وسم "أردوغان مات" يزج بـ30 تركيّا في المعتقلات
بدأت السلطات التركية، الأربعاء، التحقيق مع 30 مواطنا تركيا بزعم "نشر معلومات كاذبة" حول صحة الرئيس رجب طيب أردوغان.
جاء ذلك بحسب ما ذكره الموقع الإلكتروني لصحيفة "جمهورييت" المعارضة، الأربعاء، وتابعته "العين الإخبارية".
ووفق المصدر بدأت المديرية العامة للأمن في أنقرة، تحقيقات ضد 30 مواطنًا، بتهمة "نشر معلومات كاذبة ومضللة" حول صحة أردوغان، على مواقع التواصل الاجتماعي.
وجاء في البيان أنه "تم اتخاذ إجراءات قانونية ضد من شاركوا في نشر معلومات مضللة حول صحة أردوغان، تحت وسم " #أردوغان مات".
وحددت المديرية 30 شخصًا، واتهمتهم بنشر معلومات مضللة، بالإضافة إلى "إهانة أردوغان"، وبدأت في اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة ضدهم.
وجاء انتشار ذلك الوسم بعد أن ألغى حزب العدالة والتنمية، الحاكم، اجتماع كتلته البرلمانية، الذي دأب على عقده يوم الأربعاء من كل أسبوع.
وردًا على تلك الشائعات، نشر رئيس دائرة الاتصال برئاسة الجمهورية التركية مقطع فيديو على حسابه بموقع "تويتر"، تضمن مشاهد لتوجه أردوغان من إسطنبول للعاصمة أنقرة.
يُذكر أنه تداول رواد موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، فيديو لأردوغان، وهو يمشي بخطوات ثقيلة ويواجه صعوبة بطريقة لافتة، ما يؤكد صحة الادعاءات المتداولة بأنه مريض.
مرض الرئيس
ومطلع أكتوبر/تشرين أول الماضيكشف كاتب أمريكي، عن أن مظاهر المرض باتت تظهر على أردوغان، مما قد يمنعه من الترشح لرئاسة تركيا في 2023.
وقال الكاتب الأمريكي ستيفن كوك، المتخصص بشؤون الشرق الأوسط، إن أردوغان قد يكون مريضا بالفعل قبل 2023، لافتا إلى وجود مؤشرات تفيد بأنه قد يكون مريضًا للغاية لإعادة انتخابه.
وأضاف كوك، خلال مقاله المنشور بمجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، أنه خلال الشهور الأخيرة، ظهرت مقاطع فيديو لم يبدو فيها الرئيس التركي بخير، مشيرًا إلى أن بعضها لم يكن واضحا مثل مقاطع أخرى، لكنها تثير بعض التساؤلات بشأن صحة أردوغان.
وفي أحد المقاطع، على سبيل المثال، يظهر الرئيس التركي كما لو أنه بحاجة لمساعدة زوجته وأحد المساعدين خلال نزوله الدرج.
وفي مقطع آخر، بدا كما لو أنه يواجه صعوبة بالمشي في منطقة أنيت كبير، حيث ضريح مؤسس تركيا الحديثة، مصطفى كمال أتاتورك.
بجانب مشهد فيديو آخر حظى باهتمام كبير في يوليو/تموز الماضي، بدا فيه أردوغان وكأنه فاقدا للتركيز وكلماته غير واضحة أثناء تحيته لأعضاء حزب العدالة والتنمية، وفي بعض الأحيان، بدا هزيلا للغاية.
وإلى جانب تلك المقاطع المصورة، هناك شائعات بشأن صحة أردوغان، من بينها قصص تزعم أنه يعاني من حالة نسيان متزايدة، ومشاكل في التنفس، وارتباك، وأنه زرع جهاز لتنظيم ضربات القلب.
وطبقًا لنفس تلك الروايات، زاد الرئيس التركي عدد الأطباء الموجودين حوله، وقلل لقاءاته مع الصحافة، ويتناول المسكنات قبل الفعاليات العامة.
وقال كوك إن تلك الشائعات بالطبع يكررها في معظم الأحيان أشخاص من خارج تركيا، وبالتالي فإن ادعاءات قرب وفاة أردوغان قد تكون مجرد ثرثرة، لافتا إلى أنه ظهر في مقاطع فيديو أخرى وكان بحال جيدة للغاية.
وقال الكاتب بمجلة "فورين بوليسي" إنه عندما ظهر أردوغان ببرنامج "فيس ذا نيشن" في 26 سبتمبر/أيلول، ربما لم يكن مفعما بالحيوية كما كان، لكنه بعمر 67 عاما، ليس كبيرًا ولكن ليس شابا كذلك، كما أنه في السلطة منذ أكثر من 18 عاما، وهو ما يجب أن يكون له تأثير.
ورأى الكاتب أنه ليس من الجيد أبدًا إطلاق أحكام طبية عن بعد، خاصة إذا لم يكن المرء طبيبا، لكنه طرح سؤال: "ماذا لو كان أردوغان مريضًا؟ ماذا سيحدث إذا لم يستطع الترشح مجددا عام 2023 سواء بسبب المرض أو الوفاة؟"
طبقًا للمادة 106 من الدستور التركي، يتولى نائب الرئيس فؤاد أوقطاي المسؤوليات والسلطات التي يسيطر عليها أردوغان الآن حتى عقد الانتخابات (خلال 45 يوما) وأداء الرئيس الجديد اليمين.
وأشار ستيفن كوك إلى أن المحللين الأتراك لطالما افترضوا أن في تركيا ما بعد أردوغان، انقسام حزب العدالة والتنمية، بشكل كفيل بأن يفتح طريقا لانتخابات تنافسية قد يكسبها أي من سياسيي المعارضة التركية الرئيسية، مثل أكرم إمام أوغلو، الذي هزم رئيس وزراء أردوغان سابق من حزب العدالة والتنمية مرتين ليصبح عمدة إسطنبول.
ويبدو من غير المرجح أن يخاطر المسؤولين ورجال الأعمال والإعلاميين وغيرهم بسهولة بمكاسبهم بإخضاع أنفسهم لحالة عدم اليقين المرتبطة بالسياسات الديمقراطية، بحسب كوك، الذي أشار إلى أنه بموجب هذه الظروف قد تكون هناك إمكانية لأن يحكم رجل قوي تركيا في مرحلة بعد إردوغان، مثل رئيس المخابرات، حقان فيدان، ووزير الدفاع الوطني، خلوصي آكار، أو وزير الداخلية، سليمان صويلو.