دماء على يد أردوغان.. أقال مدرسا فعمل بالبناء ومات تحت الأنقاض
السلطات التركية تشن بشكل متنظم حملات اعتقال طالت الآلاف منذ المحاولة الانقلابية المزعومة عام 2016 تحت ذريعة الاتصال بجماعة غولن.
لقي مدرِّس تركي حتفه تحت أنقاض بناء انهار أثناء عمله به كعامل إنشاء بعد فصله من عمله عام 2017 بموجب مرسوم أصدره الرئيس التركي رجب طيب أردوغان؛ على خلفية اتهامه بالانتماء إلى "تنظيم إرهابي".
- سلطات أردوغان تعتقل كاتبا كشف حقيقة الأوضاع الاقتصادية في تركيا
- برلمانية فرنسية من أصول عربية تتلقى تهديدات بالقتل من أذناب أردوغان
وبحسب ما ذكرته العديد من وسائل الإعلام التركية، مساء الأحد، فإنَّ المدرس آصلان دورمان فُصِل من عمله بموجب مرسوم رئاسي رقم 686 عام 2017 مع أكثر من 4 آلاف موظف حكومي آخرين.
وبعد فصله من عمله لم يجد دورمان وسيلة لكسب العيش سوى العمل في مجال الإنشاء، ليلقى حتفه الأحد، فضلاً عن إصابة 3 عمال آخرين انهار عليهم بناء قيد الإنشاء بقضاء "فيرانشهر" بولاية شانلي أورفه، جنوبي البلاد.
الإعلان عن وفاة المدرِّس المذكور جاء وفق بيان نشرته نقابة موظفي التربية والتعليم الأتراك.
وأعربت النقابة في بيانها عن أسفها لوفاة المدرس بهذا الشكل، معتبرة "فصله من عمله بموجب المرسوم الرئاسي رقم 686 ظلم، وإجراء غير قانوني".
وحمّلت النقابة النظام التركي برئاسة أردوغان، دماء المدرِّس الذي جاءت وفاته نتيجة ما تعرّض له من ظلم، بحسب ما ورد في البيان الذي تناقلته وسائل الإعلام.
نظام أردوغان بدأ بعد المحاولة الانقلابية المزعومة عام 2016 حملة انتقامية بحق كل التيارات المعارضة له، وشملت هذه الحملة عمليات فصل تعسفي كانت تتم بموجب مراسيم رئاسية تصدر عن أردوغان مباشرة، بعد أن أمسك في يده بزمام كل السلطات؛ لا سيما بعد تحول البلاد من نظام برلماني إلى رئاسي في يونيو/حزيران 2018.
ويتهم أردوغان وحزبه "العدالة والتنمية" رجل الدين فتح الله غولن بتدبير المحاولة الانقلابية، وهو ما ينفيه الأخير بشدة.
وتعتقد المعارضة التركية أنّ أحداث ليلة 15 يوليو/تموز هي انقلاب مدبّر من أجل تصفية المعارضين من الجنود وأفراد منظمات المجتمع المدني من خلال اختلاق جريمة تحت يافطة "جريمة الانتماء إلى حركة الخدمة".
وتشن السلطات التركية بشكل متنظم حملات اعتقال طالت الآلاف منذ المحاولة الانقلابية، تحت ذريعة الاتصال بجماعة غولن.
وأسفرت محاولة الانقلاب عن خضوع 402 ألف شخص لتحقيقات جنائية، واعتقال ما يقارب 80 ألفاً بينهم 319 صحفياً وإغلاق 189 مؤسسة إعلامية وفصل 172 ألفًا من وظائفهم ومصادرة 3003 جامعات ومدارس خاصة ومساكن طلابية، إضافة إلى وفاة نحو 100 شخص في ظروف مشبوهة، أو تحت التعذيب، أو بسبب المرض جراء ظروف السجون السيئة، وفرار عشرات الآلاف من المواطنين إلى خارج البلاد، وفق التقارير الأخيرة التي نشرتها المنظمات الدولية ومنها تقرير منظمة العفو الدولية مطلع شهر مايو/أيار 2018.
وهذه الأرقام قابلة للتغيير نظرًا لاستمرار العمليات الأمنية بتهمة المشاركة في الانقلاب رغم مرور عامين كاملين على وقوعه.
ويوم 10 مارس/آذار الماضي، كشف سليمان صويلو، وزير الداخلية التركي، عن توقيف 511 ألف شخص، اعتقل منهم 30 ألفاً و821 شخصاً، في إطار العمليات التي استهدفت جماعة الداعية فتح الله جولن، وحزب العمال الكردستاني، منذ المحاولة الانقلابية المزعومة.
وفي 3 يناير/كانون الثاني الماضي، أعلن الوزير ذاته أن عدد المعتقلين في عام 2018 بلغ 750 ألفاً و239 شخصاً، بينهم أكثر من 52 ألفاً فقط بشبهة الانتماء إلى غولن.