعبية حزب العدالة والتنمية باتت ضعيفة، حتى مع السيطرة على المؤسسات السياسية التركية والإعلام، كما يبدو أن قبول الشباب التركي للرئيس رجب طيب أردوغان قد تراجع.
وقال الكاتب كوك، المتخصص بشؤون الشرق الأوسط، إن أردوغان قد يكون مريضا بالفعل قبل 2023، لافتا إلى وجود مؤشرات تفيد بأنه قد يكون مريضًا للغاية لإعادة انتخابه.